سبب الحزن الشديد الذي نشعر به بعد انتهاء العلاقة ، يكمن في عدم تقبلنا للفراق ، نشعر وكأننا خُذلنا وأنّ مشاعرنا التي أفرطنا فيها ذهبت هباء ، نبكي أعمارنا التي انقضت ، نبكي لحظات عشناها رسخت في ذاكرتنا ولن تُعاد ، للفراق أسباب لم يأتي من فراغ ، هو قرار قطعي لا رجعة فيه ، إن تقبلنا فكرته لن يدم شقاءنا طويلاً ولن تستمر المعاناة ، قد يكون الفراق خير لنا لا ندركه ، وقد يكون فيه راحة ، هو بداية جديدة لنا ومصالحة مع الحياة ، فالعلاقة التي تستمر ومليئة بالتراكمات المركونة جانباً هي علاقة شقاء ولا سعادة فيها ، العلاقات جميعها وُجِدت للراحة لا للبكاء ، لا للقلق والاضطراب ، يجب أن تُبني على التفاهم قبل الحب ، فالحب لا يكفي للإستمرارية ، وعلينا أن نؤمن أننا نعيش في حياة لا شيء يدوم فيها ، وكل منّا ما كتبه القدر له سيناله لو مهما اشتدت المحن وتعسرت السبل ، نهايةً تبقى حياة جئناها وحيدون وسنغادرها وحدنا ..لا أحد يبقى لأحد ولا مشاعر ثابتة في القلوب..