-
🌸 ~ وقفتُ أمامَ المِرآة أحضِّرُ نَفسِي للخُروجِ إلى المَسجِد، وأمِّي جَالِسَةٌ على سَرِيرِها تَنظُرُ إليَّ..
وأنَا أُعدّلُ جلبَابِي تذَكَّرتُ شيئًا بينِي وبينَ نَفسي فَضَحِكت..!
سألتنِي أمِّي عن السَّبب..
قلتُ: تَذكَّرتُ جدّتِي -رحمهَا اللّٰه- يومَ كَانَت تُوصينِي بعَدَمِ النَّظَرِ إلى المِرآةِ أمامَ أبِي أو أحدِ إخوتِي لأنّ هذا مُنَافٍ للحَيَاء، وكَيفَ كانَت تُوصِينِي بأن لا أُظهِر اسنانِي ضحكًا -قبلَ أن أغطّي وجهي- أمامَ أجنَبِيٍّ عنِّي أو خارجَ جُدرانِ البَيتِ عُمُومًا.. ثُمَّ تَذكَّرتُ كيفَ كانت تنهَانِي عنِ الاضطِجَاعِ أمَامَ أبِي أو إخوتِي..!
حدّثتُ أمِّي بهذَا ثمَّ بقيتُ أفكّرُ في حالِ جَدَّتِي -رَحمهَا اللّٰه- وأتأمَّلُ ما كنتُ أراهُ من حالهَا..!
-تُمسِكُ المرآةَ لتُمشّطَ شَعرَهَا أو لِتَضَعَ كُحلًا فإذَا دخَلَ أبِي أو أحدُ إخوَتِي وَضَعَتها!! وأنا أتعَجَبُ وأقُول في نَفسِي: لكنَّهُ ابنُها وأحفادُها، وكلّهم من مَحَارِمها..!
-تَكُونُ مُضطَجِعَةً فإذا دخلَ والِدِي قامَت واعتَدَلَت في جُلوسِها ولا يراهَا على ذلكَ الحَال إلَّا إذا كانَت مَرِيضَة تَضطَرُّ إلى الاضطِجَاع، أو نائمَةً لا تَشعُر بِدُخولِه..!
كانَت تُعلّمنِي الحَيَاء رغمَ أنّها لا تُتقنُ قراءَةَ حَرفٍ.. والعَجِيبُ أنّ كلامَها صارَ قاعِدَةً لم أسأل عن دَليلِها، فلا أجرُؤُ على الوُقوفِ أمامَ المرآةِ أمامَ أبِي، إلَّا إذا اضطررتُ لتعدِيل حجابِي قبلَ الخُروج معه ولا يكونُ وقوفِي طويلا، أقفُ بقدرِ حاجَتِي وسُرعانَ ما أنصرِف...
فكنتُ أتعَجَّبُ من حالِ بعضِ البناتِ إذا خَرجتُ ورأيتُهنّ يحملنَ المرايا معهنّ وهنّ يتّجهنَ إلى مقَاعدِ الدّراسَة، ثمّ يُخرجنها أمام الذّكور عندَ بابِ الثّانويّة لوضعِ مساحيقِ التّجميل دونَ حياء! واللهُ المُستعان..
"منَ النِّعَمِ المُغَيّبَةِ على بناتِ اليَوم؛ مُلازمَة هؤلاءِ النّسوَة والأخذ من طَبائعهنّ ما يُستَحسَنُ دينًا وعرفًا من حياءٍ وسترٍ وفضائل أخرى..."
رحمَ اللّٰهُ جدّتِي وغفرَ لها وأعلَى فِي الجَنَّةِ دَرَجتها وأنزَلَها منَازِل الصّالِحات الحَيِيَّات الحافِظات للغَيبِ بما حَفِظَ اللّٰه، وجزاها عنّي كُلّ خَيرٍ..!
فلنَكُن مثلهنّ..!
لصاحبتها.
🌸 ~ وقفتُ أمامَ المِرآة أحضِّرُ نَفسِي للخُروجِ إلى المَسجِد، وأمِّي جَالِسَةٌ على سَرِيرِها تَنظُرُ إليَّ..
وأنَا أُعدّلُ جلبَابِي تذَكَّرتُ شيئًا بينِي وبينَ نَفسي فَضَحِكت..!
سألتنِي أمِّي عن السَّبب..
قلتُ: تَذكَّرتُ جدّتِي -رحمهَا اللّٰه- يومَ كَانَت تُوصينِي بعَدَمِ النَّظَرِ إلى المِرآةِ أمامَ أبِي أو أحدِ إخوتِي لأنّ هذا مُنَافٍ للحَيَاء، وكَيفَ كانَت تُوصِينِي بأن لا أُظهِر اسنانِي ضحكًا -قبلَ أن أغطّي وجهي- أمامَ أجنَبِيٍّ عنِّي أو خارجَ جُدرانِ البَيتِ عُمُومًا.. ثُمَّ تَذكَّرتُ كيفَ كانت تنهَانِي عنِ الاضطِجَاعِ أمَامَ أبِي أو إخوتِي..!
حدّثتُ أمِّي بهذَا ثمَّ بقيتُ أفكّرُ في حالِ جَدَّتِي -رَحمهَا اللّٰه- وأتأمَّلُ ما كنتُ أراهُ من حالهَا..!
-تُمسِكُ المرآةَ لتُمشّطَ شَعرَهَا أو لِتَضَعَ كُحلًا فإذَا دخَلَ أبِي أو أحدُ إخوَتِي وَضَعَتها!! وأنا أتعَجَبُ وأقُول في نَفسِي: لكنَّهُ ابنُها وأحفادُها، وكلّهم من مَحَارِمها..!
-تَكُونُ مُضطَجِعَةً فإذا دخلَ والِدِي قامَت واعتَدَلَت في جُلوسِها ولا يراهَا على ذلكَ الحَال إلَّا إذا كانَت مَرِيضَة تَضطَرُّ إلى الاضطِجَاع، أو نائمَةً لا تَشعُر بِدُخولِه..!
كانَت تُعلّمنِي الحَيَاء رغمَ أنّها لا تُتقنُ قراءَةَ حَرفٍ.. والعَجِيبُ أنّ كلامَها صارَ قاعِدَةً لم أسأل عن دَليلِها، فلا أجرُؤُ على الوُقوفِ أمامَ المرآةِ أمامَ أبِي، إلَّا إذا اضطررتُ لتعدِيل حجابِي قبلَ الخُروج معه ولا يكونُ وقوفِي طويلا، أقفُ بقدرِ حاجَتِي وسُرعانَ ما أنصرِف...
فكنتُ أتعَجَّبُ من حالِ بعضِ البناتِ إذا خَرجتُ ورأيتُهنّ يحملنَ المرايا معهنّ وهنّ يتّجهنَ إلى مقَاعدِ الدّراسَة، ثمّ يُخرجنها أمام الذّكور عندَ بابِ الثّانويّة لوضعِ مساحيقِ التّجميل دونَ حياء! واللهُ المُستعان..
"منَ النِّعَمِ المُغَيّبَةِ على بناتِ اليَوم؛ مُلازمَة هؤلاءِ النّسوَة والأخذ من طَبائعهنّ ما يُستَحسَنُ دينًا وعرفًا من حياءٍ وسترٍ وفضائل أخرى..."
رحمَ اللّٰهُ جدّتِي وغفرَ لها وأعلَى فِي الجَنَّةِ دَرَجتها وأنزَلَها منَازِل الصّالِحات الحَيِيَّات الحافِظات للغَيبِ بما حَفِظَ اللّٰه، وجزاها عنّي كُلّ خَيرٍ..!
فلنَكُن مثلهنّ..!
لصاحبتها.