القناة الرسمية لأبي سليمان سلمان العماد

(قطع لحجاج منكري المعراج )
*بسم الله الرحمن الرحيم*
نشر بعضهم شبهة عن المعراج مشككا ومنكرا لهذه المعجزة الظاهرة الممكنة عقلا وشرعا
وقد تكلف في صرف اللفظ عن ظاهره حيث قال في قول الله تعالى ( *لقد رأى من آيات ربه الكبرى* ) أي رأى جبريل من غير معراج ثم أتى بآية مشابهة لها في اللفظ وذلك في قصة موسى لما قال الله له ( *لنريك من آياتنا الكبرى* )
**أقول* : المعراج ثابت بالكتاب والسنة والإجماع وعقلا وشرعا .
فمن الكتاب ما ذكره الله في سورة النجم *( علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى* ) .
وخلاصة معنى هذه الآيات أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل مرتين المرة الأولى حين اقترب وتدلى ورآه نزلة أي مرة أخرى عند سدرة المنتهى شجرة من شجر الجنة في السماوات العلى عندها جنة المأوى فما زاغ البصر أي انحرف يمينا ولا شمالا وهذا من تمام الأدب النبوي وعندها رأى من آيات ربه الكبرى أي الجنة والنار .
هذا ما عليه جل المفسرين غير أن عددا منهم ذكر في سياق الآيات أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه والأول أظهر وهو ظاهر السياق لغة وشرعا وعقلا ولا مانع من الثاني وتكون رؤيا قلبيه .
*ومن السنة* المطهرة الأحاديث التي رويت في الصحاح والمسانيد وتلقتها الأمة بالقبول .
*ومن الإجماع* فقد فقل الإجماع غير واحد من أهل العلم ولم ينكرها حتى الشيعة الإمامية نقلوا الإجماع على ثبوته كما في الكافي وبحار الأنوار وغيرها .
*وعقلا لا يستحيل ذلك* فإن الله الذي أسرى بعبده في ذلك الوقت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ذلك الوقت القصير في ظل عدم توفر وسائل السرعة كاليوم قادر على أن يصعد به إلى السماوات العلى *وقد بين الله وقوع ذلك في حق رسوله عيسى عليه السلام حيث قال تعالى : بل رفعه الله إليه* .
*وقال : إني متوفيك ورافعك إلي ....*
*فكيف يمكن في حق عيسى عليه الصلاة والسلام ويستحيل في حق محمد صلى الله عليه وسلم.*
*وآيات الله الكبرى ليست الجنة والنار فقط وليست ما أجراه الله على موسى فقط فكلها من آيات الله الكبرى ولا تعارض البتة بين هذا وذاك * .
*ولا مانع من ثبوت المعراج لا عقلا ولا شرعا* ولكن أراد العقلانيون أن يشككوا في أي شيء جاء التصريح به وإثباته عن طريق السنة المطهرة وهيهات أن يصفوا لهم ذلك فهم أكثر الطوائف تناقضا والقرآن يرد عليهم .
هذا وقد اتفقت المجاميع الفقهية ودور الإفتاء الإسلامية في نجد والجحاز والشام العراق ومصر واليمن وليبيا والجزائر وغيرها من البلاد الإسلامية أن *من أنكر المعراج فقد أنكر ما علم ضرورة من القرآن والسنة وإجماع من يعتد به من الأمة فإن كان جاهلا يعلم وإن أصر وعاند فهو مرتد مكذب للقرآن والسنة وإجماع الأمة .*
والحمد لله رب العالمين
*كتبه أبو سليمان سلمان بن صالح العماد*
٢٩/ رجب / ١٤٤٣