مازلتُ أنا،
مازلتُ قَويةً لا أتَعَلَّقُ بقَشّةِ الظُروف، مازلتُ أبدأُ كل يَومٍ بروحٍ جَديدةٍ و قَلبٍ مُقبلٍ على الحَياة، مازلتُ أتَخَطّى كل ما يُزعِجُني و أخيطُ جُروحي بصِنّارةِ الأمَل، مازلتُ طفلةٍ من الداخِل، ألعَبُ و أرقُصُ حتّى على جُروحي و أركُلُ أحزاني إلى مَرمى النسيان. مازلتُ أحلُمُ و كأنَّني لم أفشَل من قَبل، لأنني بالفِعلِ لم أفشَل، و مازالَت أحلامي تَغلِبُ الواقِعَ في لُعبةِ المُصارعةِ اليومية. مازالَت قِطَعُ الحَلوى تَجلبُ لي السَعادة، مازلتُ أحَيي مرآتي بابتِسامةٍ صَباحية، و مازلتُ أرمي مَواجِعي في البَحرِ مع تلك الحَصى التي تُهاجِرُ بَعيدًا نحو الأفُق، تَتَواثَبُ على سَطحِ المياهِ حتى يَبتَلِعَها البَحر. مازالَ في داخلي ذلك العِشقُ للفَساتينِ الجَديدة، للعيد، للأطفالِ و الطُيورِ و النَباتاتِ المورِقة. أنا أشبهُ فلسطين، مُحتَفِظةٌ بهويَّتي رغمَ الاحتلال.