محاضرات القائد!
----------------
قائدٌ محاصر من البر والبحر والجو، وتُحلق فوق رأسه طائرات أمريكا وبريطانيا والصهاينة وأذيالهم، ويقود أكثر من أربعين جبهة، ويواجه 17 دولة، ومرتزقة من كل الأعراق والأجناس والألوان، ومع ذلك يطل على شعبه كل ليلة من ليالي رمضان في محاضرة شاملة، تقربُ سامعها إلى الله، وتُبصِّر متأملها إلى معرفة الطريق، وتنير واعيها إلى فهم الواقع العميق.
فتشتُ لهذا القائد عن شبيهٍ فلم أجد، سبَحتُ في مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد، صحيح أني توقفتُ عند عظماء وعلماء، ومراجع وقادة، لكني لم أرَ أحدهم يمُر بنفس الظروف، ولا بذاتِ المُعاناة...
يتحدث القائد من بين البارود، وتحت أزيز الطائرات، وعلى أرض ملتهبة، وبين سهول وجبال؛ نزلت عليها صواريخ وقنابل نصف مليون غارة.
يتحدث بقلب كبير، ولسان فصيح، وعلم غزير، في سلاسة وسهولة، وبساطة وحكمة، حتى أن حديثه يتسلل إلى القلوب، كما تسيل السيول إلى الأودية، ويقع في الأنفس كما يقع المطر على الأرض الجدباء.
يحدثنا عن أمور الدين والدنيا، وعن خيري الأولى والآخرة، يأخذ بعقولنا إلى حيث الوعي واليقين، والبصرُ والبصيرة، يُقربُ إلينا وعد الله، وينبهنا إلى وعيده.
في حديثه نور النبوة، وفي كلماته قبس القرآن، لا يتكلَّف القول، ولا يبالغُ في المنقول، ولنور حروفه انعكاس في جبينه...
تأملتُ طويلًا، وتعجبتُ كثيرًا، وكيف أن الواحد منا يغرقُ في شبر ماء، ولا يستطيع أن يلملم شجارات الأطفال، ومشاكل العيال، وكيف بقائد يقود أمة وجيش ولجان ويظهر رابط الجأش، قوي العزيمة، صلب الشكيمة، تتفجر من شفتيه الحكمة، وتشرق من عينيه الرحمة، وتقفُ على رأسه الهيبة، وتحفُّه المهابة...
ولم أجِدُ سببًا يفسر ذلك؛ إلا قول نبينا محمد ص كما رواه مسلم وغيره برواياتٍ متعددة:
"تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي، وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
ووجدتُ جوابًا أشمَلْ في قول الحق سبحانه:
" اللهُ أعلم حيثُ يجعل رسالته"...
ومن سمع المحاضرات، يعلم سرها وسحرها، وجمال سردها واستدلالها، ومدى تغلغلها في أعماق النفس، وتشعباتها في أروقة الروح، وسريانها في أغوار العقل، ومن فاتته فقد فاته الكثير، وليلتحق بالتاليات دون تأخير، ولا يترك للشيطان مجال للحول بينه وبين الهادي النذير.
----------------
قائدٌ محاصر من البر والبحر والجو، وتُحلق فوق رأسه طائرات أمريكا وبريطانيا والصهاينة وأذيالهم، ويقود أكثر من أربعين جبهة، ويواجه 17 دولة، ومرتزقة من كل الأعراق والأجناس والألوان، ومع ذلك يطل على شعبه كل ليلة من ليالي رمضان في محاضرة شاملة، تقربُ سامعها إلى الله، وتُبصِّر متأملها إلى معرفة الطريق، وتنير واعيها إلى فهم الواقع العميق.
فتشتُ لهذا القائد عن شبيهٍ فلم أجد، سبَحتُ في مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد، صحيح أني توقفتُ عند عظماء وعلماء، ومراجع وقادة، لكني لم أرَ أحدهم يمُر بنفس الظروف، ولا بذاتِ المُعاناة...
يتحدث القائد من بين البارود، وتحت أزيز الطائرات، وعلى أرض ملتهبة، وبين سهول وجبال؛ نزلت عليها صواريخ وقنابل نصف مليون غارة.
يتحدث بقلب كبير، ولسان فصيح، وعلم غزير، في سلاسة وسهولة، وبساطة وحكمة، حتى أن حديثه يتسلل إلى القلوب، كما تسيل السيول إلى الأودية، ويقع في الأنفس كما يقع المطر على الأرض الجدباء.
يحدثنا عن أمور الدين والدنيا، وعن خيري الأولى والآخرة، يأخذ بعقولنا إلى حيث الوعي واليقين، والبصرُ والبصيرة، يُقربُ إلينا وعد الله، وينبهنا إلى وعيده.
في حديثه نور النبوة، وفي كلماته قبس القرآن، لا يتكلَّف القول، ولا يبالغُ في المنقول، ولنور حروفه انعكاس في جبينه...
تأملتُ طويلًا، وتعجبتُ كثيرًا، وكيف أن الواحد منا يغرقُ في شبر ماء، ولا يستطيع أن يلملم شجارات الأطفال، ومشاكل العيال، وكيف بقائد يقود أمة وجيش ولجان ويظهر رابط الجأش، قوي العزيمة، صلب الشكيمة، تتفجر من شفتيه الحكمة، وتشرق من عينيه الرحمة، وتقفُ على رأسه الهيبة، وتحفُّه المهابة...
ولم أجِدُ سببًا يفسر ذلك؛ إلا قول نبينا محمد ص كما رواه مسلم وغيره برواياتٍ متعددة:
"تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي، وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
ووجدتُ جوابًا أشمَلْ في قول الحق سبحانه:
" اللهُ أعلم حيثُ يجعل رسالته"...
ومن سمع المحاضرات، يعلم سرها وسحرها، وجمال سردها واستدلالها، ومدى تغلغلها في أعماق النفس، وتشعباتها في أروقة الروح، وسريانها في أغوار العقل، ومن فاتته فقد فاته الكثير، وليلتحق بالتاليات دون تأخير، ولا يترك للشيطان مجال للحول بينه وبين الهادي النذير.