تأمل في لحن شاريه إفنوتي - ألحان الصوم المقدس الكبيرلحن شاريه إفنوتي: حالياً هو مرد الإبركسيس في أيام الصوم المقدس الكبير (أي فقط من الاثنين إلى الجمعة عدا السبوت والآحاد)
مصدر نص اللحن: هو الربع الثامن من القطعة السادسة من ثيؤطوكية الأحد
كلمات اللحن بالعربي: يرفع الله هناك خطايا الشعب من قبل المحرقات ورائحة البخور، مبارك الآتي…
كلمات اللحن بالقبطي (مُعرب): شاريه إفنوتي: أولي: إمماڤ: إنني نوڤي: إنتيه بي لاؤس إيڤول هيتين بي إتشليل نيم بي إسطوي إنتيه: بي إسطوي نوفي، إك إسمارؤوت...
عن تاريخ اللحن:هذا اللحن هو في الأساس مرد الأبركسيس السنوي
على مدار السنة الليتورجية كلها سواء في الأيام أو الآحاد أو الأصوام أو غيرها، وهذا هو ما أورده البابا غبريال الخامس (الترتيب الطقسي الذي نشره الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني تبع سلسلة دراسات شرقية مسيحية 1964م) وكذلك خولاجي القمص عبد المسيح المسعودي سنة 1902م، وأيضاً مخطوط البراموس لسنة 1514م.
ولكن كماً كبيراً من مردات الإبركسيس قد أُضيف لكل مناسبة، ومن بينها مرد الإبركسيس السنوي الحالي "السلام لكِ يا مريم..."
البخور في اللحن:نلاحظ أن مرد الأبركسيس
بحسب التقليد القديم لا يخرج في معانيه عن
البخور والمجمرة الذهب، أي عن
السيد المسيح الذي رُفع عنا بخوراً طيباً إلى الآب من قِبَل تجسُّده من العذراء القديسة مريم التي هي المجمرة الحاملة
جمر النار والبخور الصاعد منها.نلاحظ أيضاً أن مرد الأبركسيس يُترجم ما يُمارسه الكاهن في هذه اللحظات، وهو يرفع البخور على المذبح قائلاً: "
اقبل منا نحن أيضاً يا سيدنا محرقة هذا البخور، وأرسل لنا عوضه رحمتك ذات الغنى..."
ونشكر الله أن
قداسات أيام الصوم المقدس الكبير ما زالت تحتفظ بالتقليد القديم أي حفظت لنا هذا الرباط الروحي الجميل الذي يربط ما يقوله الشعب عن
البخور والعذراء وسر التجسد، وبين ما يُمارسه الكاهن وهو يحمل المجمرة وهو يطوف بها الهيكل والكنيسة.
وهذا هو
مفهوم الكنيسة حين يتلاحم دور الاكليروس بها مع دور الشعب، مُشاركين معاً في
صلاةٍ واحدةٍ ملتحمةٍ لتقديس القرابين، ولكن كل واحدٍ في رتبته، كما أعطى الله لكل واحدٍ موهبةً يخدم بها الآخرين.
فلا كنيسة بدون شعب، ولا شعب بدون كاهن.تأمل:اسمع اللحن بتركيز -ورتله إن أمكن- ولاحظ
المدى الزمني مع اللحن الموسيقي التي تُقال فيها كلمات اللحن حسب الصورة أعلاه:
يرفع / هناك / خطايا / البخور.
في الصوم المقدس يتذكر الشعب
خطاياه ويراها كالقرمز،
فيفني جسده بالمطانيات التي يُقدمها بتذلل وخشوع في صلاة باكر بعد النبوات، وحتى
لا يغتم من خطاياه،
ترفع الكنيسة صوتها بهذا اللحن الحماسي "
شاريه إفنوتي".
وكأنها تعلن لكل الشعب الذي وضع خطيئته أمامه دائماً، وتقول مع
هوشع النبي: "
ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا" (هوشع 14: 2)
وعجول شفاهنا هي
ذبائح التسبيح بهذا اللحن الجميل "
شاريه إفنوتي"
ولكن أين سيرفع الله خطايا هذا الشعب؟! لحن "
شاريه إفنوتي" أجاب قائلاً "
إمماڤ" أي "
هناك"، و"
هناك" هذه ليست ببعيدة، فقط "أرفعوا أعينكم إلى المشرق، لتنظروا
المذبحَ،
وجسدَ ودمَ (أي الذبيحة الحقيقية)
عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه" (من مردات القداس الغريغوري)
ولكن على أية حال المكان ليس هو "
ههنا" حيث يقف الشعب في المسوح والرماد، لكنه "
هناك" على مذبح رب الصباؤوت حيث المحرقة ورائحة البخور.
ما أجمل هذا اللحن الحماسي الرائع… فكلما ضعفتَ شدد نفسك بنغمات اللحن الصلبة وإيقاعاته القوية الرصينة المُحددة الواضحة،
وكلما أوقعتك الخطية لأسفل، ارفع نفسك بنغمات اللحن الشامخة وبكلماته المؤازرة، فتفوح من جسدك الصائم التي سحقها النسك رائحة البخور تتزكى أمام الله ضابط الكل.
https://t.me/WaelGChoices