من صفات أهل البدع في كل زمان ومكان واﻹخوانجية أولى بها وأهلها
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : " ومن صفاتهم : كتمان الحق ، والتلبيس على أهله ، ورميهم له بأدوائهم : فيرمونهم إذا أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ودعوا إلى الله ورسوله بأنهم أهل فتن مفسدون في اﻷرض .
وقد علم الله ورسوله والمؤمنون بأنهم أهل الفتن المفسدون في اﻷرض ، وإذا دعا ورثة الرسول إلى كتاب الله وسنة رسوله خالصة غير مشوبة رموهم بالبدع والضلال ، وإذا رأوهم زاهدين في الدنيا راغبين في اﻵخرة متمسكين بطاعة الله ورسوله رموهم بالزوكرة والتلبيس والمحال.
وإذا رأوا معهم حقا ألبسوه لباس الباطل ، وأخرجوه لضعفاء العقول في قالب شنيع لينفروهم عنه ، وإذا كان معهم باطل ألبسوه لباس الحق وأخرجوه في قالبه ليقبل منهم.
وجملة أمرهم أنهم في المسلمين كالزغل في النقود ، يروج على أكثر الناس لعدم بصيرتهم بالنقد ، ويعرف حاله الناقد البصير من الناس ، وقليل ماهم👉
وليس على الأديان أضر من هذا الضرب من الناس ، وإنما تفسد اﻷديان من قبلهم ، ولهذا جلى الله أمرهم في القرآن، وأوضح أوصافهم وبين أحولهم وكرر ذكرهم ، لشدة المؤنة على اﻷمة بهم وعظم البلية عليهم بوجودهم بين أظهرهم وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرز من مشابهتهم واﻹصغاء إليهم ، فكم قطعوا على السالكين إلى الله طرق الهدى وسلكوا بهم سبيل الردى : وعدوهم ومنوهم ، ولكن وعدوهم الغرور ومنوهم الويل والثبور .
فكم من قتيل ، ولكن في سبيل الشيطان ، وسليب ولكن للباس التقوى واﻹيمان ، وأسير لا يرجى له الخلاص ، وفار من الله لا إليه ، وهيهات ولات حين مناص ، صحبتهم توجب العار والشنار ، ومودتهم تحل غضب الجبار ، وتوجب دخول النار من علقت به كلاليب كلبهم ومخاليب رأيهم مزقت منه ثياب الدين واﻹيمان ، وقطعت له مقطعات من البلاء والخذلان ، فهو يسحب من الحرمان والشقاوة أذيالا ، ويمشي على عقبيه القهرى إدبارا منه وهو يحسب ذلك إقبالا .
فهم والله قطاع الطريق ، فيا أيها الركب المسافرون إلى منازل السعداء حذار منهم حذار ، هم الجزارون ألسنتهم شفار البلايا ففرارا منهم أيها الغنم فرارا.
ومن البلية أنهم الأعداء حقا وليس لنا بد من مصاحبتهم ، وخلتطهم أعظم الداء وليس لنا بد من مخالطتهم قد جعلوا على أبواب جهنم دعاة إليها فبعدا للمستجيبين ، ونصبوا شباكهم حواليها على ما حفت به من الشهوات ، فويل للمغترين ، نصبوا الشباك ومدوا اﻷشراك وأذن مؤذنهم : ياشياه اﻷنعام حي على الهلاك ، حي على التباب ، فاستبقوا يهرعون إليهم ، فأوردهم حياض العذاب ، لا الموارد العذاب .
وساموهم من الخسف والبلاء أعظم خطة ، وقالوا : ادخلوا باب الهوان صاغرين ولا تقولوا حطة فليس بيوم حطة.
فواعجبا لمن نجا من شراكهم لا من علق ، وأنى ينجو من غلبت عليه شقاوته.
📗 طريق الهجرتين 1/409.
https://t.me/abuabdurahmen
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : " ومن صفاتهم : كتمان الحق ، والتلبيس على أهله ، ورميهم له بأدوائهم : فيرمونهم إذا أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ودعوا إلى الله ورسوله بأنهم أهل فتن مفسدون في اﻷرض .
وقد علم الله ورسوله والمؤمنون بأنهم أهل الفتن المفسدون في اﻷرض ، وإذا دعا ورثة الرسول إلى كتاب الله وسنة رسوله خالصة غير مشوبة رموهم بالبدع والضلال ، وإذا رأوهم زاهدين في الدنيا راغبين في اﻵخرة متمسكين بطاعة الله ورسوله رموهم بالزوكرة والتلبيس والمحال.
وإذا رأوا معهم حقا ألبسوه لباس الباطل ، وأخرجوه لضعفاء العقول في قالب شنيع لينفروهم عنه ، وإذا كان معهم باطل ألبسوه لباس الحق وأخرجوه في قالبه ليقبل منهم.
وجملة أمرهم أنهم في المسلمين كالزغل في النقود ، يروج على أكثر الناس لعدم بصيرتهم بالنقد ، ويعرف حاله الناقد البصير من الناس ، وقليل ماهم👉
وليس على الأديان أضر من هذا الضرب من الناس ، وإنما تفسد اﻷديان من قبلهم ، ولهذا جلى الله أمرهم في القرآن، وأوضح أوصافهم وبين أحولهم وكرر ذكرهم ، لشدة المؤنة على اﻷمة بهم وعظم البلية عليهم بوجودهم بين أظهرهم وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرز من مشابهتهم واﻹصغاء إليهم ، فكم قطعوا على السالكين إلى الله طرق الهدى وسلكوا بهم سبيل الردى : وعدوهم ومنوهم ، ولكن وعدوهم الغرور ومنوهم الويل والثبور .
فكم من قتيل ، ولكن في سبيل الشيطان ، وسليب ولكن للباس التقوى واﻹيمان ، وأسير لا يرجى له الخلاص ، وفار من الله لا إليه ، وهيهات ولات حين مناص ، صحبتهم توجب العار والشنار ، ومودتهم تحل غضب الجبار ، وتوجب دخول النار من علقت به كلاليب كلبهم ومخاليب رأيهم مزقت منه ثياب الدين واﻹيمان ، وقطعت له مقطعات من البلاء والخذلان ، فهو يسحب من الحرمان والشقاوة أذيالا ، ويمشي على عقبيه القهرى إدبارا منه وهو يحسب ذلك إقبالا .
فهم والله قطاع الطريق ، فيا أيها الركب المسافرون إلى منازل السعداء حذار منهم حذار ، هم الجزارون ألسنتهم شفار البلايا ففرارا منهم أيها الغنم فرارا.
ومن البلية أنهم الأعداء حقا وليس لنا بد من مصاحبتهم ، وخلتطهم أعظم الداء وليس لنا بد من مخالطتهم قد جعلوا على أبواب جهنم دعاة إليها فبعدا للمستجيبين ، ونصبوا شباكهم حواليها على ما حفت به من الشهوات ، فويل للمغترين ، نصبوا الشباك ومدوا اﻷشراك وأذن مؤذنهم : ياشياه اﻷنعام حي على الهلاك ، حي على التباب ، فاستبقوا يهرعون إليهم ، فأوردهم حياض العذاب ، لا الموارد العذاب .
وساموهم من الخسف والبلاء أعظم خطة ، وقالوا : ادخلوا باب الهوان صاغرين ولا تقولوا حطة فليس بيوم حطة.
فواعجبا لمن نجا من شراكهم لا من علق ، وأنى ينجو من غلبت عليه شقاوته.
📗 طريق الهجرتين 1/409.
https://t.me/abuabdurahmen