ﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺑﺴﻼﺳﺔ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﻻ ﻳﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮﻫﺎ ﺇﻻ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ . ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺎﺑﺘﻮﺱ؟
- ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺑﺄﻧﻪ : " ﻧﺴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ." ﻫﻮ ﺇﺫﻥ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﺈﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ . ﻟﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺑﻴﺘﻮﺱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻹﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻠﻤﺎﺭﺳﺎﺕ . ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻣﻌﺎ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺒﻄﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ . ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻀﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ( ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ) ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ( ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ) ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﺻﺪﺍﻡ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ .
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
- ﺗﻤﻴﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ . ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺇﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻧﺴﻖ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺗﻀﺨﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﻣﺪﻯ ﺗﻤﻠﻚ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ .
- ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ :
- • ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ
- • ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
- • ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ
- ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ؟ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﻭﻗﻌﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ : ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ؟ ﺃﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ؟
- ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﻭﻣﻜﺸﻮﻓﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻲ ﻫﻨﺎ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ، ﻭﺑﺤﺪﻭﺩ ﻓﺎﺻﻠﺔ، ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻏﻨﻰ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﺪ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎ .
- ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﺃﺷﺪ ﺭﺳﻮﺧﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺑـ " ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ " ﻭﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ " ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺎﺑﻴﺘﻮﺱ ﺃﻱ ﻃﺒﻘﺔ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﻼﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﺘﻨﻮﻉ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺠﺪ :
- • ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﻤﺘﻮﺳﻄﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ... ﺇﻝﺥ
- • ﻭﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺎﻝ ﻭﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻛﺼﻐﺎﺭ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﻮﺫ ﺃﺻﻼ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻛﺎﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﺎﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ... ﺇﻟﺦ
- ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻭﺗﺘﻴﺢ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ : ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ :
- • ﻋﻤﻼﺀ
- • ﻣﺸﺮﻋﻴﻦ
- • ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
- ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺴﻔﺎ ﺭﻣﺰﻳﺎ ﺗﺸﺮﻋﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺧﻀﻮﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺗﺘﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺑﻠﻄﻒ .
ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ
ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻻﻧﺪﻳﻴﻪ - George Balandier
ﻭ ﺃﻟﻦ ﺗﻮﺭﻳﻦ - Alain Touraine
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ ﻫﻮ " ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ." ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﺠﺪ ﺻﺪﺍﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﺪﻯ ﺳﺎﻥ ﺳﻴﻤﻮﻥ ﻭﺃﻭﺟﺴﺖ ﻛﻮﻧﺖ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺗﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ .
ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ
- ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻻﻧﺪﻳﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻏﺪ
- ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺑﺄﻧﻪ : " ﻧﺴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ." ﻫﻮ ﺇﺫﻥ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﺈﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ . ﻟﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺑﻴﺘﻮﺱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻹﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻠﻤﺎﺭﺳﺎﺕ . ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻣﻌﺎ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺒﻄﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ . ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻀﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ( ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ) ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ( ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ) ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﺻﺪﺍﻡ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ .
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
- ﺗﻤﻴﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ . ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺇﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻧﺴﻖ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺗﻀﺨﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﻣﺪﻯ ﺗﻤﻠﻚ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ .
- ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﻨﺴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ :
- • ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ
- • ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
- • ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ
- ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ؟ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﻭﻗﻌﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ : ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ؟ ﺃﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ؟
- ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﻭﻣﻜﺸﻮﻓﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻲ ﻫﻨﺎ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ، ﻭﺑﺤﺪﻭﺩ ﻓﺎﺻﻠﺔ، ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻏﻨﻰ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﺪ ﺣﺮﻣﺎﻧﺎ .
- ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﺃﺷﺪ ﺭﺳﻮﺧﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺑـ " ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ " ﻭﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ " ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺎﺑﻴﺘﻮﺱ ﺃﻱ ﻃﺒﻘﺔ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﻼﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﺘﻨﻮﻉ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺠﺪ :
- • ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﻤﺘﻮﺳﻄﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ... ﺇﻝﺥ
- • ﻭﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺎﻝ ﻭﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻛﺼﻐﺎﺭ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﻮﺫ ﺃﺻﻼ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻛﺎﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ .
- • ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﺎﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ... ﺇﻟﺦ
- ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻭﺗﺘﻴﺢ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ : ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ :
- • ﻋﻤﻼﺀ
- • ﻣﺸﺮﻋﻴﻦ
- • ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
- ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺴﻔﺎ ﺭﻣﺰﻳﺎ ﺗﺸﺮﻋﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺧﻀﻮﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺗﺘﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺑﻠﻄﻒ .
ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ
ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻻﻧﺪﻳﻴﻪ - George Balandier
ﻭ ﺃﻟﻦ ﺗﻮﺭﻳﻦ - Alain Touraine
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ ﻫﻮ " ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ." ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﺠﺪ ﺻﺪﺍﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﺪﻯ ﺳﺎﻥ ﺳﻴﻤﻮﻥ ﻭﺃﻭﺟﺴﺖ ﻛﻮﻧﺖ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺗﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ .
ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ
- ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻻﻧﺪﻳﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻏﺪ