ومنهم من استعمل نعم الله في الشهوات المحرمة، فكم مرتقب أيام الصيف، وأوقات الإجازات والسياحة ليذهب إلى بعض البلاد المنحرفة سلوكا، وأخلاقا، ليسلك مسلكهم، ولينغمس في فتنتهم، فيذهب دينه ودنياه، ومروءته، ورجولته، وأدبه وشيمته، وشرفه، وشهامته،
فبئس الحال وياسوء المنقلب والمآل: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء: 227].
أما يخاف أولئك العقوبة العاجلة؟!
أما يحذرون سخط الله؟!
فكم معجب بكثرة ماله، وحسن شبابه، وبهجة عيشه، وتمام صحته، هجم عليه المرض، فحال دونه ودون تنفيذ رغباته، وأصبح يعاني أمراضه، ويكابد آلامه، وقد آيس من آماله، ويتذكر القبر ووحشته، ويقلب كفيه على سوء عمله، وفوات أمله، ويقول: {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}[المنافقون].
وربما عوقب بهجوم الموت عليه بغتة، فلم يفق إلا وهو في عسكر الأموات في قبره وحيدا يوحشه عمله السيء، ويقولوا: يا ليتني قدمت لحياتي،
ألا فليتق الله عاقل ناصح لنفسه قبل حلول رمسه، وذهاب عمره، فقد قال ﷺ: ((الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني)).
واعلموا -عباد الله- أن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، والله يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده، وقد قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} [الزمر].
ويقول سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}[النساء].
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
(أول) الْخُطْبَةُ الثَّانِيَــــــــةُ⚠️
الحمد لله الغفور الرحيم، عالم الغيب والشهادة،
أحمده سبحانه وأسأله الحسنى والزيادة،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله*، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وآله وصحبه.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فاتقوا الله عباد الله،
واحذروا المعاصي، فإنها تزيل النعم، وتوجب النقم،
وإيَّاكم وطول الأمل، ومتابعة النفس في أمانيها، وآمالها، وطاعة الشيطان في تسويله، وفيما يمليه من الإغراء على الفواحش والمنكرات، والبعد عن الطاعات، فإنه عدو مبين، يحاول بكل جهده ويجلب بخيله ورجله على بني آدم؛ ليضلهم عن سبيل الحق والسعادة، وليسلك بهم طريق الظلم والشقاوة،
يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير، يقول سبحانه محذرا ومبينا عداوته لنا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6]...
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
فبئس الحال وياسوء المنقلب والمآل: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء: 227].
أما يخاف أولئك العقوبة العاجلة؟!
أما يحذرون سخط الله؟!
فكم معجب بكثرة ماله، وحسن شبابه، وبهجة عيشه، وتمام صحته، هجم عليه المرض، فحال دونه ودون تنفيذ رغباته، وأصبح يعاني أمراضه، ويكابد آلامه، وقد آيس من آماله، ويتذكر القبر ووحشته، ويقلب كفيه على سوء عمله، وفوات أمله، ويقول: {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}[المنافقون].
وربما عوقب بهجوم الموت عليه بغتة، فلم يفق إلا وهو في عسكر الأموات في قبره وحيدا يوحشه عمله السيء، ويقولوا: يا ليتني قدمت لحياتي،
ألا فليتق الله عاقل ناصح لنفسه قبل حلول رمسه، وذهاب عمره، فقد قال ﷺ: ((الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني)).
واعلموا -عباد الله- أن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، والله يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده، وقد قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} [الزمر].
ويقول سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}[النساء].
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
(أول) الْخُطْبَةُ الثَّانِيَــــــــةُ⚠️
الحمد لله الغفور الرحيم، عالم الغيب والشهادة،
أحمده سبحانه وأسأله الحسنى والزيادة،
*وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله*، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وآله وصحبه.
_أَمَّـــا بَعْــــدُ:_
فاتقوا الله عباد الله،
واحذروا المعاصي، فإنها تزيل النعم، وتوجب النقم،
وإيَّاكم وطول الأمل، ومتابعة النفس في أمانيها، وآمالها، وطاعة الشيطان في تسويله، وفيما يمليه من الإغراء على الفواحش والمنكرات، والبعد عن الطاعات، فإنه عدو مبين، يحاول بكل جهده ويجلب بخيله ورجله على بني آدم؛ ليضلهم عن سبيل الحق والسعادة، وليسلك بهم طريق الظلم والشقاوة،
يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير، يقول سبحانه محذرا ومبينا عداوته لنا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6]...
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~