قال ابن عثيمين رحمهُ اللّه: ❞ كم من إنسان حيران يرشده الله عز وجل؛ لأن الإنسان إذا تحير يكون كالمضطر يسأل الله الهداية، والحيرة قد تكون حيرة في العلم، وقد تكون في أمرِ محسوس؛ ففي العلم إذا رأيت نفسك متحيرًا فالزم الاستغفار، فإن الاستغفار مما يفتح الله به على العبد، قال الله تعالى: {
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين النّاس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا * وأستغفر الله إن الله الله غفورًا رحيمًا}.
إذا تحيُرت في مسألةٍ من العلم فقل: "
اللهم يا مُفهم سليمان فهمني، ویا معلم إبراهيم عَلَمني"، والجأ إلى الله عز وجل يُرشدك.
كذلك إرشادُ الحيرانِ في الأمور الحسية هذهُ أيضًا يحتاجُها الإنسان إلى ربُه عزّ وجل، أحيانًا تكون في البر وتشتبه عليك الطرق، ولاسيًّما الطرق الموجودة في الفلاةٍ يتحيّر فيها الإنسانُ،
يلجأ إلى الله عزّ وجلَّ، واستمع إلى موسى -عليه الصلاةُ والسلام- لما توجه تلقاء مدين قال: {
عسى ربِّى أَن يَهديني سواء السَّبيل}
وكنا مع شيخنا في سنةٍ من السّنوات حُجاجًا، وكان ذلك الوقت ليس فيه خطوط، فتهنا بعض الشيء فجعل يقول: "عسى أن يهديني ربي سواء السَّبيل"، فُهُدينا إلى؛الطريق، فأنت إذا تحيرت عليك بهذه الآية: {
عسى ربِّى أَن يَهديني سواء السَّبيل} فإذا قلتها مخلصًا لله مفتقرًا إليه هداك الله ❝ .
📖:
شرح الكافية الشافيه نونية ابن القيم للشيخ ابن عثيمين (١٨٨/٣).