.
⏹ قال الإمام ابن القيم
رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :
سبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها .
• - وكان بعض العارفين يقول : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف .
• - وقال آخر : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ؟ قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله تعالىٰ ومعرفته وذكره ، أو نحو هذا .
• - وقال آخر : إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا .
• - وقال آخر : إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب .
• - فمحبة الله تعالىٰ ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي علىٰ هموم العبد وعزماته وإرادته ، هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم ، وهو قوة عين المحبين ، وحياة العارفين .
• - وإنما تقر عيون الناس به علىٰ حسب قرة أعينهم بالله عز وجل ، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه علىٰ الدنيا حسرات .
• - وإنما يصدق هذا من في قلبه حياة ، وأما ميت القلب فيوحشك ما له ثم ، فاستأنس بغيبته ما أمكنك ، فإنك لا يوحشك إلا حضوره عندك ، فإذا ابتليت به فأعطه ظاهرك ، وترحل عنه بقلبك ، وفارقه بسرك ، ولا تشغل به عما هو أولىٰ بك .
【 الوابل الصيب (٤٩/١) 】
.