🖋🖋من أهم أسباب التقهقر في ريف حماة
📍كثر الكلام عن توصيف الواقع وتكييف الحلول فيما يتعلق بنازلة حماة وما جرى من تقهقر في تلك الجبهات..
💦ولأن الثورة السورية محط أنظار الأمة عامة وطلائعها العابدة لله خاصة آثرت أن أفصح عن أهم سبب أراه في ذلك؛ نصحا لولاة الأمر والمصلحين؛ خاصة وأن كثيرا من الخائضين في تلك المواضيع لم يدركوا حقيقة الواقع ولا سبل العلاج فغلب على نداءاتهم وجهودهم الترف الفكري.
💥فباختصار ووضوح: إن سبب هذا التقهقر، هو عدم العناية السابقة بحقوق المجاهد المالية وعدم رعاية ظروفهم المادية والاجتماعية؛ اكتفاء بصدق المجاهدين وإخلاصهم، مما ترتب عليه انشغال أكثر المجاهدين بتحصيل قوتهم وعدم قدرة أمرائهم على إلزامهم بالانتظام في المعسكرات الشرعية والعسكرية أو تحصين الثغور أو إعداد العدة..
🖋 ورغم أن الإسلام وضع للمجاهد نصيبا في الزكاة، وجعل لمن خلف المجاهد في أهله بخير أجر الجهاد، ورغب في الجهاد بتشريع تقسيم الغنائم وإعطاء السلب والنفل والرضخ..
🖋ورغم أن رعاية المجاهدين وتدوين الدواوين لمتابعة شؤونهم كانت من أهم مهام الخلفاء عبر التاريخ.
🖋ورغم أن العقلاء والحكماء عبر التاريخ بينوا أنه لا سلطان إلا بجند ولا جند إلا بمال..
🖋إلا أن المجاهدين في الثورة السورية كانوا في غالب الأحيان في آخر قائمة الاهتمامات.
🔵ولتوضيح أهمية كفاية المجاهد أنقل هذا النص للشاطبي رحمه الله في الاعتصام؛ حيث يقول: "إذا قدرنا إماما مطاعا مفتقرا إلى تكثير الجنود لسد الثغور وحماية الملك المتسع الأقطار، وخلا بيت المال عن المال، وارتفعت حاجات الجند إلى ما لا يكفيهم، فللإمام إذا كان عدلا أن يوظف على الأغنياء ما يراه كافيا لهم في الحال.. وإنما لم ينقل مثل هذا عن الأولين لاتساع مال بيت المال في زمانهم بخلاف زماننا؛ فإن القضية فيه أخرى، ووجه المصلحة هنا ظاهر؛ فإنه لو لم يفعل الإمام ذلك لانحل النظام وبطلت شوكة الإمام، وصارت ديارنا عرضة لاستيلاء الكفار. وإنما نظام ذلك كله شوكة الإمام بعدته، فالذين يحذرون من الدواهي لو تنقطع عنهم الشوكة يستحقرون بالإضافة إليها أموالهم كلها فضلا عن اليسير منها، فإذا عورض هذا الضرر العظيم بالضرر اللاحق لهم بأخذ البعض من أموالهم فلا يتمارى في ترجيح الثاني على الأول...، والاستقراض في الأزمات إنما يكون حيث يرجى لبيت المال دخل ينتظر أو يرتجى، وأما إذا لم ينتظر شيء وضعفت وجوه الدخل بحيث لا يغني كبير شيء، فلا بد من جريان حكم التوظيف".
💦وأنا لم أنقل هذا النص لتدارس مسألة أخذ الضرائب؛ لأني أعتقد أن الثورة السورية لو رزقت مثل مال قارون، -وأظنها رزقت مثله مرارا- فلن يختلف الأمر شيئا، طالما أن كفالة المجاهد ليست أولوية؛ فوجوه الإنفاق والصرف في الحاجيات لا تعد ولا يمكن سدها، والحل بأن تكون كفالة المجاهد أولا وقبل كل شيء.
✏️ولا يعارض هذا وجود بعض فصائل كانت تعطي جنودها كفالات ثابتة ثم لم يغنوا شيئا وقت الأزمات، فإن هذه الفصائل لم تعط جنودها المال لتعلمهم وتدربهم وترتقي بهم، إنما أعطتهم لتستكثر بهم عند الداعمين وأمام بقية الفصائل، فلم تكن عند جنودهم العقيدة القتالية التي تؤهلهم للصبر والثبات.
أما المجاهدون فعندهم بفضل الله تعالى رجال صابرون ثابتون باعوا النفس والنفيس، ولكن شغلتهم بعض مشاغل الدنيا فضعفت قوتهم.
✨واعلم عبد الله أن النظرة المثالية التي لا تمت للواقع بصلة لن تفيد الأمة شيئا، وأنه لولا إجراء الكفالات لما انتظمت الصلاة في المساجد ولا الخطابة، ولا تعلم الأولاد، ولا قامت الجامعات، ولا عولج المرضى، ولا جمعت النفايات..، فلا ينتظم في عمله شيخ ولا مدرس ولا طبيب ولا غيرهم إلا بكفالة، أفتنتظم الثغور بلا كفالات؟!
🖋اللهم ارزق المجاهدين رزقا حسنا طيبا واغنهم بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.
📍كثر الكلام عن توصيف الواقع وتكييف الحلول فيما يتعلق بنازلة حماة وما جرى من تقهقر في تلك الجبهات..
💦ولأن الثورة السورية محط أنظار الأمة عامة وطلائعها العابدة لله خاصة آثرت أن أفصح عن أهم سبب أراه في ذلك؛ نصحا لولاة الأمر والمصلحين؛ خاصة وأن كثيرا من الخائضين في تلك المواضيع لم يدركوا حقيقة الواقع ولا سبل العلاج فغلب على نداءاتهم وجهودهم الترف الفكري.
💥فباختصار ووضوح: إن سبب هذا التقهقر، هو عدم العناية السابقة بحقوق المجاهد المالية وعدم رعاية ظروفهم المادية والاجتماعية؛ اكتفاء بصدق المجاهدين وإخلاصهم، مما ترتب عليه انشغال أكثر المجاهدين بتحصيل قوتهم وعدم قدرة أمرائهم على إلزامهم بالانتظام في المعسكرات الشرعية والعسكرية أو تحصين الثغور أو إعداد العدة..
🖋 ورغم أن الإسلام وضع للمجاهد نصيبا في الزكاة، وجعل لمن خلف المجاهد في أهله بخير أجر الجهاد، ورغب في الجهاد بتشريع تقسيم الغنائم وإعطاء السلب والنفل والرضخ..
🖋ورغم أن رعاية المجاهدين وتدوين الدواوين لمتابعة شؤونهم كانت من أهم مهام الخلفاء عبر التاريخ.
🖋ورغم أن العقلاء والحكماء عبر التاريخ بينوا أنه لا سلطان إلا بجند ولا جند إلا بمال..
🖋إلا أن المجاهدين في الثورة السورية كانوا في غالب الأحيان في آخر قائمة الاهتمامات.
🔵ولتوضيح أهمية كفاية المجاهد أنقل هذا النص للشاطبي رحمه الله في الاعتصام؛ حيث يقول: "إذا قدرنا إماما مطاعا مفتقرا إلى تكثير الجنود لسد الثغور وحماية الملك المتسع الأقطار، وخلا بيت المال عن المال، وارتفعت حاجات الجند إلى ما لا يكفيهم، فللإمام إذا كان عدلا أن يوظف على الأغنياء ما يراه كافيا لهم في الحال.. وإنما لم ينقل مثل هذا عن الأولين لاتساع مال بيت المال في زمانهم بخلاف زماننا؛ فإن القضية فيه أخرى، ووجه المصلحة هنا ظاهر؛ فإنه لو لم يفعل الإمام ذلك لانحل النظام وبطلت شوكة الإمام، وصارت ديارنا عرضة لاستيلاء الكفار. وإنما نظام ذلك كله شوكة الإمام بعدته، فالذين يحذرون من الدواهي لو تنقطع عنهم الشوكة يستحقرون بالإضافة إليها أموالهم كلها فضلا عن اليسير منها، فإذا عورض هذا الضرر العظيم بالضرر اللاحق لهم بأخذ البعض من أموالهم فلا يتمارى في ترجيح الثاني على الأول...، والاستقراض في الأزمات إنما يكون حيث يرجى لبيت المال دخل ينتظر أو يرتجى، وأما إذا لم ينتظر شيء وضعفت وجوه الدخل بحيث لا يغني كبير شيء، فلا بد من جريان حكم التوظيف".
💦وأنا لم أنقل هذا النص لتدارس مسألة أخذ الضرائب؛ لأني أعتقد أن الثورة السورية لو رزقت مثل مال قارون، -وأظنها رزقت مثله مرارا- فلن يختلف الأمر شيئا، طالما أن كفالة المجاهد ليست أولوية؛ فوجوه الإنفاق والصرف في الحاجيات لا تعد ولا يمكن سدها، والحل بأن تكون كفالة المجاهد أولا وقبل كل شيء.
✏️ولا يعارض هذا وجود بعض فصائل كانت تعطي جنودها كفالات ثابتة ثم لم يغنوا شيئا وقت الأزمات، فإن هذه الفصائل لم تعط جنودها المال لتعلمهم وتدربهم وترتقي بهم، إنما أعطتهم لتستكثر بهم عند الداعمين وأمام بقية الفصائل، فلم تكن عند جنودهم العقيدة القتالية التي تؤهلهم للصبر والثبات.
أما المجاهدون فعندهم بفضل الله تعالى رجال صابرون ثابتون باعوا النفس والنفيس، ولكن شغلتهم بعض مشاغل الدنيا فضعفت قوتهم.
✨واعلم عبد الله أن النظرة المثالية التي لا تمت للواقع بصلة لن تفيد الأمة شيئا، وأنه لولا إجراء الكفالات لما انتظمت الصلاة في المساجد ولا الخطابة، ولا تعلم الأولاد، ولا قامت الجامعات، ولا عولج المرضى، ولا جمعت النفايات..، فلا ينتظم في عمله شيخ ولا مدرس ولا طبيب ولا غيرهم إلا بكفالة، أفتنتظم الثغور بلا كفالات؟!
🖋اللهم ارزق المجاهدين رزقا حسنا طيبا واغنهم بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.