▪️﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾.آية
الذي رأی أحداث كربلاء بأم عينه: "ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: يا ابن رسول الله! أما آن لحزنك أن ينقضي، فقال له:
ويحك إن يعقوب كان له اثنا عشر ابناً، فغيّب الله عنه واحداً منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟!"
▪️وما حدّث الإمام الرضا (ع) به ابنَ شبيب حين جاء إليه في أيام محرم
فقال له: الإمام (عليه السلام ): "يا ابن شبيب! إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساؤه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.
يا ابن شبيب! إنّ كنت باكياً لشئ فابكِ للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام )، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون،
ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم (عجل الله فرجه )، فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين!.يا بن شبيب! لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (ع) أنّه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر.يا بن شبيب! إنّ بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً قليلاً كان أو كثيراً".
احتلّ الإمام الحسين (عليه السلام) مقاماً وشأناً عظيماً عند المسلمين، بناءاً على مكانته من الله، والنبي (صلى الله عليه وآله)، والصحابة وقد كان لشهادة الإمام الحسين في عاشوراء سنة 61 هـ الأثر الأكبر على القلوب، مما اخبر عنه سلام الله عليه
" أنا قتيل العبرة ما ذكرني مؤمن إلاّ استعبر"
وقد ناداه أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام ): "يا عبرة كل مؤمن!"، مما يبين أن البكاء عليه منغمساً في عمق المشاعر والضمير
- وذكّر