لو كان الملحد جادا لتسلح بطرح فوكو وديريدا وأمثالهم بدل حماقات الجحش داوكنز وأمثاله من البلهاء لكني أعلم أن من سيقوم بذلك التأصيل سيصاب بالذعر حين تتراءى له نتائجه.
عموما الإلحاد ليس مجرد موقف فلسفي من وجود الله بل عبارة عن منظومة فكرية ورؤية عالمية تشمل خليط من الأفكار المستمدة من إيديولوجيات متنوعة على رأسها تأتي التقدمية ومشتقاتها.
فيتبنى الملحد الخطاب التنويري: الإنسانية، حقوق الفرد، حقوق المرأة، الديمقراطية، إزاحة الدين ونشر الإلحاد....إلخ.
يؤكد لنا الملحد مقولة غوستاف لوبون أنه متى أسلم الإنسان عقله وإرادته وما فيه من حماسة وتعصب لخدمة مبدأ أو فكرة جعلها غاية مقصوده ومرمى أفكاره وأقواله فهو دائن بما توجه إليه.
في النهاية فلسفة التنوير لن تنفع لأسباب كثيرة من أهمها أن لبها استصحب مفاهيم لاهوتية مسيحية عن الإنسان والكون كما نجده عند كارل شميت أن جميع المفاهيم ذات الأهمية في النظرية الحديثة للدولة مفاهيم لاهوتية معلمنة.
بشكل عام المنطلقات الإلحادية تقوم على افتراضات المنظومة الدينية مسبقا فليست سوى نوع من الالتفاف حول المنظومة الدينية نفسها.