Forward from: ميم ..
صباحُ الخَير،
لَك، لهذهِ البرودةِ العَاصفة، وَلِي عندَما أفرطُ بالشّعور دونَ القدرةِ علَى وصفهِ،
وقفتُ علَى الشّرفة، تأمّلت جنونَ السّماء فِي هذَا اليَوم،
لفحَتني الرّياح عَلى وجهِي، شعرتُ أنّها صفعةٌ منَ الطّبيعة..
مرّت ذكرياتٌ عابرةٌ بسرعةٍ مِن أمامِي،
هذَا الطّقس يشبهنِي، يُشبهنَا جميعًا..
كَم مرّةً كنّا نعصفُ هكذَا -ذاتَ اليمِين وَذاتَ الشّمال-؟
كَم مرّةً خفنَا المطَر، فأمطرنَا فِي داخلنَا، وَهطلَت الدّمعاتُ منّا كسيلٍ مِن الكتمَان؟
كلّ هذَا العويلِ الّذي نسمعهُ، يختبئ فينَا منذُ زَمن منتظرًا الإذنَ بالبَوح لَكي ينطلقِ ملامسًا أعتابَ السّماء..
الغَيم، أسرارنَا الدّفينة،
وَغيثُ الغَيم انهمَار -أَو انهيَار- صلابتنَا المزيّفة،
البَرق، بريقُ أملٍ يلوحُ داخلنَا، لكنّه لَا يجدُ شُهبًا يتّكئ عَليه،
الرّعد، صراخُ الرّوح، صراخُ جوارحنَا،
كلّ مَا فينَا يتألّم،
نحنُ موجُوعون،
دموعُ الأنبيَاء نحنُ، -نزلنَا مِن عينِ ملاكٍ يومَ جبلَ الله طينتنَا-،
جراحٌ تئنّ فِي بطنِ الأرضِ بحثًا عَن إيمانٍ ينقذهَا،
نحن آهاتٌ لَا تندمِل،
ندوبٌ لَا تزُول..
نحبّ الشّتاء لأنّه يُشبهنا، يحكينَا، يترجمنَا-عنوةً- فنحنُ اعتدنَا الصّمت يَوم أعيَانا خذلَان البَوح،
وَعجزُ المَسير..
مشيتُ دربَ الألمِ وحدِي، لوّحت لهذَا الحزنِ الجَامح وحدِي، كتبتُ دمعِي ببذخٍ وحيدةً، كلّ عواصفِي وشتاءاتِي عشتُها وحدِي، رفيقِي دمعٌ متأوّهٌ حارقٌ، وَابتهالِي للّه كَي يمسحَ عَن قلبِي أديمَ الوَجع،
يَوم التقيتُه، شعرتُ بالنّقصانِ يصطكّ بَين أعضائِي،
أيّ مشيٍ كنتُ أسيرهُ فِي هذَا الدّرب ؟!
يومَها، شعرتُ أنّني كنتُ أسيرُ بساقٍ واحدَة، ألوّح بثلاثةِ أصابعَ تعلُو يدًا مبتورَة، أكتبُ للنّقصان، أعصفُ وَأشتّي باعوجَاج، لَا رفيقَ لِي، حتّى الابتهالَات كَان ينقصُها شيءٌ مِن الطّمأنينة..
يومَها سرَى سيلٌ مِن اليقِين عَلى كومةِ الشّكّ المعتجّة فِي صدرِي،
أيّ اكتمالٍ هذَا الّذي ندّعيه عندمَا نحاربُ وحدنَا؟
-حقيقةً- كلّ معاركِي بعدهَا كَانت بجيشٍ واحدٍ، قلبُه،
وَحقيقةً تلكَ كَانت ليلةً كاملَة النّقصان،
تملأهَا الاكتشافاتُ الكَاملةُ فِي نقصانِها،
عندمَا ندركُ حقيقةَ نقصنَا، واكتمالنَا فِي ذاتٍ واحدَة..
أنَا شتاءٌ عاصفٌ بائسٌ لولَا ربيعُ عَينيك.. 💙
-عينَاك كلّ الحكَايا..
كانُون الثّاني - ٢٠١٩
-مريم قوصان
لَك، لهذهِ البرودةِ العَاصفة، وَلِي عندَما أفرطُ بالشّعور دونَ القدرةِ علَى وصفهِ،
وقفتُ علَى الشّرفة، تأمّلت جنونَ السّماء فِي هذَا اليَوم،
لفحَتني الرّياح عَلى وجهِي، شعرتُ أنّها صفعةٌ منَ الطّبيعة..
مرّت ذكرياتٌ عابرةٌ بسرعةٍ مِن أمامِي،
هذَا الطّقس يشبهنِي، يُشبهنَا جميعًا..
كَم مرّةً كنّا نعصفُ هكذَا -ذاتَ اليمِين وَذاتَ الشّمال-؟
كَم مرّةً خفنَا المطَر، فأمطرنَا فِي داخلنَا، وَهطلَت الدّمعاتُ منّا كسيلٍ مِن الكتمَان؟
كلّ هذَا العويلِ الّذي نسمعهُ، يختبئ فينَا منذُ زَمن منتظرًا الإذنَ بالبَوح لَكي ينطلقِ ملامسًا أعتابَ السّماء..
الغَيم، أسرارنَا الدّفينة،
وَغيثُ الغَيم انهمَار -أَو انهيَار- صلابتنَا المزيّفة،
البَرق، بريقُ أملٍ يلوحُ داخلنَا، لكنّه لَا يجدُ شُهبًا يتّكئ عَليه،
الرّعد، صراخُ الرّوح، صراخُ جوارحنَا،
كلّ مَا فينَا يتألّم،
نحنُ موجُوعون،
دموعُ الأنبيَاء نحنُ، -نزلنَا مِن عينِ ملاكٍ يومَ جبلَ الله طينتنَا-،
جراحٌ تئنّ فِي بطنِ الأرضِ بحثًا عَن إيمانٍ ينقذهَا،
نحن آهاتٌ لَا تندمِل،
ندوبٌ لَا تزُول..
نحبّ الشّتاء لأنّه يُشبهنا، يحكينَا، يترجمنَا-عنوةً- فنحنُ اعتدنَا الصّمت يَوم أعيَانا خذلَان البَوح،
وَعجزُ المَسير..
مشيتُ دربَ الألمِ وحدِي، لوّحت لهذَا الحزنِ الجَامح وحدِي، كتبتُ دمعِي ببذخٍ وحيدةً، كلّ عواصفِي وشتاءاتِي عشتُها وحدِي، رفيقِي دمعٌ متأوّهٌ حارقٌ، وَابتهالِي للّه كَي يمسحَ عَن قلبِي أديمَ الوَجع،
يَوم التقيتُه، شعرتُ بالنّقصانِ يصطكّ بَين أعضائِي،
أيّ مشيٍ كنتُ أسيرهُ فِي هذَا الدّرب ؟!
يومَها، شعرتُ أنّني كنتُ أسيرُ بساقٍ واحدَة، ألوّح بثلاثةِ أصابعَ تعلُو يدًا مبتورَة، أكتبُ للنّقصان، أعصفُ وَأشتّي باعوجَاج، لَا رفيقَ لِي، حتّى الابتهالَات كَان ينقصُها شيءٌ مِن الطّمأنينة..
يومَها سرَى سيلٌ مِن اليقِين عَلى كومةِ الشّكّ المعتجّة فِي صدرِي،
أيّ اكتمالٍ هذَا الّذي ندّعيه عندمَا نحاربُ وحدنَا؟
-حقيقةً- كلّ معاركِي بعدهَا كَانت بجيشٍ واحدٍ، قلبُه،
وَحقيقةً تلكَ كَانت ليلةً كاملَة النّقصان،
تملأهَا الاكتشافاتُ الكَاملةُ فِي نقصانِها،
عندمَا ندركُ حقيقةَ نقصنَا، واكتمالنَا فِي ذاتٍ واحدَة..
أنَا شتاءٌ عاصفٌ بائسٌ لولَا ربيعُ عَينيك.. 💙
-عينَاك كلّ الحكَايا..
كانُون الثّاني - ٢٠١٩
-مريم قوصان