📗 *المؤسس عثمان ابن ارظغرل* 📗
*∫∫ الــحـ2ـلـقـة الثانية ∫∫*
____[2-10]
💫 *فصول من مراحل بناء الدولة*
وأشار عدد من المُؤرخين إلى أن عثمان قد خاض معركة داخلية شرسة انتهت بضبطه السيطرة على مقاليد حكم قبيلته، وكانت هذه المعركة على العرش مع أقرب أقاربه، عمه “دوندار غازي”.
وفي هذا الشأن نقل قادر مصر أوغلو في كتابه”مأساة بني عثمان” عن المؤرخ التركي خير الله الهندي الذي عاصر عثمان بن أرطغرل،
أن دوندار كان طرفًا في مؤامرة اتفق على تدبيرها بالتعاون مع حاكم مدينة “بيله جك” البيزنطي،
تستهدف اغتيال عثمان تمهيدًا لوثوب دوندار إلى الزعامة خلفًا لعثمان، فلما انفضح أمر المؤامرة نفذ عثمان حكم الردة كأحد أحكام الشريعة الإسلامية في عمه جزاء جريمته في موالاة أعداء الإسلام والتآمر معهم ضد جماعة المسلمين فقتله.
ومن بين الروايات لكيفية استلام عثمان الحكم، تلك التي تشير إلى إعجاب السُلطان السلجوقي علاء الدين بعُثمان وبشجاعته وإقدامه، حتى قال عنه: “أنا أنتظر مثله مُنذ سنوات”، ثم نصّبه زعيمًا على قبيلته دون معارضة من أفرادها.
وبدوره قام عثمان بإثبات جدارته بالحكم، فانطلق في الغزو والفتوحات، فضمَّ لدولة السلاجقة عام (688هـ=1289م) قلعة قره حصا (القلعة السوداء)، أو أفيون قرة حصار؛ فسُرَّ علاء الدين بهذا كثيرًا، ومنحه لقب (بك)، وأقطعه جميع الأراضي التي فتحها، وسمح له بضرب العملة ورفع اسمه في خطبة الجمعة. وكان أئمة المساجد يذكرون على المنابر أولًا اسم الخليفة العبَّاسي في مصر، ثُمَّ الإلخان المُقيم في تبريز، ثم السلطان السُلجوقي في قونية، وأخيرًا اسم الأمير المحلّي عثمان.
💫 *نشأته*
وُلد عُثمان يوم 8 صَفَر 656 هـ المُوافق لـ13 شُباط (فبراير) 1258م، وقيل في ليلة بدر في مدينة سُكود، التي اتخذها والده أرطغرل عاصمة لإمارته. ولا توجد الكثير من المصادر عن حياته الأولى، نظرًا لكون أقدم مصدر معروف عنها كُتب بعد حوالي مائة سنة من وفاته. حيث قال المؤرخ التركي “يلماز أوزطونه”: “يرجع غموض المراحل الأولى من تاريخ العثمانيين حتى فتح القسطنطينية بعامة إلى عدم توفر المعلومات، فقد أحرق تيمورلنك الوثائق التركية عند إغارته على بورصة سنة 1402 م (804 هـ)، ولهذا فالوثائق الرسمية المتعلقة بالفترة من نشأة الدولة وحتى غارة تيمور قليلة جدًا.
نشأ عُثمان نشأة فارس مسلم كما هي عادة فتيان قبائل التُرك المُرتحلة، فأتقن فنون المُصارعة والمُبارزة بالسيف منذ صغره، واحترف رُكوب الخيل والرمي بالنبال والصيد، وبرزت مهاراته أمام أقرانه، ورافق هذا الإعداد البدني إعدادٌ روحيٌ، حيث تلقى عثمان تعليمًا إسلاميًا من مشايخ الصوفية الذين تأثر بهم في زمانه، وعلى رأسهم مُعلِّمه الشيخ “إده بالي” القرماني، الذي تتلمذ على يده بتوجيه من والده.
وكان للشيخ “إده بالي” مكانة كبيرة لدى أرطغرل، وتتحدث الروايات التاريخية عن وصيته لابنه عثمان بضرورة احترام شيخه وملازمته والأخذ بنصائحه ومشورته، وهي الوصية التي بقي جزء صغير منها مكتوبًا عند قبر أرطغرل جاء فيه: “انظر يا بني! يمكنك أن تؤذيني، ولكن لا تؤذِ الشيخ “إده بالي”! فهو النور لعشيرتنا، ولا يُخطئ ميزانه قدر درهم! كن ضدي ولا تكن ضده؛ فإنك لو كنت ضدي سأحزن وأتأذى، أما لو كنت ضده فإن عينيّ لن تنظر إليك. وإن نظرتا فلن ترياك، إن كلماتي ليست من أجل الشيخ “إده بالي”، بل هي من أجلك أنت، ولتعتبر مقالتي هذه وصية لك”.
💫 *سقوط الدولة السلجوقية وبزوغ نجم الدولة العثمانية*
وفي سنة 1300م تقريبًا المواِفقة لسنة 699 هـ، أغارت قطعان المغول بطريقتها الوحشية على بلاد آسيا الصغرى واحتلت مدينة قونية. أما سلطان السلاجقة علاء الدين، ففر من عاصمته ودخل بلاد الروم، وتوفي فيها في نفس العام، وقيل قُتل. وقُتل أيضًا ابنه غياث الدين في مواجهة المغول، وسقطت بعد ذلك الدولة السلجوقية؛ مما تسبب في حالة من الفوضى والهرج والمرج.
في هذه الأثناء، كان عثمان الوجهة الأنسب لجنود الدولة السلجوقية الفارين من المغول بخبراتهم العسكرية، فاحتضنهم عثمان وازداد بهم قوة. وهكذا بعد الدولة السلجوقية التي دام سلطانها لأكثر من قرنين من الزمان وانتهت على يد المغول، بدأ بزوغ الدولة العثمانية يلمع ليسد فراغها.
وكان عثمان قد أدرك مسبقًا حساسية الظرف مع توالي هجمات المغول، وأحسن قراءة المستقبل كما هي عادته، فأعلن استقلال أراضيه عن الدولة السلجوقية قبيل سقوطها، والتفت حوله الجماهير لتصبح الإمارة الواعدة في المنطقة
⇓➺➢๋͜͡❀๋͜͡➪❥•➥ ⇓➺➢๋͜͡❀๋͜͡➪❥•➥
@moa778
*∫∫ الــحـ2ـلـقـة الثانية ∫∫*
____[2-10]
💫 *فصول من مراحل بناء الدولة*
وأشار عدد من المُؤرخين إلى أن عثمان قد خاض معركة داخلية شرسة انتهت بضبطه السيطرة على مقاليد حكم قبيلته، وكانت هذه المعركة على العرش مع أقرب أقاربه، عمه “دوندار غازي”.
وفي هذا الشأن نقل قادر مصر أوغلو في كتابه”مأساة بني عثمان” عن المؤرخ التركي خير الله الهندي الذي عاصر عثمان بن أرطغرل،
أن دوندار كان طرفًا في مؤامرة اتفق على تدبيرها بالتعاون مع حاكم مدينة “بيله جك” البيزنطي،
تستهدف اغتيال عثمان تمهيدًا لوثوب دوندار إلى الزعامة خلفًا لعثمان، فلما انفضح أمر المؤامرة نفذ عثمان حكم الردة كأحد أحكام الشريعة الإسلامية في عمه جزاء جريمته في موالاة أعداء الإسلام والتآمر معهم ضد جماعة المسلمين فقتله.
ومن بين الروايات لكيفية استلام عثمان الحكم، تلك التي تشير إلى إعجاب السُلطان السلجوقي علاء الدين بعُثمان وبشجاعته وإقدامه، حتى قال عنه: “أنا أنتظر مثله مُنذ سنوات”، ثم نصّبه زعيمًا على قبيلته دون معارضة من أفرادها.
وبدوره قام عثمان بإثبات جدارته بالحكم، فانطلق في الغزو والفتوحات، فضمَّ لدولة السلاجقة عام (688هـ=1289م) قلعة قره حصا (القلعة السوداء)، أو أفيون قرة حصار؛ فسُرَّ علاء الدين بهذا كثيرًا، ومنحه لقب (بك)، وأقطعه جميع الأراضي التي فتحها، وسمح له بضرب العملة ورفع اسمه في خطبة الجمعة. وكان أئمة المساجد يذكرون على المنابر أولًا اسم الخليفة العبَّاسي في مصر، ثُمَّ الإلخان المُقيم في تبريز، ثم السلطان السُلجوقي في قونية، وأخيرًا اسم الأمير المحلّي عثمان.
💫 *نشأته*
وُلد عُثمان يوم 8 صَفَر 656 هـ المُوافق لـ13 شُباط (فبراير) 1258م، وقيل في ليلة بدر في مدينة سُكود، التي اتخذها والده أرطغرل عاصمة لإمارته. ولا توجد الكثير من المصادر عن حياته الأولى، نظرًا لكون أقدم مصدر معروف عنها كُتب بعد حوالي مائة سنة من وفاته. حيث قال المؤرخ التركي “يلماز أوزطونه”: “يرجع غموض المراحل الأولى من تاريخ العثمانيين حتى فتح القسطنطينية بعامة إلى عدم توفر المعلومات، فقد أحرق تيمورلنك الوثائق التركية عند إغارته على بورصة سنة 1402 م (804 هـ)، ولهذا فالوثائق الرسمية المتعلقة بالفترة من نشأة الدولة وحتى غارة تيمور قليلة جدًا.
نشأ عُثمان نشأة فارس مسلم كما هي عادة فتيان قبائل التُرك المُرتحلة، فأتقن فنون المُصارعة والمُبارزة بالسيف منذ صغره، واحترف رُكوب الخيل والرمي بالنبال والصيد، وبرزت مهاراته أمام أقرانه، ورافق هذا الإعداد البدني إعدادٌ روحيٌ، حيث تلقى عثمان تعليمًا إسلاميًا من مشايخ الصوفية الذين تأثر بهم في زمانه، وعلى رأسهم مُعلِّمه الشيخ “إده بالي” القرماني، الذي تتلمذ على يده بتوجيه من والده.
وكان للشيخ “إده بالي” مكانة كبيرة لدى أرطغرل، وتتحدث الروايات التاريخية عن وصيته لابنه عثمان بضرورة احترام شيخه وملازمته والأخذ بنصائحه ومشورته، وهي الوصية التي بقي جزء صغير منها مكتوبًا عند قبر أرطغرل جاء فيه: “انظر يا بني! يمكنك أن تؤذيني، ولكن لا تؤذِ الشيخ “إده بالي”! فهو النور لعشيرتنا، ولا يُخطئ ميزانه قدر درهم! كن ضدي ولا تكن ضده؛ فإنك لو كنت ضدي سأحزن وأتأذى، أما لو كنت ضده فإن عينيّ لن تنظر إليك. وإن نظرتا فلن ترياك، إن كلماتي ليست من أجل الشيخ “إده بالي”، بل هي من أجلك أنت، ولتعتبر مقالتي هذه وصية لك”.
💫 *سقوط الدولة السلجوقية وبزوغ نجم الدولة العثمانية*
وفي سنة 1300م تقريبًا المواِفقة لسنة 699 هـ، أغارت قطعان المغول بطريقتها الوحشية على بلاد آسيا الصغرى واحتلت مدينة قونية. أما سلطان السلاجقة علاء الدين، ففر من عاصمته ودخل بلاد الروم، وتوفي فيها في نفس العام، وقيل قُتل. وقُتل أيضًا ابنه غياث الدين في مواجهة المغول، وسقطت بعد ذلك الدولة السلجوقية؛ مما تسبب في حالة من الفوضى والهرج والمرج.
في هذه الأثناء، كان عثمان الوجهة الأنسب لجنود الدولة السلجوقية الفارين من المغول بخبراتهم العسكرية، فاحتضنهم عثمان وازداد بهم قوة. وهكذا بعد الدولة السلجوقية التي دام سلطانها لأكثر من قرنين من الزمان وانتهت على يد المغول، بدأ بزوغ الدولة العثمانية يلمع ليسد فراغها.
وكان عثمان قد أدرك مسبقًا حساسية الظرف مع توالي هجمات المغول، وأحسن قراءة المستقبل كما هي عادته، فأعلن استقلال أراضيه عن الدولة السلجوقية قبيل سقوطها، والتفت حوله الجماهير لتصبح الإمارة الواعدة في المنطقة
⇓➺➢๋͜͡❀๋͜͡➪❥•➥ ⇓➺➢๋͜͡❀๋͜͡➪❥•➥
@moa778