غدا العابثون كثرًا, والعبيد أكثر, وكل منهم يريد تطويع الدين لرغبة سيده, يتعاملون مع دين رب العالمين؛ وكأنه معجون أو طين, يشكلونه حسب رغبة الطواغيت المرتدين, أو القوى الدولية من الكافرين, ينفذون أمر القوى الآمرة أو الدافعة, لذلٍّ أو لجبنٍ خالع, أو لهوىً ومصالح ومطامع, وهؤلاء وأمثالهم قال الله تعالى فيهم: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } [الأنعام: 70] والمتتبع لفقهاء الطواغيت وشيوخ القنوات, يرى العجب العجاب, وممكن أن يستصغر جرائم عبد الله بن أبي وأبي عامر الفاسق, ويراها أدق من الشعر؛ أمام جبال جرائم علماء الطواغيت وشيوخ القنوات, وعملاء القوى العالمية دعاة الاعتدال المتأمرك, فهؤلاء امتزج عندهم الهوى والعمالة, والنفاق, والماسونية وعبادة الطاغوت والشقاق, والجهل والتجاهل والتغابي المريع, والتنطع والتعالي والتعالم الفظيع, والتخنث الفكري والظلم والفجور, والحيف والميل والجور, والتباهي والتزاهي والغرور, وتكبر المصيبة وتزداد, ويلفح هجيرها الأكباد, عندما يكون الخلط والتلبيس, والدجل والتدليس, من رجال يشار إليهم بالبنان, وأسلموا ألسنتهم إلى الشيطان, ليحلل ويحرم باسمهم, ويرمي العباد والدين عن كتفهم, وأصل الفتوى توقيع عن رب العالمين, فزوَّروها وأصدروها كما تريد الشياطين, فهل يعلم هؤلاء أي جريمة اقترفوا, وبأي ثوبٍ التحفوا, ولمن خانوا, ولمن دانوا, وما هو مصيرهم, يوم تسكت ألسنتهم وتتكلم جوارحهم.
من مقالة عندما يكون العالم موظفا عند الطاغوت
للشيخ #أبي_فراس_السوري تقبله الله ورحمه رحمة واسعة