💍 تيسير زواج الصالحين
جاء عن كُثَيِّر بن المطلب بن أبي وداعة أنه قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟ قال: توفِّيَتْ أهلي فاشتغلت بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها، قال: ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟ فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ فقال: أنا، فقلت: أوَتفعل؟ قال: نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو ثلاثة.
قال: فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منـزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منـزلي واسترحت، وكنت وحدي صائمًا، فقدَّمت عشائي أفطر كان خبزًا وزيتًا، فإذا بآت يقرع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد، قال: ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيدَ بن المسيب، فإنه لم يُرَ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيدُ بن المسيب فظننت أنه قد بدا له، فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إليّ فآتيك، قال: لا، لأنت أحق أن تُؤتَى، قلت: فما تأمر؟ قال: إنك كنت رجلًا عزبًا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة من خلفه في طولـه، ثم أخذها بيدها فأدخلها ورد الباب، فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه، ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران، فجاؤوني فقالوا: ما شأنك؟ قلت: وَيْحكم زوجني سعيد بن المسيب، وهذه ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة، فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك؟! قال: نعم، وها هي في الدار، قال: فنـزلوا هم إليها، وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام.
قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج.
قال: فمكثت شهرًا لا يأتيني سعيد ولا آتيه، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدًا وهو في حلقته، فسلمت عليه فردّ السلام، ولم يكلمني حتى تقوَّض أهل المجلس، فلما لم يبق غيري قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خيرًا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، فانصرفت إلى منـزلي، فوجَّه إليّ بعشرين ألف درهم.
قناة تلغرام أخلاقنا
جاء عن كُثَيِّر بن المطلب بن أبي وداعة أنه قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟ قال: توفِّيَتْ أهلي فاشتغلت بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها، قال: ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟ فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ فقال: أنا، فقلت: أوَتفعل؟ قال: نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو ثلاثة.
قال: فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منـزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منـزلي واسترحت، وكنت وحدي صائمًا، فقدَّمت عشائي أفطر كان خبزًا وزيتًا، فإذا بآت يقرع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد، قال: ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيدَ بن المسيب، فإنه لم يُرَ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيدُ بن المسيب فظننت أنه قد بدا له، فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إليّ فآتيك، قال: لا، لأنت أحق أن تُؤتَى، قلت: فما تأمر؟ قال: إنك كنت رجلًا عزبًا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة من خلفه في طولـه، ثم أخذها بيدها فأدخلها ورد الباب، فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه، ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران، فجاؤوني فقالوا: ما شأنك؟ قلت: وَيْحكم زوجني سعيد بن المسيب، وهذه ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة، فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك؟! قال: نعم، وها هي في الدار، قال: فنـزلوا هم إليها، وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام.
قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج.
قال: فمكثت شهرًا لا يأتيني سعيد ولا آتيه، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدًا وهو في حلقته، فسلمت عليه فردّ السلام، ولم يكلمني حتى تقوَّض أهل المجلس، فلما لم يبق غيري قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خيرًا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، فانصرفت إلى منـزلي، فوجَّه إليّ بعشرين ألف درهم.
قناة تلغرام أخلاقنا