قَالَ الحافظ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ ( ت 463 هـ ) فِي " التمهيد لِما في الموطأ من المعاني والأسانيد " : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ العابد كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ عَلَى الانْفِرَادِ وَالْعَمَلِ، ويرغب به عن الاجتماع إليه في العلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ : «إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الأَعْمَالَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاقَ، فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاةِ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ، ولم يفتح له في الصلاة، وَنَشْر الْعِلْمِ وتعليمه مِنْ أَفْضَلِ أعْمَالِ البرّ، وَقَدْ رَضِيتُ بمَا فُتِحَ لِي فِيهِ من ذلك، وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيهِ بِدُونِ مَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلانَا عَلَى خَيْرٍ وَبِرٍّ، ويجب على كلِّ واحدٍ منَّا أن يرضى بما قُسِمَ له، والسَّلام» .
هذا معنى كلام مالك لأني كتبته من حفظي وسقط عني في حين كتابتي أَصْلِي منه . اهـ . علّق الذهبي في ترجمة الإمام مالك في " تاريخ الإسلام " على النقل السَّابق قائلاً : مَا أَحْسَنَ مَا جَاوَبَ ( مالكٌ ) الْعُمَرِيَّ عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَشِيئَةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَمْ يُفَضِّلْ طَرِيقَتَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَى طَرِيقَةِ الْعُمَرِيِّ، فِي التَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ.
هذا معنى كلام مالك لأني كتبته من حفظي وسقط عني في حين كتابتي أَصْلِي منه . اهـ . علّق الذهبي في ترجمة الإمام مالك في " تاريخ الإسلام " على النقل السَّابق قائلاً : مَا أَحْسَنَ مَا جَاوَبَ ( مالكٌ ) الْعُمَرِيَّ عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَشِيئَةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَمْ يُفَضِّلْ طَرِيقَتَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَى طَرِيقَةِ الْعُمَرِيِّ، فِي التَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ.