🌍 في المستشفى 📃
---------------------------
//بقلم :عفاف البعداني//
كان الطبيب هو حبل النجاة من المرض طريق مختصرلعبور اﻷوجاع على البساط وليس من الدرج ولكن هاهو اليوم يبدو تحت قبعة نفسية مخفية نرأه نخاف منه أكثر من خوفنا من المرض نفسه
وهناك في جدار المستشفى سندت ظهري منتظرةوكانت اﻷضواءأمامي مخيفةوكأنها ليست بيضاء تكاد أن تخنقني لاأعرف!! هل ﻷني لست صديقتها أم ﻷني غريبة عنها لم أطمئن لها أبدًا ولم يروق لي الكرسي المربع الذي جلست فيه فأناعادةً تروق لي اﻷمكنه البسيطة التي كرسيها حجرة مأخوذة من الطبيعة
ورمقت ذاك الممر ووجدت رجل مسن وجهه يخبرك بأنه يعيش بقريةأسوارهاصفوف من اليراع خاويةوأشجارهابيضاءمن التجاعيدرابيةوكانت بيده ورقة يعاود النظر إليهاكل دقيقة وثانية وعرفت أنه أُمي لايقرأ ولكن قرأها بحسرته التي تخرج من جيوب كتبها فارغة لاتملك تكاليف عملية باهضة
وفي ذلك السرير رجل يعاني من فشل كلوي لاتدري أهو طريح أم ضريح فالموت والحياة عنده في الحد سواء وهناك في الزاوية اﻷخرى صوت أنين يصحبه أنهار بريئة تنزل بغزارة تلف جبين الطفل من الوجع فلم يقعدني فضولي ودفعني ﻷذهب وأعرف مافيه اقتربت منه ولكن خوفي منعني من اﻹقتراب أكثر ﻷعرف سبب بكاءه
واكتشفت في تلك اللحظة أن في داخلي طفلة تخاف كثيرًا وعجوز حكيمة تدقق اﻷمور طويلا وكلاهم مازالو يسكنون في بيت زهوري واحد
اكتشفت أني ذابلة ولست قوية أمام تلك اﻷصوات المعلومة واﻷوجاع المجهولة ،أمام ذاك المشرط الحديدي والفراشات التي لاتطير وإنماتنزل بالتقطير ،ولم يهدأ لي روع حتى أخذت القلم وبسطت كفي كي أبوح وأتحدث عنهم ونسيت نفسي معهم وووددت في تلك اللحظة أن أخبر العالم هذه المعاناة اليمنية التي لوتقاسمها أصقاع العالم لكانت كفيلة بأن تلوث بحيرة كاملة من السعادة هذه المعاناة لو كان تمتلك حنجرة قوية حتمًا ﻷفزعت العالم من سباته التظليلي في قضايا اليمن ،وددت في تلك اللحظة أن أخبر الممرضة واﻷوجاع أنتم تستخدموالمخدر كي تخففوا اﻷلم وأنا أكتب وأشرد كي يحد وجعي عن الألم
نعم كل هذاوأكثر رأيته وعشته في لحظة زمنية قدرهالا يمتدعن أيام ولكن تظافرت أسئلتي تلو واﻷخرى كم عدد المتعبين الذين كواهم المرض وأقعدهم بحسرة لاحيلة لهم على المواجه من خلال دخلهم المحدود كم عدد اﻷشخاص المرهقين كم عدد اﻷشخاص الذين يفترش المرض أبوابهم من خلال اﻷمراض الجديدة الذي أنجبها الحرب؟ كم عدد الجراثيم التي احتفلت طربا لدخولها عالمنا بخبث ودهاء ؟؟ تزاحمت أمنياتي في أن أرى كلماتي تختالني فجأة وتعود محملة بالمال الكثيرحتى أخفف عنهم ولو جزء من اﻷهوال يسير حتى أُرجع تلك المرأة التي قتلت وجعهاتصبرا وقالت: أنا بخير هي ليست بخير ولكن لاتملك المال حتى توفر لكم أُجرة تلك الزاوية وذاك السرير
وبقيت منتظرة في سباتي اللحظي فأنا لازلت تلك الخيالية التي تظن أن العصفور عندما يغرد في الصباح أن الجميع بخيروعلى مايرام لم أدري يومًا أن هناك ملايين البشرتغردبمعزوفة أوتارها حادة ومؤلمة لم أعلم أن هناك من يتنفسوا تحت إمرة اﻻختناق ويمشون بعكازة والفرح تاركهم بعناية و نحن بالمقابل نستيقظ كل صباح لانعلم بحجم العافية والنعم التي تسكن أرواحنا فالحمدلله حتى ترضى وبعد الرضا ياالله.
-------------------------------------
---------------------------
//بقلم :عفاف البعداني//
كان الطبيب هو حبل النجاة من المرض طريق مختصرلعبور اﻷوجاع على البساط وليس من الدرج ولكن هاهو اليوم يبدو تحت قبعة نفسية مخفية نرأه نخاف منه أكثر من خوفنا من المرض نفسه
وهناك في جدار المستشفى سندت ظهري منتظرةوكانت اﻷضواءأمامي مخيفةوكأنها ليست بيضاء تكاد أن تخنقني لاأعرف!! هل ﻷني لست صديقتها أم ﻷني غريبة عنها لم أطمئن لها أبدًا ولم يروق لي الكرسي المربع الذي جلست فيه فأناعادةً تروق لي اﻷمكنه البسيطة التي كرسيها حجرة مأخوذة من الطبيعة
ورمقت ذاك الممر ووجدت رجل مسن وجهه يخبرك بأنه يعيش بقريةأسوارهاصفوف من اليراع خاويةوأشجارهابيضاءمن التجاعيدرابيةوكانت بيده ورقة يعاود النظر إليهاكل دقيقة وثانية وعرفت أنه أُمي لايقرأ ولكن قرأها بحسرته التي تخرج من جيوب كتبها فارغة لاتملك تكاليف عملية باهضة
وفي ذلك السرير رجل يعاني من فشل كلوي لاتدري أهو طريح أم ضريح فالموت والحياة عنده في الحد سواء وهناك في الزاوية اﻷخرى صوت أنين يصحبه أنهار بريئة تنزل بغزارة تلف جبين الطفل من الوجع فلم يقعدني فضولي ودفعني ﻷذهب وأعرف مافيه اقتربت منه ولكن خوفي منعني من اﻹقتراب أكثر ﻷعرف سبب بكاءه
واكتشفت في تلك اللحظة أن في داخلي طفلة تخاف كثيرًا وعجوز حكيمة تدقق اﻷمور طويلا وكلاهم مازالو يسكنون في بيت زهوري واحد
اكتشفت أني ذابلة ولست قوية أمام تلك اﻷصوات المعلومة واﻷوجاع المجهولة ،أمام ذاك المشرط الحديدي والفراشات التي لاتطير وإنماتنزل بالتقطير ،ولم يهدأ لي روع حتى أخذت القلم وبسطت كفي كي أبوح وأتحدث عنهم ونسيت نفسي معهم وووددت في تلك اللحظة أن أخبر العالم هذه المعاناة اليمنية التي لوتقاسمها أصقاع العالم لكانت كفيلة بأن تلوث بحيرة كاملة من السعادة هذه المعاناة لو كان تمتلك حنجرة قوية حتمًا ﻷفزعت العالم من سباته التظليلي في قضايا اليمن ،وددت في تلك اللحظة أن أخبر الممرضة واﻷوجاع أنتم تستخدموالمخدر كي تخففوا اﻷلم وأنا أكتب وأشرد كي يحد وجعي عن الألم
نعم كل هذاوأكثر رأيته وعشته في لحظة زمنية قدرهالا يمتدعن أيام ولكن تظافرت أسئلتي تلو واﻷخرى كم عدد المتعبين الذين كواهم المرض وأقعدهم بحسرة لاحيلة لهم على المواجه من خلال دخلهم المحدود كم عدد اﻷشخاص المرهقين كم عدد اﻷشخاص الذين يفترش المرض أبوابهم من خلال اﻷمراض الجديدة الذي أنجبها الحرب؟ كم عدد الجراثيم التي احتفلت طربا لدخولها عالمنا بخبث ودهاء ؟؟ تزاحمت أمنياتي في أن أرى كلماتي تختالني فجأة وتعود محملة بالمال الكثيرحتى أخفف عنهم ولو جزء من اﻷهوال يسير حتى أُرجع تلك المرأة التي قتلت وجعهاتصبرا وقالت: أنا بخير هي ليست بخير ولكن لاتملك المال حتى توفر لكم أُجرة تلك الزاوية وذاك السرير
وبقيت منتظرة في سباتي اللحظي فأنا لازلت تلك الخيالية التي تظن أن العصفور عندما يغرد في الصباح أن الجميع بخيروعلى مايرام لم أدري يومًا أن هناك ملايين البشرتغردبمعزوفة أوتارها حادة ومؤلمة لم أعلم أن هناك من يتنفسوا تحت إمرة اﻻختناق ويمشون بعكازة والفرح تاركهم بعناية و نحن بالمقابل نستيقظ كل صباح لانعلم بحجم العافية والنعم التي تسكن أرواحنا فالحمدلله حتى ترضى وبعد الرضا ياالله.
-------------------------------------