*أبو حرب وأبو صلاح مآثر لا تنسى*
*🖊عفاف محمد*
دعونا نستجمع تلك الذكريات التي فاحت عبقاً من سيرة أبطال مخلدون كانوا شهباً لامعة في سماء المجد والرفعة .
شهب طال توهجها حتى اللحظة وما غابت ؛ ما أفلت من سماء الحرية حتى بعد أن فارقت الحياة أجسادهم الطاهرة .
إنهما المجاهدان العظيمان حسين الملصي وصديقه القوبري ، وقد ربطتهم علاقة صداقة حميمة رُسِمَت ملامحها بوضوح وانعكست القيم النبيلة على من حولهم.
في قصة تتجلى كما القصص والحكايات التي كنا ننسجم معها وهي تروى لنا عن ابطال خرافيين من نسج الخيال . وكنا ننبهر بها أيما انبهار كونها تدهشنا بعظمة نفوس أصحابها الذين يحاربون الشر وينتصرون للخير مجتازين كل الصعاب.
هكذا كان الصديقان اللذان اجتمعا من قرية واحدة وفي عمل واحد وتساوت افكارهما وصفاتهما فخلفوا مآثر وتفردوا بشيم ومكارم هي من جعلت منهما متميزَين عن غيرهم .
وعندما أحاول شحذ همتي للكتابة عنهما لا أرى نفسي إلا في حيرة . كيف أبدا وكيف أصف وكيف أوصل ذاك الرقي الذي اجتمعا فيه حتى صارت اسمائهما وقصتهما تلف أصقاع الارض ..
فهل منكم من لا يعرف أبو حرب ومواقفه العظيمة ودروسه المخلدة؟!
هل منكم من لم يسمع عن أبو صلاح وطهارة قلبه ونقاء سريرته وإيمانه العميق وجسارته غير المعهودة؟!
فتخيل ان تجتمع هذه الصفات فيكوّنا فكرا مشعاً يخترق القلوب فيأسرها ويجعلها تنصاع طواعية لتفاصيل تلك الحكاية وتجعل النفس تعظم من شأنهما وتحذو حذوهما.
لعلي عندما أحاول جمع خيوط الحكاية لأنسج قصة متكاملة ؛ فأول ما يخطر ببالي تلك الملامح التي تستطيع رؤيتها بشقين ؛ شق صارم شديد محفور في كل قسمات وجههما وشق لين ينبثق نورانية من ذاك المحيا .
ترتسم تلك الهيبة في مخليتنا وهم ببزتهما العسكرية و الشموخ عنوان لهما والطهر في الولاء للوطن بياض ناصع أو شرر يتقادح من جبينهما، لعلي ارى فيهما تلك الوطنية التي كانت في ضباط اقسموا على الوفاء والأخلاص للوطن . فقضيا معظم حياتهما في المعسكرات ، في الفيافي والفلوات . لا تحمل انفسهماً خبثاً أو لؤماً لم تكن نفساهما جشعة ومحبة لزخارف الدنيا . يتعاملان مع كل من حولهما بسجيتهما دون تكلف وعناء .
وبعفويتهما تلك وتواضعهما الشديد حد البساطة التي لا تخلق حواجز بينهما وبين من هم دونهما مرتبة في العمل، كانت أنفسهما تحملان الفضيلة بكل معانيها السامية .لعلي أجد تلك الهيبة والجسارة التي لها وجه آخر هو وجه سموح عطوف لين كريم، اجل فتلك الهيبة التي قد نشبهها حيناً بالضراوة هي مغروسة فيهما وكما وصف الله في محكم آياته :-
محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ (الفتح).وهم كانا كذلك لهما نفسين شديدتين على الأعداء
ولينتين على الأصحاب ..
هكذا كان قلب أبو حرب في الجبهة أسداً كاسراً أو نمراً أفريقياً متوحشاً يجابه العدو ببأس شديد وكان في نفس الوقت حسن الخلق ولين الطباع.
تجده يصفح عن مسجون تسبب بحادث لإبنته ويعارض بشدة هذا الأجراء ملتمسا الاعذار لذاك الشخص لأنه يعي ان الصفح من شيم الكرام،
وتجده يبذل سيارته لأجل الآخرين ويتجاهل احتياجه لها . فكان يؤثر الغير على نقسه وأهله بشكل يجعلك تنبهر وتتسأل . هل لا زال يوجد أناس بهذه الطيبة وهذا السخاء ؟ فالمبادئ والقيم هي من تُسيرُه . فكان في الجبهة يغامر بحياته لأجل ان يسترد جثمان شهيد ، وتجده يحنو على الأسير من الأعداء، وتجده يجمع المجاهدين تحت جناحه مثل أب روحي . ينثر حكمته بدروس بليغة، تغزو كل من أفاض بها عليه . تستغرب حين تسمعها في تسجيلات صوتية كيف أنه اهتدى لها حيث كان في عالم بعيد كل البعد عن الثقافة القرآنية التي هي منبع هذا الفكر النير الذي غزا أنفسنا بعمق ، بطهر وبنبل .فكم هو عظيم وكم هو مدهش . فتلك القصة الشيقة في كيفية توجهه صوب الجبهات والتي رواها صديقه المجاهد العظيم القوبري وكيف أنهما تركا كل مغريات الحياة وبحثا عن الحق حتى عرفاه وبذلا نفسيهما في سبيله . إنها قصة تكتب بماء الذهب
فقد حمل هذان الشخصان كل معاني الشموخ اليماني الأصيل.
فلم تطأ اقدامهما قط وحل الرذيلة.
كان كبرياؤهما وشهامتهما من منعتهما من البقاء متخاذلين إزاء مايتعرض له وطنهما من عدوان سافر ولم يخطئا الفهم كباقي الضباط الذين صوروا هذا التحالف بالمنقذ متجاهلين الكوارث التي الحقوها باليمن ..
لم يعرفا يوماً الانحناء او الاستسلام، فوطنيتهما اورثتهما الحرية والعزة والإباء.
فهما مدرسة تفيض بدروس خالدة تصنع الرجال . عرفا الحق فأبيا الا أن يناصرانه وقد إجتازا كل الصعاب ..
تلك الروح الجهادية العظيمة التي حملاها كانت عبق ذكي حرصا على نشره بطرق غير متكلفة تنفذ سريعا للقلوب والاسماع .فما أعظم تلك الرسائل الخالدة التي خلفاها لنا ..
هم ممن قال ا
*🖊عفاف محمد*
دعونا نستجمع تلك الذكريات التي فاحت عبقاً من سيرة أبطال مخلدون كانوا شهباً لامعة في سماء المجد والرفعة .
شهب طال توهجها حتى اللحظة وما غابت ؛ ما أفلت من سماء الحرية حتى بعد أن فارقت الحياة أجسادهم الطاهرة .
إنهما المجاهدان العظيمان حسين الملصي وصديقه القوبري ، وقد ربطتهم علاقة صداقة حميمة رُسِمَت ملامحها بوضوح وانعكست القيم النبيلة على من حولهم.
في قصة تتجلى كما القصص والحكايات التي كنا ننسجم معها وهي تروى لنا عن ابطال خرافيين من نسج الخيال . وكنا ننبهر بها أيما انبهار كونها تدهشنا بعظمة نفوس أصحابها الذين يحاربون الشر وينتصرون للخير مجتازين كل الصعاب.
هكذا كان الصديقان اللذان اجتمعا من قرية واحدة وفي عمل واحد وتساوت افكارهما وصفاتهما فخلفوا مآثر وتفردوا بشيم ومكارم هي من جعلت منهما متميزَين عن غيرهم .
وعندما أحاول شحذ همتي للكتابة عنهما لا أرى نفسي إلا في حيرة . كيف أبدا وكيف أصف وكيف أوصل ذاك الرقي الذي اجتمعا فيه حتى صارت اسمائهما وقصتهما تلف أصقاع الارض ..
فهل منكم من لا يعرف أبو حرب ومواقفه العظيمة ودروسه المخلدة؟!
هل منكم من لم يسمع عن أبو صلاح وطهارة قلبه ونقاء سريرته وإيمانه العميق وجسارته غير المعهودة؟!
فتخيل ان تجتمع هذه الصفات فيكوّنا فكرا مشعاً يخترق القلوب فيأسرها ويجعلها تنصاع طواعية لتفاصيل تلك الحكاية وتجعل النفس تعظم من شأنهما وتحذو حذوهما.
لعلي عندما أحاول جمع خيوط الحكاية لأنسج قصة متكاملة ؛ فأول ما يخطر ببالي تلك الملامح التي تستطيع رؤيتها بشقين ؛ شق صارم شديد محفور في كل قسمات وجههما وشق لين ينبثق نورانية من ذاك المحيا .
ترتسم تلك الهيبة في مخليتنا وهم ببزتهما العسكرية و الشموخ عنوان لهما والطهر في الولاء للوطن بياض ناصع أو شرر يتقادح من جبينهما، لعلي ارى فيهما تلك الوطنية التي كانت في ضباط اقسموا على الوفاء والأخلاص للوطن . فقضيا معظم حياتهما في المعسكرات ، في الفيافي والفلوات . لا تحمل انفسهماً خبثاً أو لؤماً لم تكن نفساهما جشعة ومحبة لزخارف الدنيا . يتعاملان مع كل من حولهما بسجيتهما دون تكلف وعناء .
وبعفويتهما تلك وتواضعهما الشديد حد البساطة التي لا تخلق حواجز بينهما وبين من هم دونهما مرتبة في العمل، كانت أنفسهما تحملان الفضيلة بكل معانيها السامية .لعلي أجد تلك الهيبة والجسارة التي لها وجه آخر هو وجه سموح عطوف لين كريم، اجل فتلك الهيبة التي قد نشبهها حيناً بالضراوة هي مغروسة فيهما وكما وصف الله في محكم آياته :-
محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ (الفتح).وهم كانا كذلك لهما نفسين شديدتين على الأعداء
ولينتين على الأصحاب ..
هكذا كان قلب أبو حرب في الجبهة أسداً كاسراً أو نمراً أفريقياً متوحشاً يجابه العدو ببأس شديد وكان في نفس الوقت حسن الخلق ولين الطباع.
تجده يصفح عن مسجون تسبب بحادث لإبنته ويعارض بشدة هذا الأجراء ملتمسا الاعذار لذاك الشخص لأنه يعي ان الصفح من شيم الكرام،
وتجده يبذل سيارته لأجل الآخرين ويتجاهل احتياجه لها . فكان يؤثر الغير على نقسه وأهله بشكل يجعلك تنبهر وتتسأل . هل لا زال يوجد أناس بهذه الطيبة وهذا السخاء ؟ فالمبادئ والقيم هي من تُسيرُه . فكان في الجبهة يغامر بحياته لأجل ان يسترد جثمان شهيد ، وتجده يحنو على الأسير من الأعداء، وتجده يجمع المجاهدين تحت جناحه مثل أب روحي . ينثر حكمته بدروس بليغة، تغزو كل من أفاض بها عليه . تستغرب حين تسمعها في تسجيلات صوتية كيف أنه اهتدى لها حيث كان في عالم بعيد كل البعد عن الثقافة القرآنية التي هي منبع هذا الفكر النير الذي غزا أنفسنا بعمق ، بطهر وبنبل .فكم هو عظيم وكم هو مدهش . فتلك القصة الشيقة في كيفية توجهه صوب الجبهات والتي رواها صديقه المجاهد العظيم القوبري وكيف أنهما تركا كل مغريات الحياة وبحثا عن الحق حتى عرفاه وبذلا نفسيهما في سبيله . إنها قصة تكتب بماء الذهب
فقد حمل هذان الشخصان كل معاني الشموخ اليماني الأصيل.
فلم تطأ اقدامهما قط وحل الرذيلة.
كان كبرياؤهما وشهامتهما من منعتهما من البقاء متخاذلين إزاء مايتعرض له وطنهما من عدوان سافر ولم يخطئا الفهم كباقي الضباط الذين صوروا هذا التحالف بالمنقذ متجاهلين الكوارث التي الحقوها باليمن ..
لم يعرفا يوماً الانحناء او الاستسلام، فوطنيتهما اورثتهما الحرية والعزة والإباء.
فهما مدرسة تفيض بدروس خالدة تصنع الرجال . عرفا الحق فأبيا الا أن يناصرانه وقد إجتازا كل الصعاب ..
تلك الروح الجهادية العظيمة التي حملاها كانت عبق ذكي حرصا على نشره بطرق غير متكلفة تنفذ سريعا للقلوب والاسماع .فما أعظم تلك الرسائل الخالدة التي خلفاها لنا ..
هم ممن قال ا