📌 ومن لطائفِ أسرارِ اقترانِ الفرَجِ بالكربِ واليُسرِ بالعُسر:
🔹 أنّ الكربَ إذا اشتدّ وعظُم وتناهى حصَل للعبدِ الإياسُ من كشفهِ من جهة المخلوقين، ويتعلّقُ قلبُه باللّه وحدَه، وهذا هو حقيقة التّوكّلِ على اللّه، وهو من أعظمِ الأسبابِ الّتي تُطلب بها الحوائجُ، فإنّ اللّهَ يكفي من توكّلَ عليه، كما قال الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
🔹وأيضًا فإنّ المؤمنَ إذا استبطأ الفرَج، وأيسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابةِ يرجع إلى نفسه باللّائمة، وقال لها: إنّما أُتيتُ من قِبَلِكِ ولو كان فيكِ خيرُ لأُجبتِ، وهذا اللّومُ أحبُّ إلى اللّهِ من كثير من الطاعاتِ،
فإنّه يوجبُ انكسارَ العبدِ لمولاهُ واعترافَهُ له بأنّه أهلٌ لما نزَلَ به منَ البلاءِ، وأنّه ليس بأهلٍ لإجابةِ الدّعاء، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابةُ الدّعاءِ، وتفريجُ الكرْبِ، فإنّه تعالى عندَ المُنكسِرَةِ قلوبُهُم مِن أجلِه.
🖋 ابن رجب الحنبليّ - رحمه اللّه -
📚 جامع العلوم والحكم