جَاء فِي كِتَّابِ [ الأَغانِي ] لِأَبي فَرَجِ الأَصفَهَانِي
سَأَلَ عَبد المَلك بِنْ مَروان "كُثيِّر عزَّة" -الشَّاعر المَعروف- عَنْ أَعْجَب خَبرٍ لَهُ مَعَ "عزَّة"
فَقَالَ: يَا أَمير المُؤمِنينَ، حَجَجْتُ سَنَةً، وَحَجَّتْ "عزَّة" مَع زَوجِها، وَلَم يَعلَم أَحدنا بِصَاحِبهِ، فَلَمَّا كُنَّا بِبعضِ الطَّريقِ أَمَرهَا زَوجَهَا بِابْتيَاعِ سمَن تَصلح بِهِ طَعامًا لِرِفقَتهِ، فَجَعَلتْ تَدورُ الخِيام خَيمَةً خَيمَة، حَتى دَخَلت إِليَّ، وَهيَّ لا تَعلَمُ أَنَّها خَيمَتِي، وَكُنتُ أبري سَهمًا، فَلَما رَأيتُها جَعَلتُ أبري لَحمِي، وَأَنظُرُ حَتى بَريتُ ذِراعِي وَأَنا لا أَعلمُ بِهِ، وَالدَّم يَجرِي، فَلَمَّا عَلِمت ذَلِك، دَخَلَت إِليَّ فَأَمْسَكَت يَدي، وَجَعَلَتْ تَمْسَحُ الدَّمَ بِثَوبِهَا، وَكَانَ عندي نِحيُ -وعاء- سمَن فَحَلَفْتُ لَتَأخُذَنَّهُ؛
فَأَخذَتهُ وَجَاءَت زَوجَهاَ، فَلَمَّا رَأى الدَّم سَأَلها عَن خَبرهِ فَكَاتَمتهُ، حَتى حَلفَ عَليهَا لَتصدقَنهُ. فَصَدقَتهُ فَضَرَبهَا، وَحَلَف عَليهَا لَتَشْتُمَنِي فِي وَجْهِي، فَوقَفَت عَلَيَّ وَهو مَعَها وَقَالَتْ لِي وَهي تَبْكِي: يَا إِبْنَ الزَّانية ! ثُمَّ انْصَرَفَا وَذَلِكَ حَيثُ أَقولُ:
يُكَلِّفُهَا الغَيـــرانُ شَتْمِــي وَمَــا بِهَا
هَوانِــــي وَلَكِنْ لِلمَليكِ اسَتَـــذَلَتِ
هَنيئًا مَريئًا غَيــــرَ دَاءٍ مخَامـــــــرٍ
لِعزَّةِ مِــنْ أَعْرَاضِــنَا مَـــا اسَتَحَلَّتِ
فَـإِنْ تَكُنْ العُتْبَـــى فَأَهْــلًا وَمَرْحَبًا
وَحُقَّتْ لَهَا العُتْبَـــى لَدَينَا وَقَلَّــــتِ
أَسِيئِـــي بِنَا أَوْ أَحْسِنِــي لا مَلُومَـةً
لَدَينَا ولا مَــــقْلِيّـــــةً إِنْ تَقَلَّــــــتِ
وَلَكِنْ أَنيلِي وإِذْكُرِي مِـــــنْ مَــودَّةٍ
لَنا خُلَّةً كَانَـــــتْ لَديكُـــــمْ فَضَلَّتِ
وَإِنِّي وَإِنْ صَــدَّتْ لَمُثْنٍ وَصَــــادِقٌ
عَلَيـــهَا بِمَـا كَانَــــــــتْ إِلينَا أَزَلَّـتِ
فَمَا أَنا بِالدَّاعِــــي لِعَـــــــزَّةَ بِالرَّدَى
ولا شَامِـــتٍ إِنْ نَعْلُ عَـــــــزَّةً زلَّتِ
فَلا يَحْسَبِ الوَاشُـــونَ أَنَّ صَبَابَتِي
بِعَـــــزّة كَانَـــتْ غَمْـــــرَةً فَتَجَلَّــتِ
فَأَصبَحْتُ قَــدْ أَبْلَلْتُ مِـنْ دَنَفٍ بِهَا
كَمـــا أُدنِفَتْ هَيـــمَاءُ ثَــمَّ اسْتَبَلَّتِ
فَوَاللهِ ثُــــمَّ اللهِ لا حَـــــــلَّ بَعْدَهَا
وَلا قَبْلَهَا مِــــن خُلَّـةٍ حَيــث حلَّتِ
وَمَا مَــــرَّ مِــنْ يَـــومٍ عَليَّ كَيَومِهَا
وَإِنْ عَظُمَتْ أَيَّـــامُ أُخـــرى وَجَلَّتِ
وَحَلَّتْ بِأَعلى شَاهِـــــقٍ مِنْ فُؤَادِهِ
فَلا القَلبُ يَسْلاهَا وَلا النَّفْسُ مَلَّتِ
===============
مُلاحظة: القَصيدة جَاءَت فِي (42) بَيتًا نَقَلنا رُبعهَا فَقَط.
T.me/Ahadeth_Alshoara
سَأَلَ عَبد المَلك بِنْ مَروان "كُثيِّر عزَّة" -الشَّاعر المَعروف- عَنْ أَعْجَب خَبرٍ لَهُ مَعَ "عزَّة"
فَقَالَ: يَا أَمير المُؤمِنينَ، حَجَجْتُ سَنَةً، وَحَجَّتْ "عزَّة" مَع زَوجِها، وَلَم يَعلَم أَحدنا بِصَاحِبهِ، فَلَمَّا كُنَّا بِبعضِ الطَّريقِ أَمَرهَا زَوجَهَا بِابْتيَاعِ سمَن تَصلح بِهِ طَعامًا لِرِفقَتهِ، فَجَعَلتْ تَدورُ الخِيام خَيمَةً خَيمَة، حَتى دَخَلت إِليَّ، وَهيَّ لا تَعلَمُ أَنَّها خَيمَتِي، وَكُنتُ أبري سَهمًا، فَلَما رَأيتُها جَعَلتُ أبري لَحمِي، وَأَنظُرُ حَتى بَريتُ ذِراعِي وَأَنا لا أَعلمُ بِهِ، وَالدَّم يَجرِي، فَلَمَّا عَلِمت ذَلِك، دَخَلَت إِليَّ فَأَمْسَكَت يَدي، وَجَعَلَتْ تَمْسَحُ الدَّمَ بِثَوبِهَا، وَكَانَ عندي نِحيُ -وعاء- سمَن فَحَلَفْتُ لَتَأخُذَنَّهُ؛
فَأَخذَتهُ وَجَاءَت زَوجَهاَ، فَلَمَّا رَأى الدَّم سَأَلها عَن خَبرهِ فَكَاتَمتهُ، حَتى حَلفَ عَليهَا لَتصدقَنهُ. فَصَدقَتهُ فَضَرَبهَا، وَحَلَف عَليهَا لَتَشْتُمَنِي فِي وَجْهِي، فَوقَفَت عَلَيَّ وَهو مَعَها وَقَالَتْ لِي وَهي تَبْكِي: يَا إِبْنَ الزَّانية ! ثُمَّ انْصَرَفَا وَذَلِكَ حَيثُ أَقولُ:
يُكَلِّفُهَا الغَيـــرانُ شَتْمِــي وَمَــا بِهَا
هَوانِــــي وَلَكِنْ لِلمَليكِ اسَتَـــذَلَتِ
هَنيئًا مَريئًا غَيــــرَ دَاءٍ مخَامـــــــرٍ
لِعزَّةِ مِــنْ أَعْرَاضِــنَا مَـــا اسَتَحَلَّتِ
فَـإِنْ تَكُنْ العُتْبَـــى فَأَهْــلًا وَمَرْحَبًا
وَحُقَّتْ لَهَا العُتْبَـــى لَدَينَا وَقَلَّــــتِ
أَسِيئِـــي بِنَا أَوْ أَحْسِنِــي لا مَلُومَـةً
لَدَينَا ولا مَــــقْلِيّـــــةً إِنْ تَقَلَّــــــتِ
وَلَكِنْ أَنيلِي وإِذْكُرِي مِـــــنْ مَــودَّةٍ
لَنا خُلَّةً كَانَـــــتْ لَديكُـــــمْ فَضَلَّتِ
وَإِنِّي وَإِنْ صَــدَّتْ لَمُثْنٍ وَصَــــادِقٌ
عَلَيـــهَا بِمَـا كَانَــــــــتْ إِلينَا أَزَلَّـتِ
فَمَا أَنا بِالدَّاعِــــي لِعَـــــــزَّةَ بِالرَّدَى
ولا شَامِـــتٍ إِنْ نَعْلُ عَـــــــزَّةً زلَّتِ
فَلا يَحْسَبِ الوَاشُـــونَ أَنَّ صَبَابَتِي
بِعَـــــزّة كَانَـــتْ غَمْـــــرَةً فَتَجَلَّــتِ
فَأَصبَحْتُ قَــدْ أَبْلَلْتُ مِـنْ دَنَفٍ بِهَا
كَمـــا أُدنِفَتْ هَيـــمَاءُ ثَــمَّ اسْتَبَلَّتِ
فَوَاللهِ ثُــــمَّ اللهِ لا حَـــــــلَّ بَعْدَهَا
وَلا قَبْلَهَا مِــــن خُلَّـةٍ حَيــث حلَّتِ
وَمَا مَــــرَّ مِــنْ يَـــومٍ عَليَّ كَيَومِهَا
وَإِنْ عَظُمَتْ أَيَّـــامُ أُخـــرى وَجَلَّتِ
وَحَلَّتْ بِأَعلى شَاهِـــــقٍ مِنْ فُؤَادِهِ
فَلا القَلبُ يَسْلاهَا وَلا النَّفْسُ مَلَّتِ
===============
مُلاحظة: القَصيدة جَاءَت فِي (42) بَيتًا نَقَلنا رُبعهَا فَقَط.
T.me/Ahadeth_Alshoara