القلوب التي ختم الله عليها لايمكن أن تهتدي مهما كان حتى وإن رأت المعجزات في ميدان الصراع مع الباطل ، معجزات أهل الحق ، التدخلات الإلهية التي تُرى يوما بعد الآخر مع أولياء الله ، الانتصارات الكبيرة التي تفوق التصور والخيال ، كذلك شواهد الباطل الكثيرة وجرائمه التي لاتحصى والتي تدل على باطل أهلها وضلالهم ، كلها حجج على الإنسان ، وعلى أصحاب القلوب الضالين الذين اختاروا أن يعيشوا ضد إرادة الله ، وهذه القلوب ختم عليها بسبب اختيارها وتصرفاتها وأعمالها والتي يسأل الإنسان عنها يوم القيامة ، لم يختم على هذه القلوب بقرار سابق من الله لأنه لا يريد لعباده أن يهتدوا حاشاه لا : " إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم " يختم على القلب بسبب جحوده وكفره بالحق والحقيقة ، بسبب بعده عن الله ، بسبب تعطيل صاحبه لوظيفة العقل الذي يفكر والقلب الذي يتدبر يكون هذا الختم عقوبة من الله بسبب البعد عنه وهكذا يكون العقاب : "كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " من يتكبر من يغتر بنفسه.. من لا يريد أن يهتدي . .من لا يسمع نداء الله.. من يشاهد الباطل ويختار الحياد أو يناصره ، من لايتدبر ويفكر بمنطق ويعقل ويسلك طريق الحق والرشاد ، وقد تبينت له الآيات وشاهد المعجزات التي تتحقق على يد أولياء الله كل يوم ، وشاهد شواهد الباطل تدل على فساد عقيدة أهله تكون النتيجة أن يختم الله على قلبه : "أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم" ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يهتدي لو اجتمعت الجن والإنس والأنبياء لهدايته لايمكن أن يهتدي إن لم يهتد بالقرآن ويضع عين عليه وعين على الأحداث ، والإنسان هو الذي يختار لنفسه إما طريق الحق والهداية ، وإما طريق الباطل والغواية .
#نبيل_بن_جبل