تزوَّج أبو العباس السفاح أم سَلمة المخزومية واشترطَتْ عليه ألا يتزوَّج عليها ولا يتسرَّى بجارية.
دخَل خالد بن صفوان على السَّفاح فوجده خاليًا، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أترقَّب منذ تقلدتَّ الخلافة أن أجدك خاليا فألْقِي إليك ما أريده.
قال: فاذكُر حاجتك.
قال: يا أمير المؤمنين، إني فكرتُ في أمرِك، فلم أر مَن هو في مثل قدرِك أقل استمتاعًا بالنساء، وقد ملكَتْ على نفسك امرأةٌ واحدة، واقتصرتَ عليها، فإن مَرِضَت مرضتَّ، وإن غابَت غِبتَ، وإن غضبَتْ حُرِمتَ.
وإنما التلذّذ باستطراف الجواري، ومعرفة اختلاف أحوالهن، والاستمتاع بهن.
فلو رأيتَ الطويلة البيضاء، والسمراء اللفَّاء، والصفراء العجزاء، والغنجة الكحلاء، والمُولَّدات من المدنيات، والملاح من القُندُهاريّات، ذوات الألسن العذبة، والقدود المهفهفة، والثُّدِيّ المُحقَّقة!!
وجعل خالد بعذوبة لفظه واقتداره على الوصف يزيد في قوله.
فلما فرغ من كلامه قال السفاح له: والله يا خالد ما سلك سمعي قط كلام أحسن من هذا، أعِد عليَّ قولك فقد حرَّك مني ساكنا!
بقي السفاح مفكرًا عامة نهاره في حديث خالد
ثم دخلَت عليه أم سلمة، فلما رأته دائم الفكر كثير السهو قليل النشاط قالت: إني أنكِرُك يا أمير المؤمنين، فهل حدَثَ ما تكرهه؟
ولم تزل به حتى حدَّثها بخبر خالد بن صفوان.
قالت: فما قلت لابن الفاعلة؟!
قال لها: سبحان الله! رجل نصحني تَسُبِّينه!
فخرجَت من عنده متميِّزة غضبا، وأرسلَتْ إلى خالد جماعةً من غلمانها ومعهم العُصِيّ، وأمَرَتْهم ألا يتركوا فيه عضوا صحيحًا.
وكان خالد قد انصرَف من عند السفاح وهو على غاية السرور بما رأى من الإعجاب بحديثه، وقعد على باب داره يتوقَّع جائزته، فلم يشعر إلا بالغلمان وتحقَّق مجيئهم بالجائزة، فلما وقفوا على رأسه سألوه عن ابن صفوان فقال: أنا هو فأهوَى بعضُهم بهراوته إليه، فوثب خالد ودخل داره، وغلق بابه واستتر ، وعرف هفوته وزَلّته في فعله وكلامه، وعلم من أين أُتِي
مكث خالد أيامًا مستترا، فإذا بجماعة من خدم السفاح قد هجموا عليه، فقالوا: أجِب أمير المؤمنين! فأيقَن بالهلكة، وركب معهم وهو بلا دم.
فلما دخل عليه وسلَّم فردَّ عليه، سكنَت نفسُه بعض السكون، وأومأ إليه بالجلوس فجلس، ونظر خالد فإذا خلف ظهرِ السفاح باب عليه ستور قد أرْخِيَت، وأحسَّ بحركةٍ خلفَه، فعلم أنها زوجته.
ثم قال السفاح : يا خالد، لم أرك منذ أيام، فاعتلَّ عليه
فقال له: ويحك، إنك وصفتَ لي آخر يوم كنت عندي فيه من أمرِ النساء والجواري ما لم يخرق سمعي قط مثله؛ فأعِده عليَّ.
قال: نعم، أعلمتك يا أمير المؤمنين أن العرب اشتقَّت اسم الضرتين من الضُّرّ
وأن أحدهم لم يكن عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في جهد وكدّ.
، قال السفاح: ويحك، لم يكن هذا في كلامك.
قال: بلى، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي القدر تغلي عليهن!
قال السفاح: برِئْتُ من قرابتي من رسول الله إن كنت سمعتُ هذا منك في حديث.
قال: بلى، وأخبرتك أن الأربع من النساء شر مجموع لمن كن عنده، يُهرِمنه وينغّصْن عليه عيشه، ويُشيّبنه قبل حينه.
قال السفاح: والله ما سمعت هذا قط منك ولا من غيرك.
قال: بلى يا أمير المؤمنين لقد قلت.
قال: ويلك تكذّبني؟!
قال: يا أمير المؤمنين، فتريد قتلي؟!
فسمع ضحكا شديدا وراء الستر،
فقال خالد: وأعلمتُك أن عندك ريحانة قريش، وأنه لا يجب أن تطمح نفسك إلى غيرها من النساء، فسمع من وراء الستر صوت يقول: "صدقتَ والله يا عَمّاه، ولكنه غير حديثك ونطق عن لسانك، فقال أبو العباس: مالك قاتلك الله، وفعل بك وفعل؟ قال: وانسللت،
وخرج خالد إلى منزله ، فلم يصل إليه حتى وجَّهَتْ إليه أم سلمة بعشرة آلاف درهم وبرذون وتخت
📘 الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
📍قناة الدين النصيحة الدعوية على التليجيرام
⤵ رابط القناة:- ⤵
👉 💢
https://t.me/joinchat/AAAAAFD8bTcYsIY5y67Q4w 💢