نقلا عن صحيفة الخبر
https://alkhabaralyemeni.net/2023/10/31/241765/لماذا طلبت السعودية من إسرائيل سرعة القضاء على حماس
في مؤتمر صحفي قبل يومين قال رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “”أصدقاؤنا في الدول العربية والعالم يعرفون أننا إن لم ننتصر فسيأتي دورهم”!! “
زكريا الشرعبي-الخبر اليمني:
مبعوث البيت الأبيض السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس كشف أيضا في مقال على صحيفة نيويورك تايمز أن كيان العدو الإسرائيلي ليس الوحيد الذي يعتقد أن عليه هزيمة حماس.
وقال روس: خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع المسؤولين العرب في مختلف أنحاء المنطقة الذين أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة. وأوضحوا أنه إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي النفوذ والزخم لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي.
وأشار روس إلى أن “القادة العرب أدركوا أنه مع انتقام إسرائيل وتزايد الخسائر والمعاناة الفلسطينية، فإن مواطنيهم سوف يغضبون ويحتاجون إلى أن يُنظر إليهم على أنهم يدافعون عن الفلسطينيين، على الأقل خطابيا.”
وقبل أن نجهد تفكيرنا في استنتاج من هم أصدقاء إسرائيل العرب الذين يريدون القضاء على حماس، جاء الجواب سريعا من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والصديق المفضل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال ضمن مقابلة على قناة فوكس نيوز بعد زيارة له إلى السعودية: “السعوديون غاضبون مما قامت به حماس، لذلك هم يرغبون في أن تنجز “إسرائيل” مهمتها لضمان القضاء على #حماس!”
لم تصدر السعودية أي تعليق حتى الآن حول ما صرح به كوشنر، واعتقد أنها لن تفعل لعدد من الأسباب:
أولا: ما فعلته حماس أجهض مساعي التطبيع بين السعودية وكيان العدو الإسرائيلي والتي كان السعوديون يطمعون فيها بالحصول على اتفاقية دفاعية مع واشنطن، ولا يبدو أن مثل هذه الصفقة ستنجح على الأقل فيما تبقى من فترة إدارة بايدن.
ثانيا: يعتبر السعوديين حماس أحد أطراف محور المقاومة وانتصارها في فلسطين يمثل نموذجا لانتصارات المحور ويحرمهم من فرصة مساومة إسرائيل بإمكانية تحقيق اتفاق بينها وبين الفلسطينيين اعتمادا على علاقتهم بالسلطة الفلسطينية التي فقدت شعبيتها وشرعيتها.
في المقابل فإن القضاء على حماس سيجعل صفقة التطبيع ممكنة أكثر ويعتقد السعوديون أنه سيحقق ما وصفته سفيرتهم في واشنطن ريما بنت بندر بـ “التكامل والاندماج مع إسرائيل” كما أنهم يعتقدون أنه سينهي عقيدة “القتال من أجل فلسطين” التي تجمع محور المقاومة، وسيؤدي إلى تفكك المحور وهو طموح محمد بن سلمان الذي عجز عن تحقيقه
قال مدير وكالة المخابرات الأمريكية السابق جون برينان، “عندما أطلق محمد بن سلمان عاصفة الحزم أخبرني أنه سينتهي من اليمن خلال أسابيع قليلة وسينتقل إلى الشمال”، في إشارة إلى حزب الله وفصائل المقاومة العراقية وسوريا .
ثالثا: لطالما مثلت القضية الفلسطينية صداعا للسعوديين إلى حد تعبير لجانهم الإلكترونية في أكثر من مرة أن فلسطين ليست قضيتهم، وهذا الصداع ليس من اليوم ولكن منذ عقود وإن كان تعامل السعودية الظاهري مختلف إلى حد ما حيث لم يكن أحد في الرياض يجرؤ على التصريح بالعداء لفلسطين خشية من أن تفقد السعودية مكانتها، غير أن تقديم السعودية نفسها كقائد للعالم الإسلامي فشل دائما أمام اختبار هذه القضية، ولطالما اصطدم نفاقها بالحقائق التي كان يعبر عنها الناس والقيادات الفلسطينية.
لا غرابة إذا من الموقف السعودي، فهو موقف ينسجم مع تطلعات المحور الأمريكي، كما أنه ينسجم مع عداءها العلني لحركة حماس حيث قامت بتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية في العام 2016م واعتقلت عددا من قياداتها.
ولا غرابة أيضا في ذهاب السعودية نحو إعلان موسم الترفيه والرقص على أشلاء الفلسطينيين، والإعلان أن ما يحدث من إبادة جماعية يقوم بها الكيان المجرم ضد أبناء غزة، لا يعني توقف الترفيه والرقص.
الغرابة هي أن يطرح الناشطون السعوديون أسئلة من قبيل :أين إيران وأين حزب الله ولماذا لا يقاتلون إسرائيل، وفي الوقت الذي يطوف وزير الخارجية الإيراني العالم بهدف وقف العدوان على غزة ويقدم حزب الله الشهداء في الاشتباكات مع كيان العدو الإسرائيلي، يلتقط بن سلمان صورة مع رونالدو ويدشن الرياضة الإلكترونية.
لا غرابة أيضا في اعتراض السعودية لصاروخ أطلقته اليمن باتجاه كيان العدو الإسرائيلي ولا في تنسيق بن سلمان مع بايدن على المبادرات العسكرية لردع أي طرف يريد مناصرة فلسطين,