تعتمد الطائفة الكرامية في التفسير على الكلبي، وذلك لأن إمامهم ابن كرام وقعت له روايته، فاعتمد عليه، فسلكوا مسلكه وجعلوه دينا لهمن، وقد رام بعض أئمة الكرامية تقوية شأن الكلبي واحتج برواية الثوري عنه، ولم تكن الطائفة الكرامية تحسن الحديث، ولا تعرف أصوله، بل نسب إليهم القول بتجويز الوضع والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم في الفضائل ونحوها، واحتجاجهم واحتجاج غيرهم ممن ركب هذا المركب مقلوب، فإنه قالوا النهي ورد عمن كذب عليه، ونحن نكذب له... وأما استدلالهم برواية الثوري عن الكلبي فهو مسلك سلكه كل من رام تقوية ضعيف أو متروك، ومثله: تقوية بعض العلماء للواقدي، والاستدلال على ذلك برواية الشافعي عنه، وتقوية جابر الجعفي والاستدلال على ذلك برواية أبي حنيفة عنه.. وممن قوى الواقدي: أبو الفتح ابن سيد الناس وابن دقيق العيد ومغلطاي، ومن المتأخرين: التهاوني، ومغلطاي أشدهم تعصبا له، وقد سلك هذا المسلك في تقويته، قال الحافظ ابن حجر: وقد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه ووثقه ، وسكت عن ذكر من وهاه واتهمه ، وهم أكثر عددا وأشد إتقانا ، وأقوى معرفة به من الأولين . ومن جملة ما قواه به : أن الشافعي روى عنه . وقد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه . ولا يقال : فكيف روى عنه ؟ لأنا نقول : رواية العدل ليست بمجردها توثيقا ، فقد روى أبو حنيفة عن جابر الجعفي ، وثبت عنه أنه قال : ما رأيت اكذب منه..