[الاعتذار للعلماء المعاصرين في مخالفة معتمد المذهب]
هذا جواب لأسئلة متكررة عن بعض العلماء المعاصرين الذين خالفوا معتمد المذهب في مسائل فرعية .
منها لماذا خالف الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله معتمد المذهب ؟
ومنها أيضا هل تعمد الشيخان كتمان معتمد المذهب ؟
وهل هما ممن يجوز تجهيلهما في المذهب ؟
وبدايته الإنصاف حلة الأشراف
والانصاف من الدين
وهذا جواب لما تقدم
فنقول وبالله التوفيق ..
1. إن الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله تعالى هما من علماء المذهب الحنبلي فقد تتلمذا على فقهاء المذهب كالشيخ السعدي ومحمد بن ابراهيم آل الشيخ وكونهما من فقهاء المذهب لا ينكره إلا من هو جاهل بحالهما وحال شيوخهما وما قرأا من كتب المذهب، وقد صرح ابن باز رحمه الله أنه حنبلي المذهب في أصول الإمام وله اختياراته .
2. أن الشيخين ابن عثمين وابن باز رحمهما الله ليسا أول من خالف معتمد المذهب مع أننا ندعو إلى التزام معتمد المذهب في التدريس، فهذا الموفق والحجاوي وغيرهما وقبلهم ابن عقيل الحنبلي ومما نقل عنه الذهبي قال : قال السلفي: "ولقد تكلم يومًا مع شيخنا أبي الحسن الكيا الهرّاسي في مسألة، فقال شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال: أنا لي اجتهادٌ، متى ما طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقوم له بحجتي، فقال له شيخنا: كذلك الظنُّ بك".
ومن قرأ كتب المذهب يعلم جيدًا أن مجتهدي المذهب يخالفون المعتمد بما يظهر لهم من الدليل .
3. أن الشيخ العثيمين لم يتكتم على بيان معتمد المذهب ومن استمع للشرح الممتع وقرأ تفريغه يرى بوضوح قول الشيخ مثلا ( قال الأصحاب كذا ، والمذهب كذا ) وعندما يقول ( والصواب ) فمعناه اختياره ( مع التنبيه أن الشيخ خالف وخرج عن المذهب بالكلية في آحاد المسائل وتابع في ذلك تقي الدين رحم الله الجميع ) .
ويحسن بي هنا أن أنقل بعض اقاويل الذهبي في إنصاف العلماء
قال في سير أعلام النبلاء (14/39):
"ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة".
وقال أيضاً (14/376): "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه "
ومعلوم عند كل مسلم أن الجميع بشر معرضون للخطأ؛ فمن التمس الأعذار لغيره من المسلمين علماء وعامة فسيهيء الله تعالى من يذب عنه ويدافع عنه .
وقد تعلمنا من مشايخنا إذا قرأنا قولًا لعالم أو سمعنا مقولة لا نتكلم بها جرًا ولاتعديلاً بل نوجهها أحسن توجيه ونحملها على أحسن الوجوه .
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
13 / شوال / 1440
16 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji
هذا جواب لأسئلة متكررة عن بعض العلماء المعاصرين الذين خالفوا معتمد المذهب في مسائل فرعية .
منها لماذا خالف الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله معتمد المذهب ؟
ومنها أيضا هل تعمد الشيخان كتمان معتمد المذهب ؟
وهل هما ممن يجوز تجهيلهما في المذهب ؟
وبدايته الإنصاف حلة الأشراف
والانصاف من الدين
وهذا جواب لما تقدم
فنقول وبالله التوفيق ..
1. إن الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله تعالى هما من علماء المذهب الحنبلي فقد تتلمذا على فقهاء المذهب كالشيخ السعدي ومحمد بن ابراهيم آل الشيخ وكونهما من فقهاء المذهب لا ينكره إلا من هو جاهل بحالهما وحال شيوخهما وما قرأا من كتب المذهب، وقد صرح ابن باز رحمه الله أنه حنبلي المذهب في أصول الإمام وله اختياراته .
2. أن الشيخين ابن عثمين وابن باز رحمهما الله ليسا أول من خالف معتمد المذهب مع أننا ندعو إلى التزام معتمد المذهب في التدريس، فهذا الموفق والحجاوي وغيرهما وقبلهم ابن عقيل الحنبلي ومما نقل عنه الذهبي قال : قال السلفي: "ولقد تكلم يومًا مع شيخنا أبي الحسن الكيا الهرّاسي في مسألة، فقال شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال: أنا لي اجتهادٌ، متى ما طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقوم له بحجتي، فقال له شيخنا: كذلك الظنُّ بك".
ومن قرأ كتب المذهب يعلم جيدًا أن مجتهدي المذهب يخالفون المعتمد بما يظهر لهم من الدليل .
3. أن الشيخ العثيمين لم يتكتم على بيان معتمد المذهب ومن استمع للشرح الممتع وقرأ تفريغه يرى بوضوح قول الشيخ مثلا ( قال الأصحاب كذا ، والمذهب كذا ) وعندما يقول ( والصواب ) فمعناه اختياره ( مع التنبيه أن الشيخ خالف وخرج عن المذهب بالكلية في آحاد المسائل وتابع في ذلك تقي الدين رحم الله الجميع ) .
ويحسن بي هنا أن أنقل بعض اقاويل الذهبي في إنصاف العلماء
قال في سير أعلام النبلاء (14/39):
"ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة".
وقال أيضاً (14/376): "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه "
ومعلوم عند كل مسلم أن الجميع بشر معرضون للخطأ؛ فمن التمس الأعذار لغيره من المسلمين علماء وعامة فسيهيء الله تعالى من يذب عنه ويدافع عنه .
وقد تعلمنا من مشايخنا إذا قرأنا قولًا لعالم أو سمعنا مقولة لا نتكلم بها جرًا ولاتعديلاً بل نوجهها أحسن توجيه ونحملها على أحسن الوجوه .
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
13 / شوال / 1440
16 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji