Forward from: عـ💗ـبـق آلآنتضـಿـآر ³¹³
| تسبيحة الزمن
5
إيهاب هو الأخ الأكبر لسيف وحسام، ماتت والدتهم بعد وفاة زوجها بسنوات وتركتهم تحت رعاية
الأستاذة تسنيم والأستاذ بهاء منذ كانوا صغارا..
إلتقت تسنيم بأم إيهاب قبل ما يقارب ال20 عاماً، مّدت لها يد العون وبنت لها منزًلا صغيرا يأويها مع أولادها ويخلصهم من ذل الإيجار وصعوبة العيش، بقت تسنيم على تواصل مع هذه الانسانة المتعففة وساعدتها على إدخال أولادها الثلاثة إلى المدرسة..
اما اليوم فإن إيهاب الذي يبدو لك عندما تنظر إليه من الوهلة الأولى انه ابن العشرين عاما لكنه في الحقيقة صار يقترب كثيرا من عامه الثلاثين !
اشترى له الأستاذ بهاء سيارة صغيرة ليعمل بها سائق أجرة وكان ذلك منذ أن أكمل إيهاب دراسة
الثانوية العامة، وعندما طلب منه الزوجان أن يكمل الدراسة الجامعية رفض بشدة وأخبرهم بأنه
سيعمل ليعين أخويه في إكمال دراستهما..
وها هما الآن (سيف وحسام) كل منهما يعمل - معاون طبيب - في مشفى المدينة بعد تخرجهما من المعهد الطبي ، بقى الأخوة الثلاثة من غير زواج بل ولم يفتحوا هذا الموضوع فيما بينهم أبدا!!
ّ ً
حاول بهاء مرارا أن يُقنع الأخ الأكبر بالزواج إلا أن إيهاب كان يؤجل الموضوع متعللاً بأخويه!
اما الآن وبالذات بعد أن ذهب علي وأخواته تاركين المنزل على أجمل ما يكون صار إيهاب يفكر بأمر زواج أحدهم!
قال وكأنه ينظر إلى المستقبل القريب :
- يجب على أحدنا أن يتزوج..
فغر سيف فاههُ ثم قال مازحا :
- هل وضعت لك تلك الفتاة شيئًا في الطعام!
نظر إليه إيهاب بحزن وهو يقول :
- لقد ذكرتني تلك الفتاة بوالدتي الغالية..
كان الطعام لذيذا جًدا..
طأطأ كل من سيف وحسام رأسيهما وهما يرددان :
- رحمها الله تعالى.
حاول سيف وكان يمتاز بروح الفكاهة أن يخفف من حزن أخيه بالقول :
- أنت من عليك أن تتزوج ولسنا نحن!
جاءه صوت إيهاب وكأنه رجل في الخمسين من عمره :
- لا عليكما بي! الزمن زمنكما انتما ،فما زلتما في ريعان الشباب ولا أريد أن يفوتكما القطار كما...
صمت إيهاب ولم يُكمل في حين أنه كاد أن يقول : كما فاتني!
عرف أخواه ما كان يريد قوله فقال حسام بتأثر :
- والله يا اخي لا أتزوج حتى تجد لنفسك بنت الحلال وتتزوج، بعدها قد أفكر أنا بالزواج ..
قال سيف وهو لا ينفك عن الضحك والاستهزاء :
- الله .. الله.. ستتزوجان وتتركاني غارقا في العزوبية!
ضربه حسام على كتفه وهو يقول :
- أراك ستتزوج حتى قبل أخيك الأكبر .. صح؟
قال سيف وقد توقف عن الضحك لكن الابتسامة ما تزال مرسومة على محياه :
- وما العيب من ذلك؟ انتما فقط أعطياني الضوء الأخضر وسآتي ببنت الحلال التي تكون شريكة لي وخادمة لكما.
قال إيهاب بمزيد من الجد :
- لا نريدها خادمة لنا.. يجب أن تكون هناك امرأة في هذا البيت تعيد له حيويته ونشاطه، لذلك قلت عليكما أن تتزوجا.. مفهوم؟
عاد سيف لروح المزاح وهو يقول :
- عندي فكرة جهنمية!
قال حسام بلهفة :
- ما هي؟ أسعفنا!
أجاب سيف وهو يعتدل في جلسته :
- لماذا لا نستأجر (خادمة) من أحد مكاتب تأجير الخدم؟!
قام حسام من مكانه وضربه بالوسادة على رأسه وهو يردد :
- ألا تترك مزاحك السخيف هذا؟! أخوك يقول (تزوجا) وأنت تقول (خادمة) يا لك من سفيه!
وهنا ابتسم إيهاب لأول مرة في هذه الجلسة وهو يضرب كفًيه - فعًلا شر البلية ما يُضحك!
قال سيف وقد بدى جادا هذه المرة :
- ولكن لماذا (شر البلية) يا أخي؟ وما بها الخادمة؟!
قال إيهاب محاولا إنهاء الحديث :
- من ترضى أن تخدم في بيت يسكنه ثلاثة شباب دون امرأة بينهم؟ حتى لو كانت تلك الخادمة عجوزا فلا أظنها سترضى!
تساءل سيف متحمسا :
- وما الحل إذًا ؟!
جاءه صوت إيهاب حادا وصارما :
-الحل أن يتزوج احدكما ثم بعد فترة يتزوج الآخر ..
خفض الاثنان رأسيهما حياءا ثم قال حسام وقد هَّم بالقيام :
- لن أتزوج قبلك يا أخي.
شعر سيف بالاحراج فصار لزاًما عليه أن يردد هو الآخر ما قاله حسام، قال بعد هنيهة من الصمت
- أنا أيضا لن أتزوج قبلك يا إيهاب!
5
إيهاب هو الأخ الأكبر لسيف وحسام، ماتت والدتهم بعد وفاة زوجها بسنوات وتركتهم تحت رعاية
الأستاذة تسنيم والأستاذ بهاء منذ كانوا صغارا..
إلتقت تسنيم بأم إيهاب قبل ما يقارب ال20 عاماً، مّدت لها يد العون وبنت لها منزًلا صغيرا يأويها مع أولادها ويخلصهم من ذل الإيجار وصعوبة العيش، بقت تسنيم على تواصل مع هذه الانسانة المتعففة وساعدتها على إدخال أولادها الثلاثة إلى المدرسة..
اما اليوم فإن إيهاب الذي يبدو لك عندما تنظر إليه من الوهلة الأولى انه ابن العشرين عاما لكنه في الحقيقة صار يقترب كثيرا من عامه الثلاثين !
اشترى له الأستاذ بهاء سيارة صغيرة ليعمل بها سائق أجرة وكان ذلك منذ أن أكمل إيهاب دراسة
الثانوية العامة، وعندما طلب منه الزوجان أن يكمل الدراسة الجامعية رفض بشدة وأخبرهم بأنه
سيعمل ليعين أخويه في إكمال دراستهما..
وها هما الآن (سيف وحسام) كل منهما يعمل - معاون طبيب - في مشفى المدينة بعد تخرجهما من المعهد الطبي ، بقى الأخوة الثلاثة من غير زواج بل ولم يفتحوا هذا الموضوع فيما بينهم أبدا!!
ّ ً
حاول بهاء مرارا أن يُقنع الأخ الأكبر بالزواج إلا أن إيهاب كان يؤجل الموضوع متعللاً بأخويه!
اما الآن وبالذات بعد أن ذهب علي وأخواته تاركين المنزل على أجمل ما يكون صار إيهاب يفكر بأمر زواج أحدهم!
قال وكأنه ينظر إلى المستقبل القريب :
- يجب على أحدنا أن يتزوج..
فغر سيف فاههُ ثم قال مازحا :
- هل وضعت لك تلك الفتاة شيئًا في الطعام!
نظر إليه إيهاب بحزن وهو يقول :
- لقد ذكرتني تلك الفتاة بوالدتي الغالية..
كان الطعام لذيذا جًدا..
طأطأ كل من سيف وحسام رأسيهما وهما يرددان :
- رحمها الله تعالى.
حاول سيف وكان يمتاز بروح الفكاهة أن يخفف من حزن أخيه بالقول :
- أنت من عليك أن تتزوج ولسنا نحن!
جاءه صوت إيهاب وكأنه رجل في الخمسين من عمره :
- لا عليكما بي! الزمن زمنكما انتما ،فما زلتما في ريعان الشباب ولا أريد أن يفوتكما القطار كما...
صمت إيهاب ولم يُكمل في حين أنه كاد أن يقول : كما فاتني!
عرف أخواه ما كان يريد قوله فقال حسام بتأثر :
- والله يا اخي لا أتزوج حتى تجد لنفسك بنت الحلال وتتزوج، بعدها قد أفكر أنا بالزواج ..
قال سيف وهو لا ينفك عن الضحك والاستهزاء :
- الله .. الله.. ستتزوجان وتتركاني غارقا في العزوبية!
ضربه حسام على كتفه وهو يقول :
- أراك ستتزوج حتى قبل أخيك الأكبر .. صح؟
قال سيف وقد توقف عن الضحك لكن الابتسامة ما تزال مرسومة على محياه :
- وما العيب من ذلك؟ انتما فقط أعطياني الضوء الأخضر وسآتي ببنت الحلال التي تكون شريكة لي وخادمة لكما.
قال إيهاب بمزيد من الجد :
- لا نريدها خادمة لنا.. يجب أن تكون هناك امرأة في هذا البيت تعيد له حيويته ونشاطه، لذلك قلت عليكما أن تتزوجا.. مفهوم؟
عاد سيف لروح المزاح وهو يقول :
- عندي فكرة جهنمية!
قال حسام بلهفة :
- ما هي؟ أسعفنا!
أجاب سيف وهو يعتدل في جلسته :
- لماذا لا نستأجر (خادمة) من أحد مكاتب تأجير الخدم؟!
قام حسام من مكانه وضربه بالوسادة على رأسه وهو يردد :
- ألا تترك مزاحك السخيف هذا؟! أخوك يقول (تزوجا) وأنت تقول (خادمة) يا لك من سفيه!
وهنا ابتسم إيهاب لأول مرة في هذه الجلسة وهو يضرب كفًيه - فعًلا شر البلية ما يُضحك!
قال سيف وقد بدى جادا هذه المرة :
- ولكن لماذا (شر البلية) يا أخي؟ وما بها الخادمة؟!
قال إيهاب محاولا إنهاء الحديث :
- من ترضى أن تخدم في بيت يسكنه ثلاثة شباب دون امرأة بينهم؟ حتى لو كانت تلك الخادمة عجوزا فلا أظنها سترضى!
تساءل سيف متحمسا :
- وما الحل إذًا ؟!
جاءه صوت إيهاب حادا وصارما :
-الحل أن يتزوج احدكما ثم بعد فترة يتزوج الآخر ..
خفض الاثنان رأسيهما حياءا ثم قال حسام وقد هَّم بالقيام :
- لن أتزوج قبلك يا أخي.
شعر سيف بالاحراج فصار لزاًما عليه أن يردد هو الآخر ما قاله حسام، قال بعد هنيهة من الصمت
- أنا أيضا لن أتزوج قبلك يا إيهاب!