حوار مع الشيخ ماهر علوش كيف تقرأ كلمة الجولاني الأخيرة وما الرسائل التي أراد إيصالها؟
بداية هذا الشخص حالم، ولا أعتقد أنه يمتلك الذكاء الكافي الذي يؤهله للقيام بما يقوم به وحده.. ربما يمكن وصفه بالعامية بمصطلح مشهور "فهلوي"، وهذا لا يعني أنه ذكي أبداً، لكنه يمتلك قدرات ومهارات في الكذب والمراوغة والخداع.
وإذا دخلنا بشيء من التفصيل إلى هذه الكلمة ينبغي أن نقف مع عدة نقاط:
بدايةً الجولاني وكما هو معلوم يعاني من تصدع داخلي في جماعته، وهناك تشققات كبيرة في التنظيم، والرجل لا يزال يعاني من سلسلة خسائر بدأت تحديداً مع إعلانه فك الارتباط عن تنظيم القاعدة، الأمر الذي أزعج الكثير من قادة الصف الأول في الجماعة، خاصة عندما علم الكثير من قيادات التنظيم أن فك الارتباط لم يكن كما قال لهم الجولاني من أنه تم بموافقة الظواهري.. منذ ذلك الحين والهيئة تخسر من صفوفها، وليس بالضرورة أن تتجسد خسارتها على شكل انشقاقات، فمجرد تململ المقاتلين أو عزوفهم عن العمل يمثل خسارة كبيرة لدى هذه التنظيمات، ثم جاءت موجة خسائر جديدة عقب المواجهات التي نشبت بين الهيئة وبين الفصائل الأخرى، وهذه الخسائر كانت قليلة نسبياً بسبب أن إيديولوجيا التنظيم لا تزال أكثر قرباً إلى القاعدة، بالرغم من المحاولات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى لإحداث بعض التغييرات التي يمكن وصفها بأنها أقرب إلى تغييرات شكلية، الهدف منها تغيير التموضع الشخصي للجولاني في أروقة الثورة ،ثم تبعتها بعد ذلك موجة خسائر أخرى أثناء المواجهات التي دارت بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية تحديداً، وذلك على اعتبار أن الحركة تنحدر بشكل أو بآخر من فصائل السلفية الجهادية، أو يمكن وصفها بأنها أكثر قرباً منها، مما جعل البعض يستنكر هذه المواجهة من أصلها، ثم تبعتها موجة خسائر أخرى أثناء المواجهات مع حركة نور الدين الزنكي، وذلك باعتبار أنها كانت شريك الأمس فكيف أصبحت عدو اليوم، وانهالت عليها أوصاف العمالة والتخوين، وهذا لاقى استهجاناً عند الكثير من قواعد التنظيم أيضاً، وقد كنا نتابع ذلك بشكل جيد حينها.. ربما لم تظهر ارتدادات هذا الاستياء بشكل مباشر، والسبب فيما أعتقد هو طبيعة القيادة التنظيمية التي لا تكاد تسمح للعناصر بالتمرد على القرارات التي لا يقتنعون بها.. ثم تبعتها موجة خسائر أكبر نسبياً بعد انتشار أخبار حدوث تفاهمات بين الهيئة والأتراك تسمح بدخول قوات الجيش التركي والتمركز في مناطق تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام.. وهذا كان له أصداء كبيرة داخل الهيئة التي كانت بالأمس أكثر الشرعيين والقادة فيها يكفرون الجيش التركي، وملأت منشوراتهم الصفحات وهم يتحدثون عن الجيش التركي العلماني، وكانوا قبل ذلك من أشد الممانعين للاستعانة بهم في قتال تنظيم الدولة، مما دعانا للرد عليهم برسالة علمية حينها.
هل تتوقع حدوث مواجهات بين القاعدة والجولاني ؟
أعتقد أن المواجهات لا مفرَّ منها، ومهما حاولت هذه الأطراف احتواء المشكلة القائمة بينها فلن تتمكن من ذلك.. فعلى الصعيد الشخصي الجولاني عنده طموح كبير وشغف في السلطة، وهذا يمنعه أن يكون جندياً عادياً أو قائداً عادياً في أي جماعة، وهذا بدوره يضعف من احتمالات حل الخلافات بين هذه الأطراف.. الأمر الآخر وهو مهم جداً: الجولاني تقدم خطوات للأمام في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته الشخصية، وارتكب موبقات بحسب رؤية التيار الآخر المختلف معه، طبعاً هذا بغض النظر عن موقفه الحقيقي من الخطوات التي قام بها.. المقصود أن هذه الأشياء بحسب أدبيات هذه التيارات لا يمكن معها إبرام أي تفاهمات، تماماً في سياق مشابه لما حدث بينه وبين تنظيم الدولة سابقاً.
إلى أين تتجه تحرير الشام؟
هيئة تحرر الشام انتهت وأصبحت من التاريخ.. وأعتقد أن الجولاني شخصياً انتهى، والأيام القادمة سوف تثبت ذلك.. الشمال السوري يتجه للدخول في طور جديد، وهو لا يزال في مرحلة التشكل.. المسألة مسألة وقت لا أكثر، وقد كنت أتوقع إعادة تشكل الشمال قبل نهاية العام، لكن يبدو أن الأمر قد يطول بعض الشيء، ربما نحن أمام أشهر صعبة جداً، الحرب هي السمة الأبرز فيها.. في الحقيقة لا أتمنى أن تكون قراءتي صحيحة، وأرجو من الله تعالى أن أكون مخطئاً في تصوراتي، فأن أكون مخطئاً أحب إلي من هذه السيناريوهات السوداء.
بداية هذا الشخص حالم، ولا أعتقد أنه يمتلك الذكاء الكافي الذي يؤهله للقيام بما يقوم به وحده.. ربما يمكن وصفه بالعامية بمصطلح مشهور "فهلوي"، وهذا لا يعني أنه ذكي أبداً، لكنه يمتلك قدرات ومهارات في الكذب والمراوغة والخداع.
وإذا دخلنا بشيء من التفصيل إلى هذه الكلمة ينبغي أن نقف مع عدة نقاط:
بدايةً الجولاني وكما هو معلوم يعاني من تصدع داخلي في جماعته، وهناك تشققات كبيرة في التنظيم، والرجل لا يزال يعاني من سلسلة خسائر بدأت تحديداً مع إعلانه فك الارتباط عن تنظيم القاعدة، الأمر الذي أزعج الكثير من قادة الصف الأول في الجماعة، خاصة عندما علم الكثير من قيادات التنظيم أن فك الارتباط لم يكن كما قال لهم الجولاني من أنه تم بموافقة الظواهري.. منذ ذلك الحين والهيئة تخسر من صفوفها، وليس بالضرورة أن تتجسد خسارتها على شكل انشقاقات، فمجرد تململ المقاتلين أو عزوفهم عن العمل يمثل خسارة كبيرة لدى هذه التنظيمات، ثم جاءت موجة خسائر جديدة عقب المواجهات التي نشبت بين الهيئة وبين الفصائل الأخرى، وهذه الخسائر كانت قليلة نسبياً بسبب أن إيديولوجيا التنظيم لا تزال أكثر قرباً إلى القاعدة، بالرغم من المحاولات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى لإحداث بعض التغييرات التي يمكن وصفها بأنها أقرب إلى تغييرات شكلية، الهدف منها تغيير التموضع الشخصي للجولاني في أروقة الثورة ،ثم تبعتها بعد ذلك موجة خسائر أخرى أثناء المواجهات التي دارت بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية تحديداً، وذلك على اعتبار أن الحركة تنحدر بشكل أو بآخر من فصائل السلفية الجهادية، أو يمكن وصفها بأنها أكثر قرباً منها، مما جعل البعض يستنكر هذه المواجهة من أصلها، ثم تبعتها موجة خسائر أخرى أثناء المواجهات مع حركة نور الدين الزنكي، وذلك باعتبار أنها كانت شريك الأمس فكيف أصبحت عدو اليوم، وانهالت عليها أوصاف العمالة والتخوين، وهذا لاقى استهجاناً عند الكثير من قواعد التنظيم أيضاً، وقد كنا نتابع ذلك بشكل جيد حينها.. ربما لم تظهر ارتدادات هذا الاستياء بشكل مباشر، والسبب فيما أعتقد هو طبيعة القيادة التنظيمية التي لا تكاد تسمح للعناصر بالتمرد على القرارات التي لا يقتنعون بها.. ثم تبعتها موجة خسائر أكبر نسبياً بعد انتشار أخبار حدوث تفاهمات بين الهيئة والأتراك تسمح بدخول قوات الجيش التركي والتمركز في مناطق تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام.. وهذا كان له أصداء كبيرة داخل الهيئة التي كانت بالأمس أكثر الشرعيين والقادة فيها يكفرون الجيش التركي، وملأت منشوراتهم الصفحات وهم يتحدثون عن الجيش التركي العلماني، وكانوا قبل ذلك من أشد الممانعين للاستعانة بهم في قتال تنظيم الدولة، مما دعانا للرد عليهم برسالة علمية حينها.
هل تتوقع حدوث مواجهات بين القاعدة والجولاني ؟
أعتقد أن المواجهات لا مفرَّ منها، ومهما حاولت هذه الأطراف احتواء المشكلة القائمة بينها فلن تتمكن من ذلك.. فعلى الصعيد الشخصي الجولاني عنده طموح كبير وشغف في السلطة، وهذا يمنعه أن يكون جندياً عادياً أو قائداً عادياً في أي جماعة، وهذا بدوره يضعف من احتمالات حل الخلافات بين هذه الأطراف.. الأمر الآخر وهو مهم جداً: الجولاني تقدم خطوات للأمام في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته الشخصية، وارتكب موبقات بحسب رؤية التيار الآخر المختلف معه، طبعاً هذا بغض النظر عن موقفه الحقيقي من الخطوات التي قام بها.. المقصود أن هذه الأشياء بحسب أدبيات هذه التيارات لا يمكن معها إبرام أي تفاهمات، تماماً في سياق مشابه لما حدث بينه وبين تنظيم الدولة سابقاً.
إلى أين تتجه تحرير الشام؟
هيئة تحرر الشام انتهت وأصبحت من التاريخ.. وأعتقد أن الجولاني شخصياً انتهى، والأيام القادمة سوف تثبت ذلك.. الشمال السوري يتجه للدخول في طور جديد، وهو لا يزال في مرحلة التشكل.. المسألة مسألة وقت لا أكثر، وقد كنت أتوقع إعادة تشكل الشمال قبل نهاية العام، لكن يبدو أن الأمر قد يطول بعض الشيء، ربما نحن أمام أشهر صعبة جداً، الحرب هي السمة الأبرز فيها.. في الحقيقة لا أتمنى أن تكون قراءتي صحيحة، وأرجو من الله تعالى أن أكون مخطئاً في تصوراتي، فأن أكون مخطئاً أحب إلي من هذه السيناريوهات السوداء.