انقراض النساء | محمد حنيف
"كمتمرّنة بعد التخرج، عملتْ "أليس" في قسم الطوارئ والحوادث لستّة أشهر، ولم يمضِ يوم واحد، ولو يومٌ واحد، لم ترَ فيه امرأةً أطلق عليها الرصاص أو ذُبِحتْ أو شُنقتْ أو خُنقتْ أو سُمّمتْ أو أحرقتْ أو دُفنتْ حيّة. زوجٌ مرتاب، أخٌ يحمي شرفه، أبٌ يحمي شرفه، ابنٌ يحمي شرفه، عشيقٌ مهجورٌ ينتقم لشرفه، مزارعون متخاضمون يسوّون خلافاتهم المائيّة، مرابون يجمعون أرباحهم: معظم خلافات الحياة كما بدا لها كانت تُحلّ عبر القيام بمختلف الأفعال تجاه جسد امرأة. المرأة كانت شيئاً تحصل عليه كفكّة نقود في صفقة تُعقد في زاوية شارع. نادراً، لكن نادراً جدّاً، وُجدتْ امرأةٌ ما سجّلت هدفاً في هذه المنافسة. التقت "أليس" في سجن بروستال بعض اللواتي حطمن جماجم أزواجهنّ، فخوراتٍ بما فعلن، لكن تدبرن أمرهنّ ليظهرن بمظهر أرامل في حداد.
بالنسبة لعقل "أليس" الفتي الذي بقي بعيداً عن تغطية الصحافة والتلفاز لهذه الرياضة بالحماس ذاته لأيّة رياضةٍ أخرى، بدت المدينة مليئةً بالقاتلين المتسلسلين. كانت هناك جريمةٌ في كلّ مطبخ، وأحياناً جريمةٌ حتّى ولو لم يوجد مطبخٌ في المنزل، أو أحياناً عندما لا يوجد مطبخٌ أصلاً، لا جدران، لا سقوف. حتّى البدو الذين يسكنون خياماً مرتجلةً يمكن لهم أن يلتقطوا بقّة الشرف ويسوّوا لعبة ورقٍ طال أمدها في الليل عبر الاتجار بامرأة. وما تعلّمته "أليس" كان أنّه لن يوجد محقّقو شرطةٍ يبحثون عن الأدلة ولا لجان برلمانيّة ستناقش كيفيّة الحفاظ على هذا الجنس المهدّد بالانقراض".
"كمتمرّنة بعد التخرج، عملتْ "أليس" في قسم الطوارئ والحوادث لستّة أشهر، ولم يمضِ يوم واحد، ولو يومٌ واحد، لم ترَ فيه امرأةً أطلق عليها الرصاص أو ذُبِحتْ أو شُنقتْ أو خُنقتْ أو سُمّمتْ أو أحرقتْ أو دُفنتْ حيّة. زوجٌ مرتاب، أخٌ يحمي شرفه، أبٌ يحمي شرفه، ابنٌ يحمي شرفه، عشيقٌ مهجورٌ ينتقم لشرفه، مزارعون متخاضمون يسوّون خلافاتهم المائيّة، مرابون يجمعون أرباحهم: معظم خلافات الحياة كما بدا لها كانت تُحلّ عبر القيام بمختلف الأفعال تجاه جسد امرأة. المرأة كانت شيئاً تحصل عليه كفكّة نقود في صفقة تُعقد في زاوية شارع. نادراً، لكن نادراً جدّاً، وُجدتْ امرأةٌ ما سجّلت هدفاً في هذه المنافسة. التقت "أليس" في سجن بروستال بعض اللواتي حطمن جماجم أزواجهنّ، فخوراتٍ بما فعلن، لكن تدبرن أمرهنّ ليظهرن بمظهر أرامل في حداد.
بالنسبة لعقل "أليس" الفتي الذي بقي بعيداً عن تغطية الصحافة والتلفاز لهذه الرياضة بالحماس ذاته لأيّة رياضةٍ أخرى، بدت المدينة مليئةً بالقاتلين المتسلسلين. كانت هناك جريمةٌ في كلّ مطبخ، وأحياناً جريمةٌ حتّى ولو لم يوجد مطبخٌ في المنزل، أو أحياناً عندما لا يوجد مطبخٌ أصلاً، لا جدران، لا سقوف. حتّى البدو الذين يسكنون خياماً مرتجلةً يمكن لهم أن يلتقطوا بقّة الشرف ويسوّوا لعبة ورقٍ طال أمدها في الليل عبر الاتجار بامرأة. وما تعلّمته "أليس" كان أنّه لن يوجد محقّقو شرطةٍ يبحثون عن الأدلة ولا لجان برلمانيّة ستناقش كيفيّة الحفاظ على هذا الجنس المهدّد بالانقراض".