🍀مواجهته مع الحسين
التقى الحر مع الحسين عند جبل ذي حسم.ولم يؤمر الحر حينها بقتال الحسين وإنما أمر بأن لايفارقه أو يقدم به وبأصحابه على ابن زياد، وقد أشار الشيخ المفيد وغيره إلى هذا المعنى حيث قال: و جاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين.... فلم يزل الحر موافقا للحسين حتى حضرت صلاة الظهر.
وروى أبو مخنف عن الأسديين، قالا كنا نساير الحسين، فنزل شراف وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه، ثم ساروا صباحا، حتى شاهدوا هوادي جيش الحر، فقال الحسين: أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قلنا: بلى هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه فان سبقت القوم، فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار، فسبقناهم إلى ذي حسم، فضربت أبنية الحسين، وجاء القوم فاذا الحر في ألف فارس، فوقف مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين(ع) وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين لفتيانه: اسقوا القوم، ورشفوا الخيل، فسقوهم ورشفوا خيولهم...
ودخل الحر خيمة نصبت له واجتمع عليه أصحابه، ثم عادوا إلى مصافهم فأخذ كل بعنان دابته، وجلس في ظلها فلما كان وقت العصر أمر الحسين بالتهيؤ للرحيل؟ وأقبل بوجهه على القوم فحمد الله واثنى عليه.
وقال : أيها الناس إني لم آتكم حتى اتتني كتبكم ورسلكم ...
فقال الحر: إنا والله ماندري ما هذه الكتب التي تذكر ولسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله.
فقال الحسين : الموت أدنى اليك من ذلك، ثم قال لأصحابه اركبوا فركبوا، وانتظروا حتى ركبت النساء.
فقال: انصرفوا فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف...
فقال الحسين : فما تريد؟
قال: أريد أن انطلق بك إلى عبيد الله.
فقال: إذن لا أتبعك.
قال الحر إذن لا أدعك؟ ثم قال الحر: إني لم اؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإن أبيت، فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة، ولا يردك إلى المدينة تكون بيني و بينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد.
وتكتب إلى يزيد إن شئت، أو إلى ابن زياد إن شئت فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك، فتياسر الحسين عن طريق العذيب والقادسية والحر يسايره.
والحر وإن لم يكن مأموراً بقتال الحسين الا أنه كان يخشى المواجهة مع الحسين، وكان يقلقه هذا الأمر حتى أنه حذر الحسين من القتل، قائلا: أذكرك الله - يا أبا عبد الله - في نفسك فإني أشهد لئن قاتلتك لتقتلن، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى! فقال له الحسين: أفبالموت تخوفني، ثم تمثل بشعر الأوسي لابن عمّه حين لقيه، وهو يريد نصرة رسول الله (ص) قال له: أين تذهب فانك مقتول؛ فقال:
سأمضي فما بالموت عار على الفتىإذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
فلمّا سمع ذلك منه الحرُّ تنحّى عنه وكان يسير بأصحابه في ناحية، والحسين في ناحية أُخرى، حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات فإذا هم بأربعة نفرٍ قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم.
وأقبل إليهم الحرُّ بن يزيد فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادّهم!
فقال له الحسين : لأمنعنّهم ممّا أمنعُ منه نفسي! إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد... فكفّ عنهم الحُرّ. فاخبروا الحسين بمقتل قيس بن مُسهّر الصيداوي.
وقد انتهى الاتفاق بين الحر والإمام في اليوم الثالث من المحرم حينما وصل كتاب ابن زياد إلى الحر - وهو في نينوى- يأمره بالتّضييق على الحسين، وأنْ يُنزله بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء. وكان في كتاب ابن زياد للحر: أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه وهذا رسوله وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ أمره. فقال له الحسين : دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضرية أو هذه يعني شفنة. قال الحر – تحت ضغط الرقيب-: لا و الله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عينا عليّ. فنزل الإمام (ع) كربلاء وفي بعض الروايات في قرية تسمى عقر إلى جانب الفرات.
فقال زهير بن القين: إني والله ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله (ص) إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به! فقال الحسين (ع): ما كنت لأبدأهم بالقتال.
وفي رواية لم يزل الحُرُّ يُسايره تارة، ويمنعه اُخرى حتّى بلغ كربلاء، فلمّا بلغها قال: أهذه كربلاء؟. قيل: نعم يابن رسول الله (ص). فقال: انزلوا ها هنا مناخُ ركابنا ومحطُّ رحالنا. وكتب الحر إلى ابن زياد بالخبر.
التقى الحر مع الحسين عند جبل ذي حسم.ولم يؤمر الحر حينها بقتال الحسين وإنما أمر بأن لايفارقه أو يقدم به وبأصحابه على ابن زياد، وقد أشار الشيخ المفيد وغيره إلى هذا المعنى حيث قال: و جاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين.... فلم يزل الحر موافقا للحسين حتى حضرت صلاة الظهر.
وروى أبو مخنف عن الأسديين، قالا كنا نساير الحسين، فنزل شراف وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه، ثم ساروا صباحا، حتى شاهدوا هوادي جيش الحر، فقال الحسين: أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قلنا: بلى هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه فان سبقت القوم، فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار، فسبقناهم إلى ذي حسم، فضربت أبنية الحسين، وجاء القوم فاذا الحر في ألف فارس، فوقف مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين(ع) وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين لفتيانه: اسقوا القوم، ورشفوا الخيل، فسقوهم ورشفوا خيولهم...
ودخل الحر خيمة نصبت له واجتمع عليه أصحابه، ثم عادوا إلى مصافهم فأخذ كل بعنان دابته، وجلس في ظلها فلما كان وقت العصر أمر الحسين بالتهيؤ للرحيل؟ وأقبل بوجهه على القوم فحمد الله واثنى عليه.
وقال : أيها الناس إني لم آتكم حتى اتتني كتبكم ورسلكم ...
فقال الحر: إنا والله ماندري ما هذه الكتب التي تذكر ولسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله.
فقال الحسين : الموت أدنى اليك من ذلك، ثم قال لأصحابه اركبوا فركبوا، وانتظروا حتى ركبت النساء.
فقال: انصرفوا فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف...
فقال الحسين : فما تريد؟
قال: أريد أن انطلق بك إلى عبيد الله.
فقال: إذن لا أتبعك.
قال الحر إذن لا أدعك؟ ثم قال الحر: إني لم اؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإن أبيت، فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة، ولا يردك إلى المدينة تكون بيني و بينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد.
وتكتب إلى يزيد إن شئت، أو إلى ابن زياد إن شئت فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك، فتياسر الحسين عن طريق العذيب والقادسية والحر يسايره.
والحر وإن لم يكن مأموراً بقتال الحسين الا أنه كان يخشى المواجهة مع الحسين، وكان يقلقه هذا الأمر حتى أنه حذر الحسين من القتل، قائلا: أذكرك الله - يا أبا عبد الله - في نفسك فإني أشهد لئن قاتلتك لتقتلن، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى! فقال له الحسين: أفبالموت تخوفني، ثم تمثل بشعر الأوسي لابن عمّه حين لقيه، وهو يريد نصرة رسول الله (ص) قال له: أين تذهب فانك مقتول؛ فقال:
سأمضي فما بالموت عار على الفتىإذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
فلمّا سمع ذلك منه الحرُّ تنحّى عنه وكان يسير بأصحابه في ناحية، والحسين في ناحية أُخرى، حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات فإذا هم بأربعة نفرٍ قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم.
وأقبل إليهم الحرُّ بن يزيد فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادّهم!
فقال له الحسين : لأمنعنّهم ممّا أمنعُ منه نفسي! إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد... فكفّ عنهم الحُرّ. فاخبروا الحسين بمقتل قيس بن مُسهّر الصيداوي.
وقد انتهى الاتفاق بين الحر والإمام في اليوم الثالث من المحرم حينما وصل كتاب ابن زياد إلى الحر - وهو في نينوى- يأمره بالتّضييق على الحسين، وأنْ يُنزله بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء. وكان في كتاب ابن زياد للحر: أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه وهذا رسوله وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ أمره. فقال له الحسين : دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضرية أو هذه يعني شفنة. قال الحر – تحت ضغط الرقيب-: لا و الله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عينا عليّ. فنزل الإمام (ع) كربلاء وفي بعض الروايات في قرية تسمى عقر إلى جانب الفرات.
فقال زهير بن القين: إني والله ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله (ص) إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به! فقال الحسين (ع): ما كنت لأبدأهم بالقتال.
وفي رواية لم يزل الحُرُّ يُسايره تارة، ويمنعه اُخرى حتّى بلغ كربلاء، فلمّا بلغها قال: أهذه كربلاء؟. قيل: نعم يابن رسول الله (ص). فقال: انزلوا ها هنا مناخُ ركابنا ومحطُّ رحالنا. وكتب الحر إلى ابن زياد بالخبر.