ﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻨﺰّﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻚ ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻚ ﻓﻤﺘﻰ ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻚ ﻓﻨﻴﺖ ﻋﻦ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻤﺎﺩﺍﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ( ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻻّ ﻭﻫﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ) ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﺤﻀﺎ , ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺤﻖّ ﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ( ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ )
ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ , ﻓﻠﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ( ﻣﻦ ... ﺇﻟﻰ ) ( ﻣﻦ ) ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭ ( ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ , ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ( ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ). ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻮﺻﻴﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( ﺳﺮﻳﺖ ﻟﻴﻼ ﻣﻦ ﺣﺮﻡ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻡ ---- ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺮﻱ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ) ﻷﻥّ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻓﺘﺸﺎﻫﺪ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻱ ﻓﻌﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻭﺃﻧّﻪ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ , ﻟﺬﺍ ﻛﻤﻠﺖ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﺳﻤﻬﺎ ( ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ) ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻬﻲ ( ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ) ﻓﺄﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﻟﻴﻄﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﺇﻻّ ﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻚ ( ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﺑﺠﻤﻊ ( ﻧﺤﻦ ) ﻣﻘﺎﻡ ﺻﻔﺎﺗﻲ , ﻫﺬﺍ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻣﺜﻼ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻲ ) ﻟﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻼ ﻋﻠﻤﻴّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﺣﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺧﻠﻼ ( ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ) ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻟﻮ ﺫﺭّﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﻤﺤﺎﻝ , ﻷﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ( ﻣﺎ ﻓﺮّﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ) ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻫﻤﺎ ﻣﺸﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ
ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺫﻛﺮ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ( ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻣّﺘﻚ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ ) ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ( ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺑّﻚ ) ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻤّﺎ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﺼﺪّﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ) ﺃﻱ ﻓﻜﺄﻥّ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺁﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ) ﻓﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ ﺛﻢّ ﻻ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺁﻩ ﺭﺃﻱ ﻋﻴﻦ ( ﺃﻧﻈﺮ ﻭﺗﻤﻌّﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﺣﺠّﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ )
ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ : ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻷﻧّﻪ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻣﻜّﺔ ﻻ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴّﺔ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻭﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻨﻪ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺇﻧﺒﺎﺀ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﺠﻠّﻲ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻟﺬﺍ ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺭﺟﻊ ﺑﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻭﺃﺳّﺲ ﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠّﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻴﺼﻠّﻮﻥ ﻣﻘﺘﺪﻳﻦ ﺑﺈﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﻼ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺳﻤﺎﻭﻱ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺃﻭ ﻣﻤّﻦ ﻳﻨﻮﺏ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻼﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻠﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎ ﺻﺤّﺖ ﺻﻼﺗﻪ , ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺤﻤّﺪﻳﻴﻦ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺼﻮﺭﺓ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣّﺘﻪ ﻓﻌﻼﻣﺘﻪ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺸﺎﺋﺨﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺍﻟﻜﻤّﻞ ﺇﻻّ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺤﻤّﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ , ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺎﺿﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﺄﺣﺮﻯ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ( ﻓﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺤﻤّﺪ ﻓﻠﻮ ﻣﺎﺕ ﻟﻤﺎﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺣﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺇﻻّ ﻋﻤّﻦ ﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﺤﺲّ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ , ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﺃﺗﺮﻛﻮﺍ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻠﺴﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺩﻳﻨﻪ , ﻣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻐﻴﺐ ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒّﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺳﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﻟﻲ ﺳﺖّ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨّﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﻏﺎﺏ ﻋﻨّﻲ ﻣﺎ ﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ )
ﻗﻠﺖ :
ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ : ﻟﺐّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ , ﻭﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﻨﺒﻲّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺎﺷﺎ ﻭﻛﻼّ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺮّﺃ , ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺳﻨﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻧﺒﺪﺃ ﺑﺴﺮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺩﻻﺋﻠﻬﺎ
ﻳﺘﺒﻊ ... https://chat.whatsapp.com/6TzdqqzolYpGdxSL1w1sIn
ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ , ﻓﻠﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ( ﻣﻦ ... ﺇﻟﻰ ) ( ﻣﻦ ) ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭ ( ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ , ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ( ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ). ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻮﺻﻴﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( ﺳﺮﻳﺖ ﻟﻴﻼ ﻣﻦ ﺣﺮﻡ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻡ ---- ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺮﻱ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ) ﻷﻥّ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻓﺘﺸﺎﻫﺪ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻱ ﻓﻌﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻭﺃﻧّﻪ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ , ﻟﺬﺍ ﻛﻤﻠﺖ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﺳﻤﻬﺎ ( ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ) ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻬﻲ ( ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ) ﻓﺄﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﻟﻴﻄﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﺇﻻّ ﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻚ ( ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﺑﺠﻤﻊ ( ﻧﺤﻦ ) ﻣﻘﺎﻡ ﺻﻔﺎﺗﻲ , ﻫﺬﺍ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻣﺜﻼ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻲ ) ﻟﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻼ ﻋﻠﻤﻴّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﺣﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺧﻠﻼ ( ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ) ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻟﻮ ﺫﺭّﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﻤﺤﺎﻝ , ﻷﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ( ﻣﺎ ﻓﺮّﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ) ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻫﻤﺎ ﻣﺸﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ
ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺫﻛﺮ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ( ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ) ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ( ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻣّﺘﻚ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﺍﻩ ) ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ( ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺑّﻚ ) ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻤّﺎ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﺼﺪّﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ) ﺃﻱ ﻓﻜﺄﻥّ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺁﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ) ﻓﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ ﺛﻢّ ﻻ ﺃﺻﺪّﻗﻪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺭﺁﻩ ﺭﺃﻱ ﻋﻴﻦ ( ﺃﻧﻈﺮ ﻭﺗﻤﻌّﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﺣﺠّﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ )
ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ : ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻷﻧّﻪ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻣﻜّﺔ ﻻ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴّﺔ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻭﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻨﻪ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺇﻧﺒﺎﺀ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﺠﻠّﻲ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻟﺬﺍ ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺭﺟﻊ ﺑﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻭﺃﺳّﺲ ﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠّﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻴﺼﻠّﻮﻥ ﻣﻘﺘﺪﻳﻦ ﺑﺈﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﻼ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺳﻤﺎﻭﻱ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺃﻭ ﻣﻤّﻦ ﻳﻨﻮﺏ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻼﺓ ﻋﻴﺴﻰ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻠﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎ ﺻﺤّﺖ ﺻﻼﺗﻪ , ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺤﻤّﺪﻳﻴﻦ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺼﻮﺭﺓ ﻣﺤﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣّﺘﻪ ﻓﻌﻼﻣﺘﻪ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺸﺎﺋﺨﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺍﻟﻜﻤّﻞ ﺇﻻّ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺤﻤّﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ , ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺎﺿﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﺄﺣﺮﻯ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ( ﻓﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺤﻤّﺪ ﻓﻠﻮ ﻣﺎﺕ ﻟﻤﺎﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺣﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺇﻻّ ﻋﻤّﻦ ﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﺤﺲّ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ , ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﺃﺗﺮﻛﻮﺍ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻠﺴﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺩﻳﻨﻪ , ﻣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻐﻴﺐ ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒّﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺳﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﻟﻲ ﺳﺖّ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨّﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﻏﺎﺏ ﻋﻨّﻲ ﻣﺎ ﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ )
ﻗﻠﺖ :
ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ : ﻟﺐّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ , ﻭﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﻨﺒﻲّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺎﺷﺎ ﻭﻛﻼّ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺮّﺃ , ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤّﺪﻳﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺳﻨﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻧﺒﺪﺃ ﺑﺴﺮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺩﻻﺋﻠﻬﺎ
ﻳﺘﺒﻊ ... https://chat.whatsapp.com/6TzdqqzolYpGdxSL1w1sIn