📮
رسالة إلى الثقافة التي ربتني..!
خلال نموي، قرأت في حكاية البطيطة القبيحة، ولسنوات صدقت بأني هي. ولوقت طويل علمتِني بأنني لست أكثر من نسخة سيئة للمعيار (الرجل). لن أستطيع أن أركض أسرع أو أحمل أكثر، لن أحصل على الراتب نفسه، وكثيرا ما كنت أبكي، نشأت في عالم الرجل الذي لا أنتمي إليه.
وعندما لم أستطع أن أكون هو، أردت فقط أن أرضيه، ووضعت مكياجك ولبست تنانيرك القصيرة، وضحيت بحياتي وجسدي وكرامتي من أجل أن أكون جميلة.
أدركت أنه مهما فعلت، فإن قيمتي ستكون فقط بقدر جمالي، وإرضائي لسيدي. لذلك قضيت حياتي على غلاف مجلة (كوسمو) وأعطيتك جسدي لتبيعيه.
كمت أمة، ولكنك علمتني بأني حرة. كنت متاع، ولكنك أقسمت لي بأنه النجاح. علمتني أن هدفي من الحياة أن أكون معروضة، أن أجذب! ولكي أكون فاتنة للرجال جعلتني أصدق أن جسدي خلق لتسويق سياراتك، وربيتني لأصدق أنني بطيطة قبيحة، ولكنك كذبت. أخبرني الإسلام بأنني وزة. أنا مختلفة، ومن المفترض أن أكون كذلك. جسدي وروحي، خلقا لشيء أكبر من ذلك. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثی وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) [الحجرات: 13].
فأنا مكرمة ولكن ليس لعلاقتي بالرجال. قيمتي كامرأة لا تقاس بحجم خصري، أو بعدد الرجال الذين يحبوني؛ قيمتي كبشر تقاس بمعيار أعظم: معيار البر والتقوى. وهدفي في الحياة على الرغم مما تقوله مجلات الموضة شيء أرفع من أن أبدو جميلة بأعين الرجال.
لذلك، أمرني الله سبحانه وتعالى أن أغطي نفسي؛ لأخفي جمالي، ولأخبر العالم أني لست هنا لأرضي الرجال بجسدي. أنا هنا لأرضي الله!
زاد الله في تكريم جسد المرأة، وأمر أن يُحترم ويُغطّى، ويُكشف فقط للمستحق؛الرجل الذي أتزوج. فهؤلاء الذين يريدون (تحريري) لدي شيء واحد. أقوله لهم: لا وشكرا.
لست هنا كي أُعرض، وجسدي ليس للاستهلاك العام. لن يتم اختزالي والنظر إلي بوصفي متاعًا، أو زوج سيقان لترويج الأحذية. أنا روح وعقل وأمَة لله . قيمتي تتحدد بجمال روحي وقلبي وأخلاقي. لذلك لن أعبد مقاييس جمالك، ولن أخضع لاتجاه موضتك. خضوعي سيكون لشيء أعلى.
بحجابي أعرض إيماني،بدلًا من جمالي. أما قيمتي بوصفي بشرًا،فتُحدد بعلاقتي مع الله سبحانه وتعالى وليس بمظهري!
فسأُغطي ما لا داعي لعرضه،وعندما تنظر إليّ لن ترى جسدًا،بل سترى من أكون: أمَة لخالقي!
انظر،بوصفي امرأة مسلمة حررت من عبودية ذات نوع صامت. لا أستجيب لعباد هذه الأرض،بل أستجيب لملكهم.
#ياسمين_مجاهد.
#اليوم_العالمي_للمرأة!
=
@Old202 =