Forward from: نقـآب | NEQAB
كُنّا نَحتسي قَهوة المَساء أعلى سَطحِ بَيتِنا حين علَى أذانُ المَغرب، فانصَرف إخوَتي وأبي لِحُضور الجَماعة في المَسجد، ومكثتُ وقتًا ثُمّ قُمت لِأُصلّي.
وقفتُ لِأكّبر، السّماءُ بِلونٍ أزرقَ يميلُ للسّواد، عِندَ طرفِها يُضيءُ هِلالٌ صَغير ونُجومٌ مُتناثرةٌ تلمعُ في خُفوت، ونَخلةُ جارنا أمامي قد اكتَست السّواد مِن لَون السّماء فتَساوت خُضرتُها مع البُنيّ في ساقِها لتُصبح سوادًا كَظلّّ..
وَيبدو أنّ الهُدوء وانسجامِ المُحيط في سُكونٍ من سُكون اللّيل وهَيبتُه، قد حَثّ ذاكِرتي فَاستحضَرت حِين وُقوفي لِلصلاةِ حَديثَ كَعب بن مَالكٍ رضي الله عنهُ، وقولُه: فَصلّيتُ الفجر على ظَهر بيتٍ من بُيوتنا.. حينَما سمِعَ صارِخًا أوفى على جَبل سَلعٍ فَقال: ياكَعب بن مالك، أَبشِر!
في مثلِ هذا الجَوّ كان كَعب، قد صَلّى الصّبح مُنفردًا بعدما اعتَزل الجماعة، بعدما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامِ الثلاثة الذين تَخلّفوا عنه، قَد ضاقت عليهِ نفسُه، وضاقت عليهِ الأرضُ بما رحبت، وتَنكّرت في نفسهِ الأرض، واغتَربَ في بَيتِه!
كَيف كان حِينها ياترى، حينَ أن سمعَ صارخًا يُناديهِ باسمِه ويقول: أبشِر!
بماذا اختَلجَت نفسُه؟ وكَيفَ كانتِ السّعادةُ التي اعتَلت مَلامحَ وجهِه حِينها، واضطربَ لها قلبُه؟
بعدَ أن حَلّ بهِ من الضّيقِ والغَمّ ما شاءَ الله له، سُرّيَ عنهُ، وبُشّرَ من فوقِ سَماواتٍ سَبع، بمَ؟
بِتَوبةِ اللهِ عليه!
يالله!
وهَل أُبَشّرُ بِمثلِ ما بُشّر بهِ كعب بن مالكٍ؟
| جَنى محمّد، الغَيم.
وقفتُ لِأكّبر، السّماءُ بِلونٍ أزرقَ يميلُ للسّواد، عِندَ طرفِها يُضيءُ هِلالٌ صَغير ونُجومٌ مُتناثرةٌ تلمعُ في خُفوت، ونَخلةُ جارنا أمامي قد اكتَست السّواد مِن لَون السّماء فتَساوت خُضرتُها مع البُنيّ في ساقِها لتُصبح سوادًا كَظلّّ..
وَيبدو أنّ الهُدوء وانسجامِ المُحيط في سُكونٍ من سُكون اللّيل وهَيبتُه، قد حَثّ ذاكِرتي فَاستحضَرت حِين وُقوفي لِلصلاةِ حَديثَ كَعب بن مَالكٍ رضي الله عنهُ، وقولُه: فَصلّيتُ الفجر على ظَهر بيتٍ من بُيوتنا.. حينَما سمِعَ صارِخًا أوفى على جَبل سَلعٍ فَقال: ياكَعب بن مالك، أَبشِر!
في مثلِ هذا الجَوّ كان كَعب، قد صَلّى الصّبح مُنفردًا بعدما اعتَزل الجماعة، بعدما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامِ الثلاثة الذين تَخلّفوا عنه، قَد ضاقت عليهِ نفسُه، وضاقت عليهِ الأرضُ بما رحبت، وتَنكّرت في نفسهِ الأرض، واغتَربَ في بَيتِه!
كَيف كان حِينها ياترى، حينَ أن سمعَ صارخًا يُناديهِ باسمِه ويقول: أبشِر!
بماذا اختَلجَت نفسُه؟ وكَيفَ كانتِ السّعادةُ التي اعتَلت مَلامحَ وجهِه حِينها، واضطربَ لها قلبُه؟
بعدَ أن حَلّ بهِ من الضّيقِ والغَمّ ما شاءَ الله له، سُرّيَ عنهُ، وبُشّرَ من فوقِ سَماواتٍ سَبع، بمَ؟
بِتَوبةِ اللهِ عليه!
يالله!
وهَل أُبَشّرُ بِمثلِ ما بُشّر بهِ كعب بن مالكٍ؟
| جَنى محمّد، الغَيم.