----------------------------------
*رتـب حـياتك في لــيلة..*
*ليلة القَدْر، وقَدَر الليلة*
✒آدم الجماعي.
_____________________
(فيها يُفرق كل أمر حكيم) (تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).
لنضع في البال أن لفظة "الأمر" في الآيتين هو الأمر الكوني والأمر التكليف الشرعي.
لما يقضيه فيها من مقادير وأحكام قدرية ومستقبلية.
نعم.. كل الأحوال الفردية والتحولات الجماعية للأجيال والأمم.. يُفرَق الأمر فيها بهذه الليلة.
عنوانان رئيسيان لهذا الأمر العظيم، وفي هذه الليلة الكريمة:
١- الأمر الشرعي.
٢ الأمر القدري.
لأن معادلة التوازن البشري تقوم على طرفي السُّنّة القدرية، والسلوك الديني الفطري.
وعند اضطراب التحولات والإرادات يتطلب فيها ضرورة استعادة التوازن البشري من خلال هذه المعادلة.
في هذه الليلة يَنصِبُ الله قانونَ العدل الإلهي ليحكم ويقضي بأقداره السنوية بما يشاء. ويكون هذا بناء على الاستعداد الفطري والديني للناس، في عملية تجديدية يستحضر فيها الصالحون الرغبة والرهبة بحالة أشبه بالحساب السنوي الختامي.
وهي أشبه باللقاء الليلي القاهر والضروري لاستشراف مستقبل كل الأفراد.. كل الأمم.. كل الأجيال.
ليلة كهذه يشهدها الملأ الأعلى مع الملأ الأسفل.. لأنها قضية كونية عالمية.
(تتنزل الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر).
هي ليلة تتطلب تقييم وترتيب المشروع الذاتي لكل فرد داخل هذا الكون. ولأهمية الأمر؛ فإن الفرد جزء لا يتجزأ من فعل السنن القدرية والكونية. كما أنه جزء مهم في الفعل الديني بالاستقامة والصلاح داخل أمته وجيل عصره.
ولهذا توجَّه الأمر الشرعي ليستدعي أهل الصلاح والاستقامة أن يكونوا ممن لا يغيب في هذه الليلة، لأنهم العناصر الفاعلة في قيام قانون العدل الإلهي.
▪ *التحضير للحضور/*
---------------------
ناموس النبوة يتم فيه تحضير النفس النبوية للنبوة بالخلوة والتعبد لأيام معدودة قبل نزول الوحي..
هكذا يتم تحضير النفوس في هذا الشهر للصلاح في الاستخلاف.
*وكان التوقيت لهذه الليلة فيه مناسبة عظيمة القدر من خلال:*
١- الاستعداد قبل ليلة القدر بصيام عشرين يوماً.. ليكون العباد على أشرف حالة نفسية ومعنوية؛ ويتهيأوا لتنزُّل الأمر القدري والتفاعل معه بالالتزام الديني. في العشر الأواخر.
فيحضرونها بأرواح مستعلية فوق نزوات الدنيا وشهواتها. كحالة اعتدال نفسي وروحي تتسم بالتوازن القدري والشرعي الذي يُفرَق في هذه الليلة.
٣- تدارس القرآن في رمضان حتى ليلة القدر؛ لأنه رسالة البشرية المقروءة التي تقابل آياته الكونية المنظورة.
٤- لزوم أشرف المواطن المقدسة بالاعتكاف، لأنها المواطن التي اعتادت صعود العمل الصالح وتنزُّل الملائكة والسكينة والرحمات. ولزوم المكان مرغوباً به للاستحباب، لكنه أدعى لتهيئة الروح والإرادة بالأمر الحكيم.
٥- تقييد سلطان الشيطان بتصفيده؛ ليصفو الصوم والإعداد الروحي بحرية كاملة، وتتم الليلة بسلام حتى مطلع الفجر. وهي أجدى في توازن الإعداد الإلهي.
ولهذا جاء الحديث ليقول: (من صام رمضان ايمانا واحتسابا.. ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا). هو تصفية داخلية قبل الإحلال القدري للاستسلام، واستمداد النور الإلهي للاهتداء.
وعزز من ذلك بأدب الظاهر كترك اللغو والرفث والجهل والصخب.. ليتطابق مع الباطن.
▪ *جريرة أول مخالفة/*
-----------------
نبينا - صلى الله عليه وسلم - وضعنا أمام ملامح التجديد للمشروع الذاتي، ومشروع الأمة.
بدأ يعلن بأن ليلة القَدر غير معلومة، وهي لن تعدو العشر الليالي سيما الأوتار منها.
والسبب في ذلك أن مشكلة فردية حصلت فانخرمت عن طبيعة الاعتدال الديني.. وهي الاختلاف في الدين بمشاحّة بين اثنين! فرفع الله بيان ليلة القدر تأديباً للاعتبار والاتعاظ.
فرفع علمها، ولم يرفع فضلها.
فكان هذا أبرز تحذير يواجه الاستعداد الفطري هذه الليلة. وسجلته السنة النبوية كأخطر مخالفة على الأمة والأفراد.
لأنها قضية تمس الولاء الديني تحت هوية تتوحّد معها كل التصورات مثلما تهذب الإرادات والنفوس..
وكان أخص دعاء أن تقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)
فإذا كانت مؤاخذة الله بتغييب علم الليلة بسبب خصمين اختصما.. فكيف لو سلبنا فضلها!! لكنه عفا عنا.
▪ *استشرف مشروعك/*
-------------------------
احمل في هذه الليلة مشروعك الكبير، ومشروع الذاتي.
فليست الليلة لهمومك ورغباتك المؤقتة فقط، أو مشاكلك الفردية الحرجة..!
وإنما هي خطة كاملة لاستشراف مستقبلك في الحياة، ومستقبل أمتك.
فتأمل عوامل القوة وعززها.
وعوامل الضعف وقوِّها.
واستحضر جيداً إرادتك الصادقة فأشعلها في هذه الليلة لترى بها عالَمك الباطني والخارجي بشفافية.
واستحضر اهتماماتك تقييماً ومحاسبة.. واطلب أن يستعملك الله بها في مرضاته.
وارغب بتنفيذ ما لم تنفذه، وتحريك المتعثرات، ومحو المخالفات السابقة..
رتب اهتماماتك في عملية تسوية ذاتية، وتصفية لحساباتك ال
*رتـب حـياتك في لــيلة..*
*ليلة القَدْر، وقَدَر الليلة*
✒آدم الجماعي.
_____________________
(فيها يُفرق كل أمر حكيم) (تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).
لنضع في البال أن لفظة "الأمر" في الآيتين هو الأمر الكوني والأمر التكليف الشرعي.
لما يقضيه فيها من مقادير وأحكام قدرية ومستقبلية.
نعم.. كل الأحوال الفردية والتحولات الجماعية للأجيال والأمم.. يُفرَق الأمر فيها بهذه الليلة.
عنوانان رئيسيان لهذا الأمر العظيم، وفي هذه الليلة الكريمة:
١- الأمر الشرعي.
٢ الأمر القدري.
لأن معادلة التوازن البشري تقوم على طرفي السُّنّة القدرية، والسلوك الديني الفطري.
وعند اضطراب التحولات والإرادات يتطلب فيها ضرورة استعادة التوازن البشري من خلال هذه المعادلة.
في هذه الليلة يَنصِبُ الله قانونَ العدل الإلهي ليحكم ويقضي بأقداره السنوية بما يشاء. ويكون هذا بناء على الاستعداد الفطري والديني للناس، في عملية تجديدية يستحضر فيها الصالحون الرغبة والرهبة بحالة أشبه بالحساب السنوي الختامي.
وهي أشبه باللقاء الليلي القاهر والضروري لاستشراف مستقبل كل الأفراد.. كل الأمم.. كل الأجيال.
ليلة كهذه يشهدها الملأ الأعلى مع الملأ الأسفل.. لأنها قضية كونية عالمية.
(تتنزل الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر).
هي ليلة تتطلب تقييم وترتيب المشروع الذاتي لكل فرد داخل هذا الكون. ولأهمية الأمر؛ فإن الفرد جزء لا يتجزأ من فعل السنن القدرية والكونية. كما أنه جزء مهم في الفعل الديني بالاستقامة والصلاح داخل أمته وجيل عصره.
ولهذا توجَّه الأمر الشرعي ليستدعي أهل الصلاح والاستقامة أن يكونوا ممن لا يغيب في هذه الليلة، لأنهم العناصر الفاعلة في قيام قانون العدل الإلهي.
▪ *التحضير للحضور/*
---------------------
ناموس النبوة يتم فيه تحضير النفس النبوية للنبوة بالخلوة والتعبد لأيام معدودة قبل نزول الوحي..
هكذا يتم تحضير النفوس في هذا الشهر للصلاح في الاستخلاف.
*وكان التوقيت لهذه الليلة فيه مناسبة عظيمة القدر من خلال:*
١- الاستعداد قبل ليلة القدر بصيام عشرين يوماً.. ليكون العباد على أشرف حالة نفسية ومعنوية؛ ويتهيأوا لتنزُّل الأمر القدري والتفاعل معه بالالتزام الديني. في العشر الأواخر.
فيحضرونها بأرواح مستعلية فوق نزوات الدنيا وشهواتها. كحالة اعتدال نفسي وروحي تتسم بالتوازن القدري والشرعي الذي يُفرَق في هذه الليلة.
٣- تدارس القرآن في رمضان حتى ليلة القدر؛ لأنه رسالة البشرية المقروءة التي تقابل آياته الكونية المنظورة.
٤- لزوم أشرف المواطن المقدسة بالاعتكاف، لأنها المواطن التي اعتادت صعود العمل الصالح وتنزُّل الملائكة والسكينة والرحمات. ولزوم المكان مرغوباً به للاستحباب، لكنه أدعى لتهيئة الروح والإرادة بالأمر الحكيم.
٥- تقييد سلطان الشيطان بتصفيده؛ ليصفو الصوم والإعداد الروحي بحرية كاملة، وتتم الليلة بسلام حتى مطلع الفجر. وهي أجدى في توازن الإعداد الإلهي.
ولهذا جاء الحديث ليقول: (من صام رمضان ايمانا واحتسابا.. ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا). هو تصفية داخلية قبل الإحلال القدري للاستسلام، واستمداد النور الإلهي للاهتداء.
وعزز من ذلك بأدب الظاهر كترك اللغو والرفث والجهل والصخب.. ليتطابق مع الباطن.
▪ *جريرة أول مخالفة/*
-----------------
نبينا - صلى الله عليه وسلم - وضعنا أمام ملامح التجديد للمشروع الذاتي، ومشروع الأمة.
بدأ يعلن بأن ليلة القَدر غير معلومة، وهي لن تعدو العشر الليالي سيما الأوتار منها.
والسبب في ذلك أن مشكلة فردية حصلت فانخرمت عن طبيعة الاعتدال الديني.. وهي الاختلاف في الدين بمشاحّة بين اثنين! فرفع الله بيان ليلة القدر تأديباً للاعتبار والاتعاظ.
فرفع علمها، ولم يرفع فضلها.
فكان هذا أبرز تحذير يواجه الاستعداد الفطري هذه الليلة. وسجلته السنة النبوية كأخطر مخالفة على الأمة والأفراد.
لأنها قضية تمس الولاء الديني تحت هوية تتوحّد معها كل التصورات مثلما تهذب الإرادات والنفوس..
وكان أخص دعاء أن تقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)
فإذا كانت مؤاخذة الله بتغييب علم الليلة بسبب خصمين اختصما.. فكيف لو سلبنا فضلها!! لكنه عفا عنا.
▪ *استشرف مشروعك/*
-------------------------
احمل في هذه الليلة مشروعك الكبير، ومشروع الذاتي.
فليست الليلة لهمومك ورغباتك المؤقتة فقط، أو مشاكلك الفردية الحرجة..!
وإنما هي خطة كاملة لاستشراف مستقبلك في الحياة، ومستقبل أمتك.
فتأمل عوامل القوة وعززها.
وعوامل الضعف وقوِّها.
واستحضر جيداً إرادتك الصادقة فأشعلها في هذه الليلة لترى بها عالَمك الباطني والخارجي بشفافية.
واستحضر اهتماماتك تقييماً ومحاسبة.. واطلب أن يستعملك الله بها في مرضاته.
وارغب بتنفيذ ما لم تنفذه، وتحريك المتعثرات، ومحو المخالفات السابقة..
رتب اهتماماتك في عملية تسوية ذاتية، وتصفية لحساباتك ال