خرج شبيب الخارجي من الموصل يريد مهاجمة الكوفة ومعه زوجته غزالة وكانت من شهيرات النساء في الشجاعة و الفروسية، وكان الحجاج في البصرة فخرج يريد الكوفة أيضاً، وأسرع شبيب لملاقاته قبل وصوله الكوفة، ولكن الحجاج كان أسرع منه فدخل الكوفة و تحصن في قصرة الإمارة خوفاً من ملاقاة شبيب وغزالة، وقيل أن غزالة ذهبت بفرسها ووقفت عند باب القصر ونادت الحجاج تطلب منه النزول لتبارزه بالسيف، فرفض الحجاج، وقد عيره الشعراء بذلك، ومنهم عمران بن حِطّان وكان ملاحقاً من الحجاج، فقال يعيّره بهروبه من اللقاء واختبائه في دار الإمارة:
أَسَدٌ عليَّ وفـي الحـروب نعامـة
فَتْـخَاء تَنْفُرُ مـن صفير الصافـرِ
هـَــلَّا بَرَزْتَ إلى غزالةَ في الوغى
أم كان قلبك فـي جنـاحَي طائـرِ
وقد صار الشطر الأول مثلاً يضرب في من يبدي شجاعة حين يكون في مأمن من عدوه.