وربي أشعر بغصة لا تفارقني لحال وصل إليه بنات المسلمين، دكتورة جزاها الله خيرًا اقتطعت من المحاضرة جزء كبير تنصح الطالبات عن حجابهم بغض النظر عن فرض تغطية الوجه لأنها مسألة أخرى، إنما وصلنا مرحلة تنصحُ بتغطية الشعر عند الخروج وأن تسكر عبائتها ولا تملي نفسها ما شائت من الزينة !
تنصحهن بأن يتقين الله فيما يلبسنه أمام النساء، فما جعلت أمام ناظريها شرع الله، ولا مبدأ واحد ولا نصف قيمة ولا ربع حياء، لا احترمت بلباسها نفسها كونها امرأة مسلمة، ولا احترمت مكانًا يُقال عنه مكان عِلم !
تحدثت الدكتورة عن المسألة كمسألة شرع وأمر وفرض ووجوب، أمر تجرد من الهوى إلى التسليم والانقياد، إلى سمعِنا وأطعنا، أشهدُ بأن خطابها ليس به شيء من الغلظة ولا القسوة ولا التقليل، إنما بلين وتودد ولطف ..
في عمق حديثها وألمها وحزنها وغيرتها ولظى يحرّها، وهي تصف كيف كان تبرج الجاهلية الأولى وحال التبرج الآن؛ هناك من تضحك من كلامها وتستهزئ وتُبرر وتحاج بكل ما أوتيت من قوة، أنا لا أبالغ، هذا ما حصل قبل ساعات أمام ناظريّ وحضور مَسمعي ..
ليلة أمس قرأتُ في بدائع التفسير عند قوله تعالى عن الشيطان المريد: ﴿ يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا ﴾ وكأن ما قرأته البارحة رأيته اليوم، وكل يوم يزداد الأمر سوءًا فلا ألوم نفسي ولا أي طالبة غيري إن كانت تأتي للجامعة بنفس متقاعسة، تأتي لانتظار موعد خروجها وأمَانِها ..
كوني بفضل الله ومنته وكرمه عليّ في بيئة محافظة تحفّني أينما كُنت وحللت، ثم أرى نقيضها في الجامعة؛ لا يسعني إلا أن أقول اللهم أخرجني منها سليمة العقل والروح ..
رب استودعتك أنفسنا وبنات المسلمين أجمعين، دينهن وإيمانهن، بصيرتهن، جوارحهن سمعهن وأبصارهن فاصرفهن في طاعتك وابعدهن عن معصيتك، أنت الواحد الأحد لا تضيع عنده الودائع ..
https://t.me/Suqia