ليلة البارحه لم تكن جيدة ، لم أنم جيداً، أو ربما لم أنم أساساً، كان الصداع يلتهمني ويدق برأسي كـ المطرقه على السنديان، كنت غارقاً ببؤسي، والدموع تملئُ جوفي، لم أكن قادراً على حبسها ولا على إسالتها، لم تكن تجري ولا بواقفة، كان كل شيئاً برأسي يفكر ويتوهِ وكل الأشياء من حولي أيضاً، كنتُ كلما غفت عيني أستيقظُ بهلعٍ شديد ومضطرب كشخصٍ يجبرونه على ترك وطنه الذي يحب، أو كـ طفلٍ أتاه الطريق إلى البيت بين الأزقة المرهقة والضائعه الكثيرة، أستيقظ وأنا أبحث عن وطنٍ بحجم العالم ورغم كبر حجمه لا أجده. عن ملاجئٍ أمنٍ فلا أجده أيضاً.
ظللتُ الليل كله ليهدء روعتي وهلعي قليلاً ويشفيَ بؤسي، لكني ظللتُ.
ظللتُ الليل كله ليهدء روعتي وهلعي قليلاً ويشفيَ بؤسي، لكني ظللتُ.