حَياتُنـــاَ.والقُرآن.tt ..
لمَا شَكَا أبُو جمْرة لابْن عبّاسٍ سُرعَة قِراءَته وأنّهُ قَد يقْرأ القُرآنَ فِي ليْلةٍ مَرّة أوْ مرّتيْن، تعَجّبَ لصنِيعِه وَقالَ:
« لأنْ أقرَأ سُورَةٌ وَاحِدةٌ أحَبُّ إِلَيَّ مِن أن أفُعلَ ذَلِكَ الذِي تَفعَل، فَإن كُنت فَاعِلا ولابُد، فَاقْرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك ».
فَقدّم القَلب والسمْع علَى أن يَقطَع هَذه المَسيْرة العَدديّة فِي تِلاوَة القُرْآن!.
وَلمَا قَدم أهْل اليَمنِ زمَان أبِي بَكرٍ الصدّيق - رَضي اللهُ عَنه - وَسمِعوا القُرآن جَعلُوا يَبكوْن،
فَقالَ أبُو بَكرٍ: « هكَذا كنّا ثُم قسَتْ القُلوْب »، مَع أنّه ـ رَضِي اللهُ تعَالى عنهُ ـ كَان رَجلًا أسِيفًا رقِيقَ القَلبِ إذَا صَلَّى بِالنَّاس وَقرَأ كَلام اللهِ تعَالَى لَا يَتمَالكْ نفْسه مِن البُكاء.
بَخلَتْ عُيونُك بِالبُكا فَلتسْتعِر...
عيْنـًـــا لغَيرِك دَمعُها مِدرَارُ ...
مَن ذَا يُعيْرك عَينهُ تبْكي بِها ...
أرأيتَ عينًا للدمُوع تُعـــــارُ...
وَلمّا سمِع أبُو الدحْداح قَولَ اللهِ تَعالَى :
﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾
قالَ: أوَيَقبلُ اللهُ منّا القَرضَ، فَتصدّق ببُستانٍ لهُ فِيْه سُتمائة نَخلَة، ثمّ ذَهبَ لِزوْجَته يُخبِرهَا،
فَقالَتْ: بَشرّك اللهُ بِخيْرٍ. ، وَلمْ تلطُم خدًّا أوْ تشقّ جيْبًا، أوْ تقُول لهُ ضيّعتنَا بَل عَمدتْ إلَى صِغارهَا، تُخرِج مَا فِي جُيوبِهم وَأيدِيهم من تَمرٍ؛
لأنّ البُستان قَد صارَ للهِ تعَالَى ...
لَو تأمّلنا أسْلوبَ الصحَابةِ - رِضوَان اللهِ عليْهم - فِي تلقّي الوَحي وَطرِيقَة الرّسُول - صَلى اللهُ عليْه وسلّم - مَع مَن يَدعُوهُم مَاذا كَان يَقُول لَهم؟!
وَكيْف كَان يُحببهم فِي الإسْلام ؟!
لوَجدنَاهُم فِي أغلَب المَواقِف يَكتفُون بِتلاوَة آيَات اللهِ جلّ وَعلا وَتُحدِثُ فِي النفُوس الأثَرَ العَظِيم ..
كَانتْ قِراءَته - صلّى اللهُ عليْه وَسلم - للقُرآن تجَْذبُ الكَافِر وَالمُنافِق وَالمُشرِك وَتُرشِده إلَى سَبِيل الرشَاد!
الصحَابة رِضوانُ اللهِ علَيْهم قَرؤوا القُرآن بِحرصٍ وَوَعوهُ وَطَبّقًوه واليَوم يَحرصُ بَعض شَبابِنا علَى مُتَابعةِ أخبَار الفُسّاق مِن أهْل الغِنَاء واللهْو،
وَمن هُنَا صَار الصحَابةُ قَادَةً وَأصبَح هَؤلاءِ عَالَة...
بَنَى الصحَابةُ حضَارة، وَشبابنَا لا عمَل لَهُم سِوَى تدْمِير الطاقَات فِي فنَاء اللهْو وَقت الفَراغِ، ومَا أكثَر فَراغِهم !!
وَتسَامَى أوْلئك، وَما زِلنَا ننحَدِر بِعادَاتِنا وَمُعتَقداتِنا.
اسْتُشهِدوا لتُوهب لهُم الحَياةِ الخَالِدة فِي جنّات عَدن وَالبَعضُ منّا يَموتُ ألفَ مرّةٍ مِن أجْل فوَات أمْر دنْيويّ وبَعد هَذا نَتساءَل:
لمَاذا غيّر القُرآن مِن حيَاة الصحَابة، وَلمْ يُغيّر مِن حَياتِنا ؟!
إنّهَا بِكُلّ سهُولَة: ( الأهْدَاف )
لمّا جَعلَ الصحَابةُ - رِضْوان اللهِ عليْهِم - غايَة أهدَافِهم جَعلُوا يَستمِيتُون فِي فَهمِ كَلامِ ربّهم الّذي أحبّوه بِصدقٍ وتَفانوْا فِي سَبيلِ التقرّبِ إلَى خَالقِهم وَرازِقهِم.
وَلمّا جعلنَا الدّنْيَا أكبَر هَمّنا وَمبْلغَ عِلمنَا صَرفَ اللهُ عنّا فَهم كتَابهِ وَالتأثر بِه، فَكانَ الضرَرُ مُتجليًّا فِينَا علَى مُستوَى الفَردِ بِصَرف القَلبِ وَجهلِه سُبل الصلاح،
وَعلَى مُستوَى الأمَمِ فأصْبحتْ أمّتنَا تَتهادَى بَيْن أيْدِي الجُهّال وَأصحَاب القَرارِ الذِين يَتنمّقُون بِوجُوب فَرضِ الحَضارَات الغَربِيّة لأنّها السائِدة علَى الصعِيد العَام بِزعْمِهم !!
وَاللهُ لا يُغيّر مَا بِقومٍ حتَى يُغيّروا مَا بِأنفُسِهم.
عَنْ عبد الله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ:
« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ،
وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ،
فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ ».
[ أخرجه أحمد - ١/٣٧٩/٣٦٠٠ ]
وقال الألباني : [ وهذا إسنادٌ حسن ] .
اجْتثاثُ المُشكلةِ مِن جُذورِها يَنطلِق مِن إصْلاحِ مَكمَن الدّاء وَمسْؤول الآدَاء .. وَملِك الأعْضَاء ... إنه القَلْب ..
لمَا شَكَا أبُو جمْرة لابْن عبّاسٍ سُرعَة قِراءَته وأنّهُ قَد يقْرأ القُرآنَ فِي ليْلةٍ مَرّة أوْ مرّتيْن، تعَجّبَ لصنِيعِه وَقالَ:
« لأنْ أقرَأ سُورَةٌ وَاحِدةٌ أحَبُّ إِلَيَّ مِن أن أفُعلَ ذَلِكَ الذِي تَفعَل، فَإن كُنت فَاعِلا ولابُد، فَاقْرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك ».
فَقدّم القَلب والسمْع علَى أن يَقطَع هَذه المَسيْرة العَدديّة فِي تِلاوَة القُرْآن!.
وَلمَا قَدم أهْل اليَمنِ زمَان أبِي بَكرٍ الصدّيق - رَضي اللهُ عَنه - وَسمِعوا القُرآن جَعلُوا يَبكوْن،
فَقالَ أبُو بَكرٍ: « هكَذا كنّا ثُم قسَتْ القُلوْب »، مَع أنّه ـ رَضِي اللهُ تعَالى عنهُ ـ كَان رَجلًا أسِيفًا رقِيقَ القَلبِ إذَا صَلَّى بِالنَّاس وَقرَأ كَلام اللهِ تعَالَى لَا يَتمَالكْ نفْسه مِن البُكاء.
بَخلَتْ عُيونُك بِالبُكا فَلتسْتعِر...
عيْنـًـــا لغَيرِك دَمعُها مِدرَارُ ...
مَن ذَا يُعيْرك عَينهُ تبْكي بِها ...
أرأيتَ عينًا للدمُوع تُعـــــارُ...
وَلمّا سمِع أبُو الدحْداح قَولَ اللهِ تَعالَى :
﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾
قالَ: أوَيَقبلُ اللهُ منّا القَرضَ، فَتصدّق ببُستانٍ لهُ فِيْه سُتمائة نَخلَة، ثمّ ذَهبَ لِزوْجَته يُخبِرهَا،
فَقالَتْ: بَشرّك اللهُ بِخيْرٍ. ، وَلمْ تلطُم خدًّا أوْ تشقّ جيْبًا، أوْ تقُول لهُ ضيّعتنَا بَل عَمدتْ إلَى صِغارهَا، تُخرِج مَا فِي جُيوبِهم وَأيدِيهم من تَمرٍ؛
لأنّ البُستان قَد صارَ للهِ تعَالَى ...
لَو تأمّلنا أسْلوبَ الصحَابةِ - رِضوَان اللهِ عليْهم - فِي تلقّي الوَحي وَطرِيقَة الرّسُول - صَلى اللهُ عليْه وسلّم - مَع مَن يَدعُوهُم مَاذا كَان يَقُول لَهم؟!
وَكيْف كَان يُحببهم فِي الإسْلام ؟!
لوَجدنَاهُم فِي أغلَب المَواقِف يَكتفُون بِتلاوَة آيَات اللهِ جلّ وَعلا وَتُحدِثُ فِي النفُوس الأثَرَ العَظِيم ..
كَانتْ قِراءَته - صلّى اللهُ عليْه وَسلم - للقُرآن تجَْذبُ الكَافِر وَالمُنافِق وَالمُشرِك وَتُرشِده إلَى سَبِيل الرشَاد!
الصحَابة رِضوانُ اللهِ علَيْهم قَرؤوا القُرآن بِحرصٍ وَوَعوهُ وَطَبّقًوه واليَوم يَحرصُ بَعض شَبابِنا علَى مُتَابعةِ أخبَار الفُسّاق مِن أهْل الغِنَاء واللهْو،
وَمن هُنَا صَار الصحَابةُ قَادَةً وَأصبَح هَؤلاءِ عَالَة...
بَنَى الصحَابةُ حضَارة، وَشبابنَا لا عمَل لَهُم سِوَى تدْمِير الطاقَات فِي فنَاء اللهْو وَقت الفَراغِ، ومَا أكثَر فَراغِهم !!
وَتسَامَى أوْلئك، وَما زِلنَا ننحَدِر بِعادَاتِنا وَمُعتَقداتِنا.
اسْتُشهِدوا لتُوهب لهُم الحَياةِ الخَالِدة فِي جنّات عَدن وَالبَعضُ منّا يَموتُ ألفَ مرّةٍ مِن أجْل فوَات أمْر دنْيويّ وبَعد هَذا نَتساءَل:
لمَاذا غيّر القُرآن مِن حيَاة الصحَابة، وَلمْ يُغيّر مِن حَياتِنا ؟!
إنّهَا بِكُلّ سهُولَة: ( الأهْدَاف )
لمّا جَعلَ الصحَابةُ - رِضْوان اللهِ عليْهِم - غايَة أهدَافِهم جَعلُوا يَستمِيتُون فِي فَهمِ كَلامِ ربّهم الّذي أحبّوه بِصدقٍ وتَفانوْا فِي سَبيلِ التقرّبِ إلَى خَالقِهم وَرازِقهِم.
وَلمّا جعلنَا الدّنْيَا أكبَر هَمّنا وَمبْلغَ عِلمنَا صَرفَ اللهُ عنّا فَهم كتَابهِ وَالتأثر بِه، فَكانَ الضرَرُ مُتجليًّا فِينَا علَى مُستوَى الفَردِ بِصَرف القَلبِ وَجهلِه سُبل الصلاح،
وَعلَى مُستوَى الأمَمِ فأصْبحتْ أمّتنَا تَتهادَى بَيْن أيْدِي الجُهّال وَأصحَاب القَرارِ الذِين يَتنمّقُون بِوجُوب فَرضِ الحَضارَات الغَربِيّة لأنّها السائِدة علَى الصعِيد العَام بِزعْمِهم !!
وَاللهُ لا يُغيّر مَا بِقومٍ حتَى يُغيّروا مَا بِأنفُسِهم.
عَنْ عبد الله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ:
« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ،
وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ،
فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ، وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ ».
[ أخرجه أحمد - ١/٣٧٩/٣٦٠٠ ]
وقال الألباني : [ وهذا إسنادٌ حسن ] .
اجْتثاثُ المُشكلةِ مِن جُذورِها يَنطلِق مِن إصْلاحِ مَكمَن الدّاء وَمسْؤول الآدَاء .. وَملِك الأعْضَاء ... إنه القَلْب ..