-
يلومونني إن أشتُمِ الدهرَ ضَلَّةً
وهل نَكبَةُ الإنسانِ إلا من الدَّهْرِ
تجلَّت لي الدنيا بما لا يرونَهُ
وشتَّانَ بينَ جاهِلٍ والذي يدري
حِذاراً أُصاحِبُ الزمانَ وأهلَهُ
فَطَبْعُهُما لم يَخلُ يوماً من الغَدْرِ
وإنْ تَبسمِ الأيامُ لي بِبشاشَةٍ
فما فاتني امتلاكُها مخلبَ النّمْرِ
وإنيَ لولا ما بدا من جَفاوَةٍ
وصَدٍّ من الغيدِ الغواني ومن هَجرِ
لما عاتَبَ الأقدارَ منّي يراعَةٌ
ولكنّ عُدْمَ الحُبِّ قاصِمَةُ الظَّهْرِ
وكم ليَ أشكو الضُّرَّ منها لربِّها
وأرجِعُ منهُ غيرَ مُنكَشِفِ الضُّرِّ
وتستنكِرُ الأقدارُ حَقِّي كأنَّني
دخلتُ لبيتِ الله أدعو إلىٰ الكُفْرِ
وما انْفَكَّتْ الأرواحُ تَحيىٰ علىٰ الهوىٰ
وتَخضَرُّ كالصحراءِ تخَضَرُّ بالقَطْرِ
لَعَمرُكَ مادنياكَ إلا لذَاذَةٌ
بمنْ نابَ وجهُها عن الشمسِ والبَدرِ
ومَن لو لثمتَ الثغرَ منها سألتَها
أبالخمرِ بلَّلتِيهِ أم كانَ من خَمْرِ
وَمَنْ تُحرَقُ الأحزانُ عندَ عِناقِها
كما يُحرَقُ الشيطانُ بالآيِ والذِّكْرِ
يُقَضّىٰ بها الليلُ الطويلُ علىٰ سُكْرِ
وتُمضيهِ في ما ليسَ يصلحُ للنَّشْرِ
وليلٌ خلا منها يَمُرُّ ويَنقضي
مناماً على نارٍ إلىٰ مَطلَعِ الفَجْرِ
فَبَلِّغْ إلىٰ ليلىٰ سلامَ مُوَلَّهٍ
يرىٰ دونها الأيامَ هدراً علىٰ هَدرِ
يُكَلِّفُهُ الحِرمانُ ما لايُطيقُهُ
وإنْ كانَ مخلوقاً حَشَاهُ من الصَّبْرِ
ولو عُدَّت الدمعاتُ منهُ عِبادَةً
لَشُفِّعَ في كُلِّ الورىٰ ساعَةَ الحَشْرِ
أرىٰ ( ليلىٰ ) مِنْ حُسنٍ تملَّكَ مُهجتي
وسَدَّتْ به أبوابَ قلبي عن الغَيْرِ
لها أجرُ إقناعي بإبداع خَالِقٍ
فأصبحتُ معصومَ الفؤادِ مِن الكُفرِ
وذنبٌ علىٰ إضرامِ يأسي بصدِّها
وسحري وما إنْ فاتَهَا حُرمَةُ السِّحرِ
وإنْ يتَّفِقْ للهِ إرسالُ مُرسَلٍ
بُعَيْدَ ابنِ هاشِمٍ وماجاءَ مِنْ ذِكْرِ
لَكَانت بُحسنها دليلَ نُبوَّةٍ
وصَحَّ لها أن تغتدي الآيَ في السِّفْرِ
فهل يَملِكُ الكِتَمانَ عاشِقُ مِثلِها
وما أبعدَ المكلوفَ بالغيدِ عن سِترِ
يُلامُ علىٰ اتِّباعهِ سُنَّةَ الهوىٰ
وكيفَ يتُوبُ المَرءُ عَنْ طَبعِهِ الفِطْري
#هومروس