فرانز كافكا، الجزء الحزين والمرعب المختلط بـ شعور العار داخل كلّ واحد منّا
عالم كافكا يبدو في جوانب عدة كـ كابوس. وبـ الرغم من ذلك فـ إنه المكان الذي ينتهي بـ العديد منّا المطاف فيه ولو لـ بعض فترات حياتنا المظلمة عندما نشعر بأن مصيرنا خارج عن سيطرتنا وعندما يُرهبنا المجتمع ويُذّلنا ويهزأ بنا.
نحن ندور في فلك كافكا حين نخجل من أجسادنا، من دوافعنا الجنسية، أو عندما نشعر بـ أننا نستحق أن نُسحَق دون رحمة كـ حشرة فراش مزعجة، بل ومثيرة للإشمئزاز!
فرانز كافكا هو الإبن الأكبر لـ أب مرعب نفسيّاً ومستبِّد، وأمّ ضعيفة جدا لا تستطيع الوقوف في وجه زوجها لـ حماية إبنها كما كان يُفترض أن تفعل. كبُر كافكا شخصا مترددا ومحبا للكتب، خنوعا ممتلئ القلب بـ كرهه لذاته. أراد أن يصبح كاتبا لكن ذلك كان مستحيلا في عرف والده، لم يستطع الزواج أو تكوين أسرة، كان معذَّبا بـ سبب غرائزة الجنسية القوية.
شهرة كافكا الواسعة حدثت بعد وفاته وقد بُنيت على رواياته الثلاث غير المكتملة بـ سبب عدم رضاه عنها: المحاكمة، القلعة، وأمريكا.
أهم مفتاح لفهم أعمال كافكا هو سبر أغوار علاقته بـ والده، هو لم يكتب أبدا عن والده في أي من أعماله ولكن محتوى رواياته مرتبط مباشرة بـ الأحداث التي عايشها في طفولته كـ إبن غير محظوظ لـ هيرمان كافكا.
في عمر الـ 36 عاما، سنة 1919، وقبل وفاته بـ 5 سنوات كتب كافكا رسالة من 47 صفحة لـ والده محاولا أن يشرح له كيف أن طفولته شوهته، وكـ العديد من ضحايا الإضطهاد والإيذاء، لم ينقطع أمله بـ أن ينال نوعا من الصفح من الشخص الذي ظلمه.
محتوى الرسالة:
أبي الغالي، كنتَ قد سألتني مؤخرا لما ذكرت أني خائف منك جدا وكـ العادة لم أكن قادرا على التفكير وإيجاد أيّ إجابة لـ سؤالك، لـ أجل السبب نفسه وهو أني أخافك، والجزء الآخر من تفسير هذا الخوف سـ يتطلب أن أسهب في تفاصيل الماضي وأعود إلى الكثير منها والتي لن أستطيع أن أبقي الكثير منها في عقلي حالما أتحدث كان كل ما احتجته القليل من التشجيع والقليل من اللطف ولكني لم أصلح لذلك، وما كان واضحا بـ النسبة لي هو الغياب الكامل لإحساسك بـ شعوري بـ المعاناة والعار الذي كانت كلماتك وأحكامك تلحقه بي كـ أنك لم تفهم يوما معنى قوتك.
شكا كافكا حادثة صادمة جاء فيها أنه عندما كان طفلا صغيرا وطلب كوبا من الماء وهو في سريره، قام والده العصبي بـ سحبه من السرير وأبقاه في الشرفة حتى تجمد بـ سبب البرد لأنه لم يكن يرتدي سوى قميص نوم.
َكتب كافكا بعدها: كنت بعد تلك الفترة شخصا مطيعا، ولكني عانيت الكثير من الأمور التي لا حصر لها، لقد سبّبت الأذى في أعماقي وحتى لـ سنوات عديدة بعد الحادثة، تعذّبتُ بـ توهّم أن الرجل الضخم والدي صاحب السلطة القصوى سـ يأتي ودون أي سبب على الإطلاق لـ يسحبني من السرير في الليل ويحملني إلى الشرفة ويتركني هناك وهذا يعني أنني مجرد لا شيء بالنسبة له ... يحتاج الأبناء إذْن آبائهم ليكبروا ويصبحوا رجالا.
ويواصل كافكا: في مرحلة مبكرة جدا منعْتني من الكلام وكان تهديدك: غير مسموح بـ أي اعتراض، وحركة يدك عندما ترفعها والتي تزامنتْ مع هذا التهديد رافقتني دوماً ... لقد كان شعور كافكا بـ الضآلة كليّاً.
كافكا يسترسل: أتذكر على سبيل المثال عدد المرات التي كنا نخلع فيها ملابسنا في منطقة الإغتسال نفسها، وكنتُ أنا النحيل الضعيف وكنتَ أنت القوي الطويل، شعرتُ بـ أنني كائن مزرٍ، وعندما خطونا نحو الماء حملتَ هيكلي العظمي الهزيل المرتجف والخائف من الماء، وغير القادر على متابعة حركاتك المنتظمة في السباحة، كنتُ مثارا بـ اليأس.
أنهى كافكا رسالته وسلمها لـ والدته جولي حتى تعطيها لـ والده، لكنها لم تفعل، إحتفظت بها لـ عدة أيام ثم أعادتها له ونصحته بـ عدم تسليمها لـ زوجها المكافح المنشغل ... وفقد الإبن المسكين شجاعة المحاولة مرة أخرى.
عالم كافكا يبدو في جوانب عدة كـ كابوس. وبـ الرغم من ذلك فـ إنه المكان الذي ينتهي بـ العديد منّا المطاف فيه ولو لـ بعض فترات حياتنا المظلمة عندما نشعر بأن مصيرنا خارج عن سيطرتنا وعندما يُرهبنا المجتمع ويُذّلنا ويهزأ بنا.
نحن ندور في فلك كافكا حين نخجل من أجسادنا، من دوافعنا الجنسية، أو عندما نشعر بـ أننا نستحق أن نُسحَق دون رحمة كـ حشرة فراش مزعجة، بل ومثيرة للإشمئزاز!
فرانز كافكا هو الإبن الأكبر لـ أب مرعب نفسيّاً ومستبِّد، وأمّ ضعيفة جدا لا تستطيع الوقوف في وجه زوجها لـ حماية إبنها كما كان يُفترض أن تفعل. كبُر كافكا شخصا مترددا ومحبا للكتب، خنوعا ممتلئ القلب بـ كرهه لذاته. أراد أن يصبح كاتبا لكن ذلك كان مستحيلا في عرف والده، لم يستطع الزواج أو تكوين أسرة، كان معذَّبا بـ سبب غرائزة الجنسية القوية.
شهرة كافكا الواسعة حدثت بعد وفاته وقد بُنيت على رواياته الثلاث غير المكتملة بـ سبب عدم رضاه عنها: المحاكمة، القلعة، وأمريكا.
أهم مفتاح لفهم أعمال كافكا هو سبر أغوار علاقته بـ والده، هو لم يكتب أبدا عن والده في أي من أعماله ولكن محتوى رواياته مرتبط مباشرة بـ الأحداث التي عايشها في طفولته كـ إبن غير محظوظ لـ هيرمان كافكا.
في عمر الـ 36 عاما، سنة 1919، وقبل وفاته بـ 5 سنوات كتب كافكا رسالة من 47 صفحة لـ والده محاولا أن يشرح له كيف أن طفولته شوهته، وكـ العديد من ضحايا الإضطهاد والإيذاء، لم ينقطع أمله بـ أن ينال نوعا من الصفح من الشخص الذي ظلمه.
محتوى الرسالة:
أبي الغالي، كنتَ قد سألتني مؤخرا لما ذكرت أني خائف منك جدا وكـ العادة لم أكن قادرا على التفكير وإيجاد أيّ إجابة لـ سؤالك، لـ أجل السبب نفسه وهو أني أخافك، والجزء الآخر من تفسير هذا الخوف سـ يتطلب أن أسهب في تفاصيل الماضي وأعود إلى الكثير منها والتي لن أستطيع أن أبقي الكثير منها في عقلي حالما أتحدث كان كل ما احتجته القليل من التشجيع والقليل من اللطف ولكني لم أصلح لذلك، وما كان واضحا بـ النسبة لي هو الغياب الكامل لإحساسك بـ شعوري بـ المعاناة والعار الذي كانت كلماتك وأحكامك تلحقه بي كـ أنك لم تفهم يوما معنى قوتك.
شكا كافكا حادثة صادمة جاء فيها أنه عندما كان طفلا صغيرا وطلب كوبا من الماء وهو في سريره، قام والده العصبي بـ سحبه من السرير وأبقاه في الشرفة حتى تجمد بـ سبب البرد لأنه لم يكن يرتدي سوى قميص نوم.
َكتب كافكا بعدها: كنت بعد تلك الفترة شخصا مطيعا، ولكني عانيت الكثير من الأمور التي لا حصر لها، لقد سبّبت الأذى في أعماقي وحتى لـ سنوات عديدة بعد الحادثة، تعذّبتُ بـ توهّم أن الرجل الضخم والدي صاحب السلطة القصوى سـ يأتي ودون أي سبب على الإطلاق لـ يسحبني من السرير في الليل ويحملني إلى الشرفة ويتركني هناك وهذا يعني أنني مجرد لا شيء بالنسبة له ... يحتاج الأبناء إذْن آبائهم ليكبروا ويصبحوا رجالا.
ويواصل كافكا: في مرحلة مبكرة جدا منعْتني من الكلام وكان تهديدك: غير مسموح بـ أي اعتراض، وحركة يدك عندما ترفعها والتي تزامنتْ مع هذا التهديد رافقتني دوماً ... لقد كان شعور كافكا بـ الضآلة كليّاً.
كافكا يسترسل: أتذكر على سبيل المثال عدد المرات التي كنا نخلع فيها ملابسنا في منطقة الإغتسال نفسها، وكنتُ أنا النحيل الضعيف وكنتَ أنت القوي الطويل، شعرتُ بـ أنني كائن مزرٍ، وعندما خطونا نحو الماء حملتَ هيكلي العظمي الهزيل المرتجف والخائف من الماء، وغير القادر على متابعة حركاتك المنتظمة في السباحة، كنتُ مثارا بـ اليأس.
أنهى كافكا رسالته وسلمها لـ والدته جولي حتى تعطيها لـ والده، لكنها لم تفعل، إحتفظت بها لـ عدة أيام ثم أعادتها له ونصحته بـ عدم تسليمها لـ زوجها المكافح المنشغل ... وفقد الإبن المسكين شجاعة المحاولة مرة أخرى.