الإعلانات التجارية!
يروي الأصفهاني، في كتابه «الأغاني» أن تاجراً من الكوفة قدم المدينة المنورة بخُمرٍ / جمع خمار ، فباعها كلها وبقيت السود منها لم تقبّل عليها النساء ، وبقيت بضاعة كاسدة في وجه صاحبها .
وكان التاجر صديقا لـ «الدرامي».
وكان الدرامي مكي يقيم في المدينة ، اشتهر بشعر الغزل ، وكان له حظ من الغناء ، ثم ما لبث أن تنسك وأقلع عن الغناء ، وما عاد يقرض شعراً غزلیا
شكا التاجر لصديقه ما صار إليه أمر تجارته
فقال له الدرامي : لا تقلق ، فإني سأبيعها لك!
ثم أنشد قائلا :
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صيامه وصلاته
لا تفتنيه بحق دین محمد
فانتشرت الأبيات بين الناس ، وأقبلت النسوة على الخمر السود ، وباع الكوفي بضاعنه ومضى في سبيله ، وعاد الدرامي لتنسکه وعبادته!
هذه الأبيات على عذوبتها كانت أول إعلان تجاري في التاريخ ومن يومها توالت الإعلانات حتى وصلنا هذه الأيام إلى ما وصلنا ٳليه.
الإعلان التجاري صار اليوم علما قائما بذاته .
القائمون عليه يدرسون نفسية المستهلك ،
ويقدمون له المنتج بطريقة جذابة تجعله إن كان رجلا يفكر جديا بشرائه ،
وإن كانت امرأة ستشتريه على الفور!
اسألوا شركة «غارنييه» عن حجم مبيعاتها ستعرفون أن كلهن يصدقن أنهن سيصبحن «هند صبري»
المبيعات في ازدياد ، والنساء على حالهن ، والتجمل أمر مطلوب ، ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر!
كل مستحضرات التنظيق تخبرك أنها تقضي على ۹۹٪ من الجراثيم أنا حقيقة لم أعد أريد القضاء على الجراثيم أريد فقط أن أتشرف بلقاء هذه الجرثومة الخارقة التي لم يستطع أن يقضي عليها أحد!
بالمناسبة أنا لم أعد أستخدم معجون الأسنان لقد استبدلته بالسواك
كنت كلما أشتري معجون أسنان أجده أغلى من الاصدار القديم لأن الجديد يحتوي على فلورايد أكثر
بالمناسبة أيضا لو اجتمعت شركات معجون الأسنان لتصنع معجون أسنان غني بالفلوراید فلن تزيد نسبنه عن النسبة الموجودة في السواك
الأشخاص الوسيمون الذين يأتون بهم لدعايات معجون الأسنان
لا يستخدمون المنتج الذي يعرضونه وهذا البياض الذي ترونه في أسنانهم ما هو الا «هوليود سمايل»
اياكم أن تصدقوا أن ميسي يشرب البيبسي طوال الوقت
وأن رونالدو يحلق لحيته بـ«جیلیت»
وأن منى أبو حمزة تغسل بـ «بيرسيل»
منى أبو حمزة آخر مرة شاهدت غسالتها كان يوم اشترتها!
أكثر دعاية ترفع ضغطي تلك التي تقول : أُنتخب هذا المنتح منتج العام من قبل المستهلك
أنا مستهلك ، وكلكم كذلك
شخصيا لم يطلب مني أحد أن ٲنتخب
هل طلب منكم أحد ذلك؟!
كنت كلما توجهت إلى السوبر ماركت تأنقت وتربت لعلي أنتخب كنت سأدلي بصوتي لـ «سنیکرز» لأنه من المنتجات التي لم يتغير طعمها ولكن تضاءل حجمها وزاد سعرها
ولكني لما عرفت أن منتج العام شيء عليّ أن أبایعه شئت أم أبيت صرت أذهب إلى السوبر ماركت أشعث أغبر
المرهق في الأمر أن الإعلان الذي نشاهده نحن من يدفع ثمنه!
أنا لا أريد أن لا تشتروا
وبدوري سأشتري
وسأبايع منتج العام
ولكن أردت أن أخبركم أنهم يكذبون!
#حديث الصباح
- ٲدهم شرقاوي
@adhamsharkawii
يروي الأصفهاني، في كتابه «الأغاني» أن تاجراً من الكوفة قدم المدينة المنورة بخُمرٍ / جمع خمار ، فباعها كلها وبقيت السود منها لم تقبّل عليها النساء ، وبقيت بضاعة كاسدة في وجه صاحبها .
وكان التاجر صديقا لـ «الدرامي».
وكان الدرامي مكي يقيم في المدينة ، اشتهر بشعر الغزل ، وكان له حظ من الغناء ، ثم ما لبث أن تنسك وأقلع عن الغناء ، وما عاد يقرض شعراً غزلیا
شكا التاجر لصديقه ما صار إليه أمر تجارته
فقال له الدرامي : لا تقلق ، فإني سأبيعها لك!
ثم أنشد قائلا :
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صيامه وصلاته
لا تفتنيه بحق دین محمد
فانتشرت الأبيات بين الناس ، وأقبلت النسوة على الخمر السود ، وباع الكوفي بضاعنه ومضى في سبيله ، وعاد الدرامي لتنسکه وعبادته!
هذه الأبيات على عذوبتها كانت أول إعلان تجاري في التاريخ ومن يومها توالت الإعلانات حتى وصلنا هذه الأيام إلى ما وصلنا ٳليه.
الإعلان التجاري صار اليوم علما قائما بذاته .
القائمون عليه يدرسون نفسية المستهلك ،
ويقدمون له المنتج بطريقة جذابة تجعله إن كان رجلا يفكر جديا بشرائه ،
وإن كانت امرأة ستشتريه على الفور!
اسألوا شركة «غارنييه» عن حجم مبيعاتها ستعرفون أن كلهن يصدقن أنهن سيصبحن «هند صبري»
المبيعات في ازدياد ، والنساء على حالهن ، والتجمل أمر مطلوب ، ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر!
كل مستحضرات التنظيق تخبرك أنها تقضي على ۹۹٪ من الجراثيم أنا حقيقة لم أعد أريد القضاء على الجراثيم أريد فقط أن أتشرف بلقاء هذه الجرثومة الخارقة التي لم يستطع أن يقضي عليها أحد!
بالمناسبة أنا لم أعد أستخدم معجون الأسنان لقد استبدلته بالسواك
كنت كلما أشتري معجون أسنان أجده أغلى من الاصدار القديم لأن الجديد يحتوي على فلورايد أكثر
بالمناسبة أيضا لو اجتمعت شركات معجون الأسنان لتصنع معجون أسنان غني بالفلوراید فلن تزيد نسبنه عن النسبة الموجودة في السواك
الأشخاص الوسيمون الذين يأتون بهم لدعايات معجون الأسنان
لا يستخدمون المنتج الذي يعرضونه وهذا البياض الذي ترونه في أسنانهم ما هو الا «هوليود سمايل»
اياكم أن تصدقوا أن ميسي يشرب البيبسي طوال الوقت
وأن رونالدو يحلق لحيته بـ«جیلیت»
وأن منى أبو حمزة تغسل بـ «بيرسيل»
منى أبو حمزة آخر مرة شاهدت غسالتها كان يوم اشترتها!
أكثر دعاية ترفع ضغطي تلك التي تقول : أُنتخب هذا المنتح منتج العام من قبل المستهلك
أنا مستهلك ، وكلكم كذلك
شخصيا لم يطلب مني أحد أن ٲنتخب
هل طلب منكم أحد ذلك؟!
كنت كلما توجهت إلى السوبر ماركت تأنقت وتربت لعلي أنتخب كنت سأدلي بصوتي لـ «سنیکرز» لأنه من المنتجات التي لم يتغير طعمها ولكن تضاءل حجمها وزاد سعرها
ولكني لما عرفت أن منتج العام شيء عليّ أن أبایعه شئت أم أبيت صرت أذهب إلى السوبر ماركت أشعث أغبر
المرهق في الأمر أن الإعلان الذي نشاهده نحن من يدفع ثمنه!
أنا لا أريد أن لا تشتروا
وبدوري سأشتري
وسأبايع منتج العام
ولكن أردت أن أخبركم أنهم يكذبون!
#حديث الصباح
- ٲدهم شرقاوي
@adhamsharkawii