الحمدلله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ، أمّا بعد :
سأبدأ بسلسلة منشورات عن الفِرق وعقائدهم وفيمَ خالفوا أهل السُنّة ، ولقد أجازني شيخي د. هاني السباعي في دورة شرعية بعنوان ( الإيمان عند أهل السنة والفرق ) ، لذا سأفرّغ قسم كبير من الدورة في المنشورات ، وبما أنّ الخوارج أول بدعة ظهرت في الإسلام سأبدأ بهم :
* الخوارج ظهروا في سنة ٣٧ هجرية ، في موقعة صفّين بين أمير المؤمنين عليّ وخال المؤمنين معاوية رضي الله عنهم أجمعين ، أوصلهم أهل العلم إلى ٢٠ فرقة ، منها ( النجدات والأزارقة والحرورية والمحكّمة والإباضيّة ) ، أشدّهم غلواً الأزارقة ثمّ النجدات وأخفّهم الإباضية ، ومن عقيدتهم :
- اتفقت جميع فرقهم على تكفير أصحاب الجمل وصفّين وتكفير عائشة رضي الله عنها وتكفير الزبير وطلحة وعلي وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .
- يقرّون خلافة أبي بكر وعمر ولا يقرّون بخلافة عثمان ، ويقرّون خلافة علي قبل التحكيم مع معاوية رضي الله عنهم أجمعين .
- قالوا بكفر مرتكب الكبيرة وأنه خالد في النّار ، وذلك بسبب خلل عندهم في النصوص الشرعية ، لأنهم يأخذون بظواهر النصوص ! واستدلوا لذلك بنصوص منها قوله جلّ وعلا في آكل الرّبا { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } البقرة ٨١
وقوله صل الله عليه وسلم ( لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) رواه مسلم .
- الخوارج يكفرون كل مخالف لهم ، قيل لميمون بن مهران : من هو الخارجي ؟
قال : ( هو الذي إن اختلفت معه سمّاك كافراً واستحل دمك ) فتح الباري لابن رجب ٩٩/٥
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين, وأموالهم, وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم، وبدعتهم المضلة ) منهاج السُنّة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فإنهم يستحلّون دماء أهل القبلة لإعتقادهم أنهم مرتدون ) مجموع الفتاوى
- جوّزوا الإمامة العُظمى في غير قريش ! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الأئمة من قريش ) صححه الأرناؤوط ، وذهبت طائفة منهم إلى عدم حاجة الناس إلى إمام .
- إنكارهم حدّ الرّجم عن الزاني المحصن
- إنكارهم جزء من سورة يوسف ، وقالوا لا ينبغي ان تكون قصّة عشق من القرآن !
- قالوا بوجوب قضاء الصلاة على الحائض ، فخالفوا بذلك النّص والإجماع .
- من عقيدتهم تكفير عموم الشعوب ، واستدلوا لذلك بتكفير الحاكم ، فقالوا إن كفر الرّاعي كفرت الرعيّة !
- نستطيع القول أن مجمل عقيدتهم تكمن أمرين :
الأول : تكفير المسلمين بغير مكفر ، فكلُّ من كفّر المسلمين بغير مكفِّر دخل في جملة الخوارج ، ولا يلزم أن يكفر بالكبيرة ، لأن هذا حال الخوارج من المتقدمين والمتأخرين .
الثّاني : إستباحة دماء المسلمين ، فمن استباح دماء المسلمين دخل في جملة الخوارج ، سواء إعتقد كفرهم أم لم يعتقد ، ومن كفّرهم كان أشد .
* ومن صِفاتهم :
- وردت مايقارب ١٠أحاديث في السُنّة النبوية في الخوارج ، وصلت حدّ التواتر
- الزهد والعبادة مع خُبث الإعتقاد ، قال صل الله عليه وسلم
( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة ) متفق عليه .
- يتركون قتال الكفّار ويقاتلون المسلمين لأن قتال المرتد أوجب من قتال الكافر الأصلي ! قال صل الله عليه وسلم( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) رواه البخاري
- صغار في السِن وسفهاء في المعتقد قال صل الله عليه وسلم ( حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ) متفق عليه
- عدم توقير العلماء والكبار ، عن أبي سعيد قال ( بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسما جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه قال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) متفق عليه
- تجرؤهم على التكفير وإستباحة الدماء وتورّعهم في أمور سهلة ، كما حصل مع عبدالله بن خباب بن الأرت رضي الله عنه ، عن أبي مجلز قال ( بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل فتناول رجل منهم تمرة فأقبل عليه أصحابه فقالوا له : أخذتَ تمرةً مِن تمر أهل العهد !!!
وأتوا على خنـزير فنفخه رجل منهم بالسيف ، فأقبل عليه أصحابه فقالوا له قتلتَ خنـزيراً مِن خنازير أهل العهد !!!
قال : فقال عبد الله :
ألا أخبركم مَن هو أعظم عليكم حقا مِن هذا ؟
قالوا : مَن ؟
قال : أنا !! ما تركتُ صلاة ، ولا تركتُ كذا ، ولا تركتُ كذا !!
قال : فقتلوه !
قال : فلما جاءهم عليٌّ قال :
أقيدونا بعبد الله بن خباب
قالوا : كيف نقيدك به وكلنا شرك في دمه ؟
فاستحل قتالهم
" مصنف ابن أبي شيبة " ( 7 / 560 )
* حكم الشرع
سأبدأ بسلسلة منشورات عن الفِرق وعقائدهم وفيمَ خالفوا أهل السُنّة ، ولقد أجازني شيخي د. هاني السباعي في دورة شرعية بعنوان ( الإيمان عند أهل السنة والفرق ) ، لذا سأفرّغ قسم كبير من الدورة في المنشورات ، وبما أنّ الخوارج أول بدعة ظهرت في الإسلام سأبدأ بهم :
* الخوارج ظهروا في سنة ٣٧ هجرية ، في موقعة صفّين بين أمير المؤمنين عليّ وخال المؤمنين معاوية رضي الله عنهم أجمعين ، أوصلهم أهل العلم إلى ٢٠ فرقة ، منها ( النجدات والأزارقة والحرورية والمحكّمة والإباضيّة ) ، أشدّهم غلواً الأزارقة ثمّ النجدات وأخفّهم الإباضية ، ومن عقيدتهم :
- اتفقت جميع فرقهم على تكفير أصحاب الجمل وصفّين وتكفير عائشة رضي الله عنها وتكفير الزبير وطلحة وعلي وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .
- يقرّون خلافة أبي بكر وعمر ولا يقرّون بخلافة عثمان ، ويقرّون خلافة علي قبل التحكيم مع معاوية رضي الله عنهم أجمعين .
- قالوا بكفر مرتكب الكبيرة وأنه خالد في النّار ، وذلك بسبب خلل عندهم في النصوص الشرعية ، لأنهم يأخذون بظواهر النصوص ! واستدلوا لذلك بنصوص منها قوله جلّ وعلا في آكل الرّبا { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } البقرة ٨١
وقوله صل الله عليه وسلم ( لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) رواه مسلم .
- الخوارج يكفرون كل مخالف لهم ، قيل لميمون بن مهران : من هو الخارجي ؟
قال : ( هو الذي إن اختلفت معه سمّاك كافراً واستحل دمك ) فتح الباري لابن رجب ٩٩/٥
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين, وأموالهم, وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم، وبدعتهم المضلة ) منهاج السُنّة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فإنهم يستحلّون دماء أهل القبلة لإعتقادهم أنهم مرتدون ) مجموع الفتاوى
- جوّزوا الإمامة العُظمى في غير قريش ! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الأئمة من قريش ) صححه الأرناؤوط ، وذهبت طائفة منهم إلى عدم حاجة الناس إلى إمام .
- إنكارهم حدّ الرّجم عن الزاني المحصن
- إنكارهم جزء من سورة يوسف ، وقالوا لا ينبغي ان تكون قصّة عشق من القرآن !
- قالوا بوجوب قضاء الصلاة على الحائض ، فخالفوا بذلك النّص والإجماع .
- من عقيدتهم تكفير عموم الشعوب ، واستدلوا لذلك بتكفير الحاكم ، فقالوا إن كفر الرّاعي كفرت الرعيّة !
- نستطيع القول أن مجمل عقيدتهم تكمن أمرين :
الأول : تكفير المسلمين بغير مكفر ، فكلُّ من كفّر المسلمين بغير مكفِّر دخل في جملة الخوارج ، ولا يلزم أن يكفر بالكبيرة ، لأن هذا حال الخوارج من المتقدمين والمتأخرين .
الثّاني : إستباحة دماء المسلمين ، فمن استباح دماء المسلمين دخل في جملة الخوارج ، سواء إعتقد كفرهم أم لم يعتقد ، ومن كفّرهم كان أشد .
* ومن صِفاتهم :
- وردت مايقارب ١٠أحاديث في السُنّة النبوية في الخوارج ، وصلت حدّ التواتر
- الزهد والعبادة مع خُبث الإعتقاد ، قال صل الله عليه وسلم
( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة ) متفق عليه .
- يتركون قتال الكفّار ويقاتلون المسلمين لأن قتال المرتد أوجب من قتال الكافر الأصلي ! قال صل الله عليه وسلم( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) رواه البخاري
- صغار في السِن وسفهاء في المعتقد قال صل الله عليه وسلم ( حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ) متفق عليه
- عدم توقير العلماء والكبار ، عن أبي سعيد قال ( بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسما جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه قال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) متفق عليه
- تجرؤهم على التكفير وإستباحة الدماء وتورّعهم في أمور سهلة ، كما حصل مع عبدالله بن خباب بن الأرت رضي الله عنه ، عن أبي مجلز قال ( بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل فتناول رجل منهم تمرة فأقبل عليه أصحابه فقالوا له : أخذتَ تمرةً مِن تمر أهل العهد !!!
وأتوا على خنـزير فنفخه رجل منهم بالسيف ، فأقبل عليه أصحابه فقالوا له قتلتَ خنـزيراً مِن خنازير أهل العهد !!!
قال : فقال عبد الله :
ألا أخبركم مَن هو أعظم عليكم حقا مِن هذا ؟
قالوا : مَن ؟
قال : أنا !! ما تركتُ صلاة ، ولا تركتُ كذا ، ولا تركتُ كذا !!
قال : فقتلوه !
قال : فلما جاءهم عليٌّ قال :
أقيدونا بعبد الله بن خباب
قالوا : كيف نقيدك به وكلنا شرك في دمه ؟
فاستحل قتالهم
" مصنف ابن أبي شيبة " ( 7 / 560 )
* حكم الشرع