جنائن الرحمن:
قال الحبيب العلامة المربي عمر بن محمد بن حفيظ حفظه الله
ولك أيها المؤمن أن تتأمل َ حالَ نفسِك وأسرتِك، والكثير ممن تعرف من أصدقائك وأهل بلدك ، وممن تعرفُ من هنا وهناك، وانظر في تلك الأحوال، أين غابَ ﴿ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ ؟ كيف غاب ؟ كيف صرتَ لا تكادُ ترى عيناً تفيض من الدمع عند سماع كلام الله جلَّ جلالُه. فما الذي دها الأمة !؟
ما الذي حصل على الأمة !؟ ما الذي نازَلَ الأمة !؟ إن الأسماعَ انفتحت لكلامِ الغافلين، ولكلام الفاسقين، وامتلأت بأقاويلهم وأباطيلهم ، ليلَ نهار ، في وسطِ الديار ، و في السيارات، وفي الجوالات، وفي الآي باد، وفي الأشرطة، وفي الإذاعات، أقاويلُ الباطلين. وأقاويلُ الضالين، وأقاويلُ الغافلين، ملأتِ الأسماع، فَحَجَبَتها عن أن تعي عظمةَ كلام الله، وعن أن تتأثر بكلام الحق، وكلام الهدى، ولقد وصفَ اللهُ المؤمنين بالنسبةِ لسماعِ القرآن، فقال ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ وقال ﴿ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ خرُّوا سُجَّداً وبكياً.
وقد كان هذا الوصف منتشراً في بيوت المسلمين أولَ ما يُسْلِم أهل البيت. أول ما يُسلِم الفرد، وأول ما تُسْلِم الأسرة. ولقد نظر سيدُنا أبوبكر الصديق إلى وَفْدٍ وَفَدَ من اليمن أيامَ خلافته، فتُلي عليهم القرآن، وإذا بالدموع تتحادر وتنهلُّ وتنهمر من عيونهم. فَنَظَرَ الصديقُ، قال هكذا كنا على عهد رسول الله، كنا هكذا مع القرآن. قال باعترافه : ثم قست القلوب. وإنما قَسَتْ قلوبُ الغافلين لا كُقُلوب أولئك الأكرمين، عليهم رضوان الله، ولكن شأنُ الصادقين هكذا، في اعترافاتهم وخضوعِهم للمولى جلَّ جلالُه. ما الذي أصاب الأسماع، فصارت الآيات التي تهزُّ الجبالَ وكادت أن تَنْخلع لها قلوب الصديقين والمقربين، لا تؤثر فينا شيئاً، لا تحرِّك فينا ساكناً، لا نهتزُّ لها، لا نطربُ لها، لا نتأثر بها. هل ذاك إلا لخَلَل ؟ هل ذاك إلا لِعِلَل ؟ هل ذاك إلا لِزَلَل ؟ هل ذاك إلا لانحرافٍ عن الطريقِ الأجمل والسبيلِ الأمثل. فمتى تعودُ إلينا صفاتُ الصالحين، وصفاتُ المتحققين بحقائقِ الإيمان؟ وتمتلئ بها ديارُنا ومساجدُنا، وتمتلئ بها شوارِعُنا وأسواقنا كما كانوا يقولون( سوقُ المسلمين كمُصلّى المصلين ).
في السوق الأمانة ، في السوق العمل بالشريعة، في السوق رعاية حق الغبي، ورعاية حق من لا يتقن مهاراتِ البيع والشراء، في السوق النزاهةُ من الغش، في السوق الذِّكْر، في السوق الذكر، في السوق التلاوة. كان فيمن يبيعُ حُفَّاظ للقرآن، كان فيمن يشتري حفّاظٌ للقرآن، وكانوا مع حفظهم للقرآن، لا يهملونه ولا يتركونه.
خادم الدائرة الدعوية
قال الحبيب العلامة المربي عمر بن محمد بن حفيظ حفظه الله
ولك أيها المؤمن أن تتأمل َ حالَ نفسِك وأسرتِك، والكثير ممن تعرف من أصدقائك وأهل بلدك ، وممن تعرفُ من هنا وهناك، وانظر في تلك الأحوال، أين غابَ ﴿ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾ ؟ كيف غاب ؟ كيف صرتَ لا تكادُ ترى عيناً تفيض من الدمع عند سماع كلام الله جلَّ جلالُه. فما الذي دها الأمة !؟
ما الذي حصل على الأمة !؟ ما الذي نازَلَ الأمة !؟ إن الأسماعَ انفتحت لكلامِ الغافلين، ولكلام الفاسقين، وامتلأت بأقاويلهم وأباطيلهم ، ليلَ نهار ، في وسطِ الديار ، و في السيارات، وفي الجوالات، وفي الآي باد، وفي الأشرطة، وفي الإذاعات، أقاويلُ الباطلين. وأقاويلُ الضالين، وأقاويلُ الغافلين، ملأتِ الأسماع، فَحَجَبَتها عن أن تعي عظمةَ كلام الله، وعن أن تتأثر بكلام الحق، وكلام الهدى، ولقد وصفَ اللهُ المؤمنين بالنسبةِ لسماعِ القرآن، فقال ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ وقال ﴿ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ خرُّوا سُجَّداً وبكياً.
وقد كان هذا الوصف منتشراً في بيوت المسلمين أولَ ما يُسْلِم أهل البيت. أول ما يُسلِم الفرد، وأول ما تُسْلِم الأسرة. ولقد نظر سيدُنا أبوبكر الصديق إلى وَفْدٍ وَفَدَ من اليمن أيامَ خلافته، فتُلي عليهم القرآن، وإذا بالدموع تتحادر وتنهلُّ وتنهمر من عيونهم. فَنَظَرَ الصديقُ، قال هكذا كنا على عهد رسول الله، كنا هكذا مع القرآن. قال باعترافه : ثم قست القلوب. وإنما قَسَتْ قلوبُ الغافلين لا كُقُلوب أولئك الأكرمين، عليهم رضوان الله، ولكن شأنُ الصادقين هكذا، في اعترافاتهم وخضوعِهم للمولى جلَّ جلالُه. ما الذي أصاب الأسماع، فصارت الآيات التي تهزُّ الجبالَ وكادت أن تَنْخلع لها قلوب الصديقين والمقربين، لا تؤثر فينا شيئاً، لا تحرِّك فينا ساكناً، لا نهتزُّ لها، لا نطربُ لها، لا نتأثر بها. هل ذاك إلا لخَلَل ؟ هل ذاك إلا لِعِلَل ؟ هل ذاك إلا لِزَلَل ؟ هل ذاك إلا لانحرافٍ عن الطريقِ الأجمل والسبيلِ الأمثل. فمتى تعودُ إلينا صفاتُ الصالحين، وصفاتُ المتحققين بحقائقِ الإيمان؟ وتمتلئ بها ديارُنا ومساجدُنا، وتمتلئ بها شوارِعُنا وأسواقنا كما كانوا يقولون( سوقُ المسلمين كمُصلّى المصلين ).
في السوق الأمانة ، في السوق العمل بالشريعة، في السوق رعاية حق الغبي، ورعاية حق من لا يتقن مهاراتِ البيع والشراء، في السوق النزاهةُ من الغش، في السوق الذِّكْر، في السوق الذكر، في السوق التلاوة. كان فيمن يبيعُ حُفَّاظ للقرآن، كان فيمن يشتري حفّاظٌ للقرآن، وكانوا مع حفظهم للقرآن، لا يهملونه ولا يتركونه.
خادم الدائرة الدعوية