📖 قصة وعبرة
أراد أن يوفق بين زوجتيه، فاحتال لهما حيلة عجيبة!
يقول ابن الجوزي في كتابه الأذكياء: حَدثنِي رجل من بني نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ: لما أصَاب "نصيب" من المَال مَا أصَاب، أي أصبح غنيًا، وَكَانَ عِنْده أم محجن زوجته، وَكَانَت سَوْدَاء، فاشتاق إِلَى الْبيَاض، فَتزَوج امْرَأَة سَرِيَّة بَيْضَاء، فَغضِبت أم محجن وَغَارَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: وَالله يَا أم محجن مَا مثلي يغار عَلَيْهِ، إنِّي شيخ كَبِير، وَمَا مثلك يغار، إنَّك لعجوز كَبِيرَة، وَمَا أحد أكْرم عَليّ مِنْك، وَلَا أوجب حَقًا، فجوزي هَذَا الْأَمر وَلَا تكدريه علي. فرضيت بذلك. ثمَّ قَالَ لَهَا بعد ذَلِك: هَل لَك أَن أجمع إِلَيْك زَوْجَتي الجديدة؛ فَهُوَ أصلح لذات الْبَين، وألم للشعث، وَأبْعد للشماتة. فَقَالَت: نعم. وَأَعْطَاهَا دِينَار وَقَالَ لَهَا: إنِّي أكره أَن ترى بك فقرًا فتفضل عَلَيْك، فاعملي لَهَا إِذا أَصبَحت عنْدك غَداءً بِهَذَا الدِّينَار. ثمَّ أَتَى زَوجته الجديدة فَقَالَ لَهَا: إِنِّي أردْت أَن أجمعك إِلَى أم محجن غَدًا، وَهِي مكرمتك، وأكره أَن تفضل عَلَيْك أم محجن، فَخذي هَذَا الدِّينَار فأهدي لَهَا بِهِ إِذا أَصبَحت عِنْدهَا غَدًا؛ لِئَلَّا ترى بك فقرًا، وَلَا تذكري لَهَا الدِّينَار. ثمَّ أَتَى صاحبًا لَهُ يستنصحه فَقَالَ: إِنِّي أُرِيد أَن أجمع زَوْجَتي الجديدة إِلَى أم محجن غَدًا، فأتني مُسلمًا فَإِنِّي سأستجلسك للغداء، فَإِذا تغذيت فسلني عَن أحبهما إِلَيّ، فَإِنِّي سأنفُرُ وأُعظم ذَلِك، فَإِذا أَبيت عَلَيْك أَن لَا أخْبرك، فاحلف عَليّ.
فَلَمَّا كَانَ الْغَد، زارت زَوجته الجديدة أم محجن، وَمر بِهِ صديقه فاستجلسه، فَلَمَّا تغذيا، أقبل الرجل عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا محجن أحب أَن تُخبرنِي عَن أحب زوجتيك إِلَيْك. فَقَالَ: سُبْحَانَ الله أتسألني عَن هَذَا وهما يسمعان؟! مَا سَأَلَ عَن مثل هَذَا أحد. قَالَ: فَإِنِّي أقسم عَلَيْك لتخبرني، فوَاللَّه لا عذرتك وَلَا أقبل إِلَّا ذَاك. قَالَ: أما إِذْ فعلت، فأحبهما إِلَي صَاحِبَة الدِّينَار، وَالله لَا أُزيدك على هَذَا شيئًا، فَأَعْرَضت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تضحك ونفسها مسرورة، وَهِي تظن أَنه عناها بذلك القَوْل.
📚المصدر: الأذكياء لابن الجوزي (117).
أراد أن يوفق بين زوجتيه، فاحتال لهما حيلة عجيبة!
يقول ابن الجوزي في كتابه الأذكياء: حَدثنِي رجل من بني نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ: لما أصَاب "نصيب" من المَال مَا أصَاب، أي أصبح غنيًا، وَكَانَ عِنْده أم محجن زوجته، وَكَانَت سَوْدَاء، فاشتاق إِلَى الْبيَاض، فَتزَوج امْرَأَة سَرِيَّة بَيْضَاء، فَغضِبت أم محجن وَغَارَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: وَالله يَا أم محجن مَا مثلي يغار عَلَيْهِ، إنِّي شيخ كَبِير، وَمَا مثلك يغار، إنَّك لعجوز كَبِيرَة، وَمَا أحد أكْرم عَليّ مِنْك، وَلَا أوجب حَقًا، فجوزي هَذَا الْأَمر وَلَا تكدريه علي. فرضيت بذلك. ثمَّ قَالَ لَهَا بعد ذَلِك: هَل لَك أَن أجمع إِلَيْك زَوْجَتي الجديدة؛ فَهُوَ أصلح لذات الْبَين، وألم للشعث، وَأبْعد للشماتة. فَقَالَت: نعم. وَأَعْطَاهَا دِينَار وَقَالَ لَهَا: إنِّي أكره أَن ترى بك فقرًا فتفضل عَلَيْك، فاعملي لَهَا إِذا أَصبَحت عنْدك غَداءً بِهَذَا الدِّينَار. ثمَّ أَتَى زَوجته الجديدة فَقَالَ لَهَا: إِنِّي أردْت أَن أجمعك إِلَى أم محجن غَدًا، وَهِي مكرمتك، وأكره أَن تفضل عَلَيْك أم محجن، فَخذي هَذَا الدِّينَار فأهدي لَهَا بِهِ إِذا أَصبَحت عِنْدهَا غَدًا؛ لِئَلَّا ترى بك فقرًا، وَلَا تذكري لَهَا الدِّينَار. ثمَّ أَتَى صاحبًا لَهُ يستنصحه فَقَالَ: إِنِّي أُرِيد أَن أجمع زَوْجَتي الجديدة إِلَى أم محجن غَدًا، فأتني مُسلمًا فَإِنِّي سأستجلسك للغداء، فَإِذا تغذيت فسلني عَن أحبهما إِلَيّ، فَإِنِّي سأنفُرُ وأُعظم ذَلِك، فَإِذا أَبيت عَلَيْك أَن لَا أخْبرك، فاحلف عَليّ.
فَلَمَّا كَانَ الْغَد، زارت زَوجته الجديدة أم محجن، وَمر بِهِ صديقه فاستجلسه، فَلَمَّا تغذيا، أقبل الرجل عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا محجن أحب أَن تُخبرنِي عَن أحب زوجتيك إِلَيْك. فَقَالَ: سُبْحَانَ الله أتسألني عَن هَذَا وهما يسمعان؟! مَا سَأَلَ عَن مثل هَذَا أحد. قَالَ: فَإِنِّي أقسم عَلَيْك لتخبرني، فوَاللَّه لا عذرتك وَلَا أقبل إِلَّا ذَاك. قَالَ: أما إِذْ فعلت، فأحبهما إِلَي صَاحِبَة الدِّينَار، وَالله لَا أُزيدك على هَذَا شيئًا، فَأَعْرَضت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تضحك ونفسها مسرورة، وَهِي تظن أَنه عناها بذلك القَوْل.
📚المصدر: الأذكياء لابن الجوزي (117).