🔰السيدة نرجس
👈 روى ابن بابويه والشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، انّه قال: قال بشر بن سليمان النخّاس، وهو من ولد أبي أيّوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد، وجارهما بسرّ من رأى:
أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن عليّ بن محمد العسكري يدعوك إليه، فأتيته فلمّا جلست بين يديه قال لي: يا بشر انّك من ولد الأنصار، وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وانّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسرّ اُطلعك عليه، واُنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتاباً لطيفاً بخطّ رومي ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه، وأخرج شقيقة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً.
فقال: خذها وتوجّه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فاذا وصلت إلى جانبك زواريق السّبايا، وترى الجواري فيها ستجد طوايف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس، وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك، إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة روميّة من وراء ستر رقيق، فاعلم انّها تقول: واهتك ستراه.
فيقول بعض المبتاعين: عليّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: لو برزت في زيّ سليمان بن داوُد وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك، فيقول النّخاس: فما الحيلة ولا بدّ من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته.
فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له: انّ معك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة وخطّ روميّ، ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه، فان مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.
يتبع...
👈 روى ابن بابويه والشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، انّه قال: قال بشر بن سليمان النخّاس، وهو من ولد أبي أيّوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد، وجارهما بسرّ من رأى:
أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن عليّ بن محمد العسكري يدعوك إليه، فأتيته فلمّا جلست بين يديه قال لي: يا بشر انّك من ولد الأنصار، وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وانّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسرّ اُطلعك عليه، واُنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتاباً لطيفاً بخطّ رومي ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه، وأخرج شقيقة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً.
فقال: خذها وتوجّه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فاذا وصلت إلى جانبك زواريق السّبايا، وترى الجواري فيها ستجد طوايف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس، وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك، إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة روميّة من وراء ستر رقيق، فاعلم انّها تقول: واهتك ستراه.
فيقول بعض المبتاعين: عليّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: لو برزت في زيّ سليمان بن داوُد وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك، فيقول النّخاس: فما الحيلة ولا بدّ من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته.
فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له: انّ معك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة وخطّ روميّ، ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه، فان مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.
يتبع...