تابع 🔰 السيدة نرجس
فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فيقول له محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمّد عليه السلام ابن صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك رحم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر فخطب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وزوجني من ابنه، وشهد المسيح عليه السلام وشهد أبناء محمّد عليهم السلام والحواريون.
فلمّا استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرّها ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمّد عليه السلام حتى امتنعت من الطعام والشراب، فضعفت نفسي ودق شخصي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الروم طبيب الاّ أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلمّا برح به اليأس (قال): يا قرة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة، فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم ومنّيتهم الخلاص، رجوت أن يهب لي المسيح وأمه عافية.
فلمّا فعل ذلك تجلّدت في اظهار الصحة من بدني قليلاً، وتناولت يسيراً من الطعام، فسر بذلك وأقبل على اكرام الأسارى واعزازهم، فاُريت بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام قد زارتني، ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة نساء العالمين أم زوجك أبي محمّد عليه السلام، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد عليه السلام من زيارتي.
فقالت سيدة النساء عليها السلام: إنّ ابني أبا محمّد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب النصارى، وهذه اختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فان ملت إلى رضى الله ورضى المسيح ومريم عليهما السلام وزيارة أبي محمّد ايّاك، فقولي: أشهد أن لا اله إلاّ الله، وأنّ أبي محمّد رسول الله.
فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني إلى صدرها سيدة نساء العالمين عليها السلام، وطيّبت نفسي وقالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمّد فانّي منفذته اليك، فانتبهت وأنا أنول وأتوقع لقاء أبي محمّد عليه السلام.
فلمّا كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمّد عليه السلام وكأنّي أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن اتلفت نفسي معالجة حبك، فقال: ما كان تأخّري عنك الاّ لشركك، فقد أسلمت وأنا زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله تعالى شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
(قال بشر) فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمّد عليه السلام ليلة من الليالي انّ جدك سيسيّر جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة في زيّ الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطلاعي ايّاك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس، فقال: اسم الجواري.
فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فيقول له محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمّد عليه السلام ابن صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك رحم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر فخطب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وزوجني من ابنه، وشهد المسيح عليه السلام وشهد أبناء محمّد عليهم السلام والحواريون.
فلمّا استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرّها ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمّد عليه السلام حتى امتنعت من الطعام والشراب، فضعفت نفسي ودق شخصي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الروم طبيب الاّ أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلمّا برح به اليأس (قال): يا قرة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة، فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم ومنّيتهم الخلاص، رجوت أن يهب لي المسيح وأمه عافية.
فلمّا فعل ذلك تجلّدت في اظهار الصحة من بدني قليلاً، وتناولت يسيراً من الطعام، فسر بذلك وأقبل على اكرام الأسارى واعزازهم، فاُريت بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام قد زارتني، ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة نساء العالمين أم زوجك أبي محمّد عليه السلام، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد عليه السلام من زيارتي.
فقالت سيدة النساء عليها السلام: إنّ ابني أبا محمّد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب النصارى، وهذه اختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فان ملت إلى رضى الله ورضى المسيح ومريم عليهما السلام وزيارة أبي محمّد ايّاك، فقولي: أشهد أن لا اله إلاّ الله، وأنّ أبي محمّد رسول الله.
فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني إلى صدرها سيدة نساء العالمين عليها السلام، وطيّبت نفسي وقالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمّد فانّي منفذته اليك، فانتبهت وأنا أنول وأتوقع لقاء أبي محمّد عليه السلام.
فلمّا كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمّد عليه السلام وكأنّي أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن اتلفت نفسي معالجة حبك، فقال: ما كان تأخّري عنك الاّ لشركك، فقد أسلمت وأنا زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله تعالى شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
(قال بشر) فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمّد عليه السلام ليلة من الليالي انّ جدك سيسيّر جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة في زيّ الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطلاعي ايّاك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس، فقال: اسم الجواري.