تابع🔰السيدة ترجس
قلت: العجب انّك رومية ولسانك عربي، قالت: نعم من ولوع جدي وحمله ايّاي على تعلّم الآداب، أن أوعز إليّ امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليّ، وكانت تقصدني صباحاً ومساء وتفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام، (قال بشر): فلمّا انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن عليه السلام، فقال: كيف أراكِ الله عزّ الإسلام وذل النصرانية، وشرف محمّد وأهل بيته عليهم السلام؟
قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي، قال: فانّي أحببت أن أكرمك فما أحب اليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي، قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
قالت: ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قالت: من المسيح ووصيّه؟ قال لها: ممّن زوجك المسيح عليه السلام ووصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمّد عليه السلام ؟ فقال: هل تعرفينه؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء صلوات الله عليها.
قال: فقال مولانا: يا كافور أدع اختي حكيمة، فلمّا دخلت قال لها: هاهي، فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها أبو الحسن عليه السلام: يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن، فانّها زوجة أبي محمّد وأم القائم عليه السلام.
وروى الكليني، وابن بابويه، والشيخ الطوسي، والسيد المرتضى وغيرهم من المحدّثين، بأسانيد معتبرة عن حكيمة انّها قالت: كانت لي جارية يقال لها نرجس، فزارني ابن أخي (الإمام العسكري) عليه السلام وأقبل يحدّ النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلّك هويتها فأرسلها اليك؟ فقال: لا يا عمّة لكنّي أتعجّب منها.
فقلت: وما أعجبك؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي.
قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (الهادي عليه السلام) فسلّمت وجلست، فبدأني عليه السلام وقال: يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمّد، قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك، فقال: يا مباركة انّ الله تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر، ويجعل لك في الخير نصيباً.
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي، وزيّنتها ووهبتها لأبي محمّد عليه السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً ثم مضى إلى والده، ووجّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمّد عليه السلام مكان والده، وكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفّك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي، والله لا أدفع اليك خفّي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري.
فسمع أبو محمّد عليه السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خيراً، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف، فقال عليه السلام: يا عمّتها بيّتي الليلة عندنا، فانّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل، الذي يحيى الله عز وجل به الأرض بعد موتها.
فقلت: ممّن يا سيدي، ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلّبتها ظهراً لبطن، فلم أر بها أثراً من حبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسّم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، لانّ مثلها مثل أمّ موسى لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لانّ فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى عليه السلام.
وفي رواية أخرى انّه قال: انّا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون وانّما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الأرحام وانّما نخرج من الفخذ الأيمن من امّهاتنا، لأنّنا نور الله الذي لا تناله الدانسات.
قالت حكيمة: فذهبت إلى نرجس وأخبرتها، فقالت: لم أر شيئاً ولا أثراً، فبقيت الليل هناك، وأفطرت عندهم ونمت قرب نرجس، وكنت أفحصها كلّ ساعة وهي نائمة فازدادت حيرتي، وأكثرت في هذه الليلة من القيام والصلاة، فلمّا كنت في الوتر من صلاة الليل قامت نرجس فتوضّأت وصلّت صلاة الليل.
ونظرت فإذا الفجر الأوّل قد طلع فتداخل قلبي الشك، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام فقال: لا تعجلي يا عمّة فانّ الأمر قد قرب، فرأيت اضطراباً في نرجس، فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها، فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: اقرئي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي.
قلت: العجب انّك رومية ولسانك عربي، قالت: نعم من ولوع جدي وحمله ايّاي على تعلّم الآداب، أن أوعز إليّ امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليّ، وكانت تقصدني صباحاً ومساء وتفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام، (قال بشر): فلمّا انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن عليه السلام، فقال: كيف أراكِ الله عزّ الإسلام وذل النصرانية، وشرف محمّد وأهل بيته عليهم السلام؟
قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي، قال: فانّي أحببت أن أكرمك فما أحب اليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي، قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
قالت: ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قالت: من المسيح ووصيّه؟ قال لها: ممّن زوجك المسيح عليه السلام ووصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمّد عليه السلام ؟ فقال: هل تعرفينه؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء صلوات الله عليها.
قال: فقال مولانا: يا كافور أدع اختي حكيمة، فلمّا دخلت قال لها: هاهي، فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها أبو الحسن عليه السلام: يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن، فانّها زوجة أبي محمّد وأم القائم عليه السلام.
وروى الكليني، وابن بابويه، والشيخ الطوسي، والسيد المرتضى وغيرهم من المحدّثين، بأسانيد معتبرة عن حكيمة انّها قالت: كانت لي جارية يقال لها نرجس، فزارني ابن أخي (الإمام العسكري) عليه السلام وأقبل يحدّ النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلّك هويتها فأرسلها اليك؟ فقال: لا يا عمّة لكنّي أتعجّب منها.
فقلت: وما أعجبك؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي.
قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (الهادي عليه السلام) فسلّمت وجلست، فبدأني عليه السلام وقال: يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمّد، قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك، فقال: يا مباركة انّ الله تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر، ويجعل لك في الخير نصيباً.
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي، وزيّنتها ووهبتها لأبي محمّد عليه السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً ثم مضى إلى والده، ووجّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمّد عليه السلام مكان والده، وكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفّك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي، والله لا أدفع اليك خفّي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري.
فسمع أبو محمّد عليه السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خيراً، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف، فقال عليه السلام: يا عمّتها بيّتي الليلة عندنا، فانّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل، الذي يحيى الله عز وجل به الأرض بعد موتها.
فقلت: ممّن يا سيدي، ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلّبتها ظهراً لبطن، فلم أر بها أثراً من حبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسّم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، لانّ مثلها مثل أمّ موسى لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لانّ فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى عليه السلام.
وفي رواية أخرى انّه قال: انّا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون وانّما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الأرحام وانّما نخرج من الفخذ الأيمن من امّهاتنا، لأنّنا نور الله الذي لا تناله الدانسات.
قالت حكيمة: فذهبت إلى نرجس وأخبرتها، فقالت: لم أر شيئاً ولا أثراً، فبقيت الليل هناك، وأفطرت عندهم ونمت قرب نرجس، وكنت أفحصها كلّ ساعة وهي نائمة فازدادت حيرتي، وأكثرت في هذه الليلة من القيام والصلاة، فلمّا كنت في الوتر من صلاة الليل قامت نرجس فتوضّأت وصلّت صلاة الليل.
ونظرت فإذا الفجر الأوّل قد طلع فتداخل قلبي الشك، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام فقال: لا تعجلي يا عمّة فانّ الأمر قد قرب، فرأيت اضطراباً في نرجس، فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها، فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: اقرئي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي.