تابع🔰 السيدة نرجس
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلّم عليّ، قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: لا تعجبي من أمر الله عز وجل، انّ الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجة في أرضه كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتى غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب.
فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة فقال لي: ارجعي يا عمة فانّك ستجديها في مكانها، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي عليه السلام ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه (نحو السماء) وهو يقول:
(أشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وانّ جدّي رسول الله، وانّ أبي أمير المؤمنين) ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه، فقال: (اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً).
وفي رواية عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له عند الإمام الحسن عليه السلام انّها قالت: لمّا ولد (السيد) رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطير…
فناداني أبو محمّد عليه السلام وقال: يا عمة هاتي ابني إليّ، فكشفت عن سيدي عليه السلام، فإذا به مختوناً مسروراً طهراً طاهراً، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (… جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).
فأتيت به نحوه، فلمّا مثلت بين يدي أبيه سلّم على أبيه، فتناوله الحسن، وأدخل لسانه في فمه ومسح بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: يا بني انطق بقدرة الله، فاستعاذ وليّ الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ).
وصلّى على رسول الله وعلى أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً حتى انتهى إلى أبيه، وكانت هناك طيور ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً.
فتناوله الطائر وطار به في جوّ السماء وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّد يقول: أستودعك الذي استودعته امّ موسى، فبكت نرجس، فقال لها: اسكتي فانّ الرضاع محرّم عليه الاّ من ثديك، وسيعاد اليك كما ردّ موسى إلى امّه، وذلك قوله عز وجل:
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ…).
قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر؟ قال: هذا روح القدس الموكل بالأئمّة عليهم السلام، يوفقهم ويسدّدهم ويربيهم بالعلم.
قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام، ووجّه اليّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بصبيّ متحرك يمشي بين يديه، فقلت: سيدي هذا ابن سنتين! فتبسّم عليه السلام ثم قال: انّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وانّ الصبي منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وانّ الصبي منّا ليتكلّم في بطن امّه، ويقرأ القرآن، ويعبد ربّه عز وجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة، وتنزل عليه كلّ صباح ومساء.
قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كلّ أربعين يوماً، إلى أن رأيته رجلاً قبل مضيّ أبي محمّد عليه السلام بأيّام قلائل فلم أعرفه، فقلت لأبي محمّد عليه السلام: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني، فاسمعي له وأطيعي.
قالت حكيمة: فمضى أبو محمّد عليه السلام بأيّام قلائل وافترق الناس، وانّي والله لأراه صباحاً ومساءاً، انّه لينبئني عمّا أسأله، ووالله انّي لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدؤني به.
وفي رواية انّ حكيمة قالت: فلمّا كان بعد ثلاث اشتقت إلى وليّ الله عليه السلام فصرت إليهم، فسألت عنه فأجابني عليه السلام انّه أخذه من هو أحق به منك، فاذا كان اليوم السابع فأتينا، فذهبت في اليوم السابع إليهم، فرأيت مولاي في المهد يزهر منه النور كالقمر ليلة أربعة عشرة.
فقال أبو محمّد عليه السلام: هلمّي ابني، فجئت بسيدي، فجعل لسانه في فمه ثم قال له: تكلّم يا بني، فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وثنّى بالصلاة على محمّد وأمير المؤمنين والأئمّة حتى وقف على أبيه، ثم قرأ:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ…) ثم قال له: اقرأ يا بني ممّا أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانيّة، وكتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داوُد، وانجيل عيسى،
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلّم عليّ، قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: لا تعجبي من أمر الله عز وجل، انّ الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجة في أرضه كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتى غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب.
فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة فقال لي: ارجعي يا عمة فانّك ستجديها في مكانها، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي عليه السلام ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه (نحو السماء) وهو يقول:
(أشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وانّ جدّي رسول الله، وانّ أبي أمير المؤمنين) ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه، فقال: (اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً).
وفي رواية عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له عند الإمام الحسن عليه السلام انّها قالت: لمّا ولد (السيد) رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطير…
فناداني أبو محمّد عليه السلام وقال: يا عمة هاتي ابني إليّ، فكشفت عن سيدي عليه السلام، فإذا به مختوناً مسروراً طهراً طاهراً، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (… جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).
فأتيت به نحوه، فلمّا مثلت بين يدي أبيه سلّم على أبيه، فتناوله الحسن، وأدخل لسانه في فمه ومسح بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: يا بني انطق بقدرة الله، فاستعاذ وليّ الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ).
وصلّى على رسول الله وعلى أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً حتى انتهى إلى أبيه، وكانت هناك طيور ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً.
فتناوله الطائر وطار به في جوّ السماء وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّد يقول: أستودعك الذي استودعته امّ موسى، فبكت نرجس، فقال لها: اسكتي فانّ الرضاع محرّم عليه الاّ من ثديك، وسيعاد اليك كما ردّ موسى إلى امّه، وذلك قوله عز وجل:
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ…).
قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر؟ قال: هذا روح القدس الموكل بالأئمّة عليهم السلام، يوفقهم ويسدّدهم ويربيهم بالعلم.
قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام، ووجّه اليّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بصبيّ متحرك يمشي بين يديه، فقلت: سيدي هذا ابن سنتين! فتبسّم عليه السلام ثم قال: انّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وانّ الصبي منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وانّ الصبي منّا ليتكلّم في بطن امّه، ويقرأ القرآن، ويعبد ربّه عز وجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة، وتنزل عليه كلّ صباح ومساء.
قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كلّ أربعين يوماً، إلى أن رأيته رجلاً قبل مضيّ أبي محمّد عليه السلام بأيّام قلائل فلم أعرفه، فقلت لأبي محمّد عليه السلام: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني، فاسمعي له وأطيعي.
قالت حكيمة: فمضى أبو محمّد عليه السلام بأيّام قلائل وافترق الناس، وانّي والله لأراه صباحاً ومساءاً، انّه لينبئني عمّا أسأله، ووالله انّي لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدؤني به.
وفي رواية انّ حكيمة قالت: فلمّا كان بعد ثلاث اشتقت إلى وليّ الله عليه السلام فصرت إليهم، فسألت عنه فأجابني عليه السلام انّه أخذه من هو أحق به منك، فاذا كان اليوم السابع فأتينا، فذهبت في اليوم السابع إليهم، فرأيت مولاي في المهد يزهر منه النور كالقمر ليلة أربعة عشرة.
فقال أبو محمّد عليه السلام: هلمّي ابني، فجئت بسيدي، فجعل لسانه في فمه ثم قال له: تكلّم يا بني، فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وثنّى بالصلاة على محمّد وأمير المؤمنين والأئمّة حتى وقف على أبيه، ثم قرأ:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ…) ثم قال له: اقرأ يا بني ممّا أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانيّة، وكتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داوُد، وانجيل عيسى،